مخيَّم جباليا يعيد أمجاد الانتفاضة ويقاتل بالسِّكِّين والحزام النَّاسف. . . ما وقع ذلك على المفاوضات؟! – كويت نيوز
قرابة الـ 80 يومًا على التوغل الإسرائيلي، في محافظة شمال قطاع غزة، لم تتراجع المقاومة الفلسطينية يوما واحدا عن هدفها في دحر الاحتلال في خضم حرب شرسة ما زالت متواصلة منذ أكثر من 440 يومًا، في الأيام الأخيرة تزينت البلاغات العسكرية للمقاومة بعمليات طعن الجنود والاستيلاء على أسلحتهم بالإضافة للعمليات الاستشهادية التي تعيدنا إلى الانتفاضة الأولى والثانية، في أسلوب متجدد أرعب الاحتلال واقض مضاجعه. مخيم جباليا الذي كان عنوان الانتفاضة الأولى، اليوم هو عنوان هذه الحرب من خلال عمليات المقاومة المتنوعة التي رفعت كلفة قتلى جيش الاحتلال إلى 60 جنديًا وضابطًا والعدد قابل للزيادة في ظل إرادة متشبثة بأرضها.
كتاب ومحللون سياسيون قالوا لـ “شهاب”، إن عمليات المقاومة النوعية في جباليا تدلل على قوة المقاومة وقدرتها على التخطيط والتنفيذ، مؤكدين أن مواصلة العمليات في الوقت الأخير يأتي للضغط على رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو للوصول لصفقة. تخطيط ودقة الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد غنيم، قال إن بلاغات المقاومة الأخيرة وعلى رأسها كتائب القسام حول العمليات المتنوعة في جباليا تحمل معاني كبيرة أبرزها قوة وصلابة المقاومة في الميدان، مضيفًا أن المقاومة تعمل وفق خطط واضحة ومعدة على أساس استخباراتي. وأوضح غنيم خلال حديث خاص لوكالة “شهاب”، أن العمليات الأخيرة في جباليا رسالة للاحتلال أنه ما دام متواصل في حربه فخسائره متواصلة، مؤكدًا أن العمليات الأخيرة تربك الاحتلال وجيشه المتواجد في شمال القطاع منذ قرابة الـ 80 يومًا. وأضاف أن قدرة المقاوم على تنفيذ هكذا عمليات وسط الدمار الكبير يدل على جهد أمني واستخباراتي كبير لفصائل المقاومة، مشددًا أن العمليات تأتي في وقت حساس وهو وقت المفاوضات واستمرارها. وأشار غنيم إلى أن، العمليات الأخيرة تزيد الضغط على المفاوضات بشكل كبير، موضحًا أن استمرار العمليات سيزيد الضغط على نتنياهو للوصول لصفقة تبادل.
عمليات نوعية
وقال الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة، إن المقاومة الفلسطينية تستطيع تنفيذ عمليات نوعية بعد أربعة عشر شهرا من العدوان غير المسبوق على غزة، ما يدل على قوتها ونشاطها، مضيفًا أن قدرة المقاومة على الرصد والتخطيط العسكري وتنفيذ عمليات نوعية مؤلمة للاحتلال ينتج عنها قتلى وجرحى من جنود الاحتلال إنما يشير إلى سلامة منظومة القيادة والسيطرة لدى المقاومة. وأوضح الزبدة في حديث خاص لوكالة “شهاب”، أن المقاومة بعد عملية طعن الجنود في جباليا ما زالت تمتلك زمام المبادرة، وهي تواجه الاحتلال في الميدان، مبينًا أن المقاومة مستمرة في حرب الاستنزاف المرهقة لجيش الاحتلال التي ضاعفت من كلفة عدوانه على غزة. وأضاف أن إقدام رجال الميدان على مباغتة جنود الاحتلال ومهاجمتهم وتحقيق إصابات مباشرة فيهم رغم عدم تكافؤ العتاد العسكري، وتوفر غطاء جوي لجيش الاحتلال في الميدان إنما يؤكد صلابة وشجاعة شباب المقاومة، موضحًا أن جيش الاحتلال يواجه في شوارع غزة وطرقاتها رجالا لا يهابون الموت، ولا يعرف اليأس لهم طريقا، وأنهم أصحاب إرادة قوية تجعلهم ندا قويا لجيش الاحتلال في الميدان. وبين الزبدة أن تنفيذ العمليات النوعية في مخيم جباليا يعني أنه ما زالت بقية باقية تقاوم الاحتلال في عمق توغله شمال غزة، مشددًا أن جيش الاحتلال ما زال بعيدا عن تحقيق النصر الموهوم أو القضاء على المقاومة ورجالها. ولفت المحلل الزبدة إلى أن استمرار تنفيذ العمليات النوعية ومواجهة جيش الاحتلال شمال غزة عوضا عن كونه يؤكد فشل الاحتلال في استئصال المقاومة الفلسطينية، وفشل نتنياهو في تحقيق “النصر المطلق” في غزة، فهو أيضا دلالة واضحة على فشل خطة الجنرالات في محافظة شمال غزة، وبالتالي لا مجال أمام الاحتلال سوى الانسحاب عاجلا أم آجلا من محافظة شمال غزة ومن عموم القطاع.
الضغط على نتنياهو
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد العيلة، إن تكثيف عمليات المقاومة في ميدان القتال في شمال غزة، مع زيادة ملحوظة عن وتيرتها السابقة كمّا ونوعًا، يأتي بالتزامن مع معركة سياسية حامية الوطيس لإنجاز اتفاق يُفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار. وأوضح العيلة خلال تدوينة له، أن هذه العمليات التي ينفذها شباب المقاومة في جميع أنحاء قطاع غزّة مؤثرة في سياق منع نتنياهو من إطالة أمد الحرب. وبين أن هذه العمليات التي جاءت في الوقت الأخير هي للضغط على نتنياهو للذهاب لصفقة ووقف الحرب، موضحًا أن استمرار العمليات يعني استنزاف جيش الاحتلال بشكل كبير.
وفي سلسلة بلاغات عسكرية، أعلنت القسام تمكن أحد مجاهدينا من طعن ضابط و٣ جنود والاجهاز عليهم والاستيلاء على أسلحتهم، كما تمكن