اخبار الإمارات

مسؤولون وخبراء بيئيون لـ« البيان»: التوعية المجتمعية ركيزة أساسية لمواجهة تحديات التغير المناخي

ت + ت الحجم الطبيعي

مع تزايد التحديات البيئية وطبيعتها العالمية، سيتحول الوعي البيئي من نمط فردي إلى حركة اجتماعية عالمية، كما ستتأثر القوى العاملة العالمية، وفق الدراسات الحديثة، بالضغوطات المستقبلية، كالتغير المناخي، والتي تستلزم فرصاً تعليمية لبناء المهارات الخاصة بتلك الجوانب ضمن مختلف المجالات. وفي الوقت الذي يعد فيه دعم الجهود لبناء مجتمع مثقف بيئياً ضرورة حتمية، للحفاظ على الثروات الطبيعية.

«البيان» تسلط الضوء على الدور المحوري الوطني للتعامل مع الضغوطات البيئية الحالية والمستقبلية، من خلال دعم الجهود لخلق منظومة بيئية تعليمية متكاملة.

وأكد عدد من المسؤولين والخبراء قي قطاع البيئة أهمية نشر الوعي البيئي في المجتمع عن طريق التطبيقات الإلكترونية السهلة والمبادرات والمعارض البيئية، مشيرين إلى أن التوعية البيئية المجتمعية ركيزة أساسية لمواجهة تحديات التغير المناخي.

مواكبة

وقال أحمد باهارون، المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في هيئة البيئة بأبوظبي: إن الهيئة تواكب التطورات التكنولوجية الحديثة في مجال التعليم والتوعية البيئية، والتي أدت إلى إحداث تغييرات جوهرية في مختلف مجالات الحياة، مضيفاً أنه بات من الضروري الالتزام بأسلوب حياتي أو منهجي جديد مع تسريع الاعتماد على المناهج والبرامج التعليمية الإلكترونية، حيث أصبحت رقمنة المعلومات اتجاهاً عالمياً.

وأضاف: «نحن في هيئة البيئة بأبوظبي نلتزم بتسهيل الوصول إلى المعرفة البيئية من خلال توفير 5 تطبيقات ومنصات تعليمية إلكترونية قوية وفعالة وسهلة الاستخدام نستطيع من خلالها نشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع، تتمثل في منصة التعليم الإلكتروني الخضراء، وبرنامج علم المواطنة، وتطبيق طبيعة أبوظبي، وتطبيق بادر، وتطبيق ساهم».

تعليم مستدام

وأوضح باهارون أن منصة التعليم الإلكتروني الخضراء قد تم إطلاقها للمدارس الحكومية والخاصة، حيث يتمكن الطلبة والمدرسون والخبراء البيئيون من الاستفادة من المحتوى والدورات التدريبية المتاحة فيها، مشيراً إلى أنه بمجرد إكمال المستخدم مسار التعلم الكامل، سيحصل على شهادة بذلك.

بحوث بيئية

وقال باهارون: تطبيق «ساهم» الذي أطلق أخيراً نسعى من خلاله إلى إشراك أفراد المجتمع في إجراء دراسات وبحوث بيئية من خلال جمع بيانات حول أنواع وكميات النفايات التي تدخل البيئية، والتي تسهم في تطوير سياسات وتشريعات بيئية جديدة تسهم في الحفاظ على البيئة.

ولفت إلى أن الهيئة وفرت تطبيقاً إلكترونياً للهواتف الذكية وموقعاً إلكترونياً يحمل اسم «طبيعة أبوظبي»، لمساعدة الجمهور على معرفة المزيد عن الحياة البرية في إمارة أبوظبي وتسجيل مشاهداتهم للأنواع البرية والبحرية، ويعتبر هذا التطبيق المجاني أداة تهدف الهيئة من خلالها إلى تعزيز معرفة الكبار والصغار بشأن أكثر من 4000 نوع من الحيوانات والنباتات التي تحتضنها الإمارة.

«بادر»

وأضاف باهارون أن الهيئة أطلقت العام الماضي تطبيق «بادر» للهواتف الذكية ضمن «مبادرة الجامعات المستدامة»، وذلك بالتعاون مع شركة أبوظبي للدائن البلاستيكية «بروج» في إطار الشراكة طويلة الأمد بين الطرفين، ويهدف التطبيق إلى تشجيع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين على تبني ممارسات بيئية مستدامة، وذلك من خلال المشاركة والقيام بعدد من الأنشطة البيئية التي تسهم في حماية البيئة في أبوظبي. وقال المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية إن تطبيق «ساهم»، الذي تم إطلاقه هذا العام بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة، أسهم في إشراك أفراد المجتمع وتشجيعهم على المساعدة في رصد وتسجيل مشاهداتهم عن النفايات الموجودة في البيئات البحرية والبرية.

محتوى

من جانبه، قال أ.د أحمد علي مراد، النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات: «أسهمت منظومة التعليم الإماراتية في خلق العديد من سبل الرقابة البيئية وتوصيل ذلك للفئات المستهدفة، لا سيما الكوادر الطلابية المتخصصة، من خلال دعم التوجه الاستراتيجي للدولة بأهمية المحافظة على البيئة، إضافة إلى خلق المسؤولية المجتمعية، ودعم توجه الطلبة والطالبات نحو البحث العلمي، لا سيما طلبة الجامعة، وتسليط الضوء في الوقت ذاته على التحديات البيئية باختلافها في أبحاثهم العلمية».

وأضاف: «كما يجب بناء محتوى معرفي وتوعوي بيئي جاذب للنشء والطلبة تعزز من خلاله أهمية البيئة ودور الإنسان في الحفاظ عليها، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وغير ذلك، وبما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة وتوجهات الدولة وأجندتها الوطنية، كما يجب أن تسهم المنظومة التعليمية في الدولة في تشكيل الوعي الثقافي والرقابة البيئية من خلال إدراج قضايا المناخ أيضاً، وتأهيل التربويين والمعلمين، وإيجاد مدارس صديقة للبيئة لبناء مجتمعات خضراء مستدامة وتطوير مواد تعليمية ومناهج مراعية للبيئة».

نمط حياة

وأكد الدكتور عماد سعد، رئيس شبكة بيئة أبوظبي، أن ثمة علاقة عكسية بين الاستدامة والتغير المناخي، أي كلما عززنا تطبيقات الاستدامة في حياتنا العامة على مستوى الأفراد والشركات والهيئات الحكومية، كانت بصمتنا الكربونية على البيئة والمناخ أقل، فالممارسات المسؤولة تساوي دائماً نجاحاً مستداماً، من هنا نستطيع أن نطور مفهوم الاستدامة بصفتها ركيزة أساسية للعمل المناخي. وذكر أن نتائج الدراسات والبحوث الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية للتغير المناخي (IPCC) التابعة للأمم المتحدة تشير إلى أن الممارسات الفردية ونمط العيش الحالي لعموم الناس على كوكب الأرض لهما تأثير سلبي في زيادة الانبعاثات الغازية إلى الغلاف الجوي، بحيث كلما زادت كمية المواد المستهلكة بما يفوق عن حاجة الإنسان، زادت معها كمية غازات الدفيئة، وأكد أن تقليل استهلاك الطاقة وترشيد استهلاك المياه يسهمان بشكل كبير في تقليل البصمة الكربونية للفرد وللدولة.

ترسيخ

بدوره، أوضح الدكتور إبراهيم علي، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية، أن الجمعية تأخذ على عاتقها تنفيذ أسمى أهدافها، التي تتمثل في ترسيخ مفهوم استدامة البيئة بين طلبة المؤسسات التعليمية، وخلق وعي بيئي، وخلق جيل واعٍ بقضايا مجتمعه البيئية، وتعزيز مفهوم المواطن المنتمي لوطنه، وترسيخ فكرة تحمل المسؤولية الشخصية تجاه البيئة والمجتمع.

وأضاف: «كما تنظم الجمعية في إطار تعزيز مفهوم الرقابة البيئية المسابقات والمبادرات والمعارض التي تستهدف الطلبة لتعزيز الوعي العام لديهم بالقضايا البيئية، وتشجيعهم على ابتكار وطرح أفكار ومشروعات تسهم في المحافظة على البيئة، ورفع مستوى السلوك البيئي الإيجابي، بحيث يكون الطلبة هم المحور الأساسي لرصد التأثيرات البيئية وإيجاد الحلول للمشكلات الراهنة».

وعي

وأشار صالح الجحوشي، مدير نطاق قطاع العمليات المدرسية في وزارة التربية والتعليم بأبوظبي، إلى أهمية دور المناهج التعليمية في تعزيز الوعي والرقابة البيئية. وأكد أن وزارة التربية والتعليم قد اهتمت بالقطاع البيئي، وذلك من خلال إدراج ما يتعلق بالبيئة في المناهج، بهدف خلق الوعي البيئي، وتضمين معايير ومبادئ التربية البيئية في المناهج بما يعزز الرقابة البيئية.

وأضاف الجحوشي: «المناهج المخصصة للطلبة تسهم في ترسيخ الوعي البيئي والاستدامة لجميع الطلبة في مختلف المسارات الدراسية والأكاديميات التخصصية، كما تسهم أيضاً بتكاتف جهود الجهات المعنية في الدولة في إعداد جيل يسهم في حماية البيئة وحل المشكلات البيئية، وغرس السلوك الإيجابي والمسؤولية الوطنية، وتعزيز الجانب الابتكاري في القضايا البيئية، ونشر المعرفة البيئية».


تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى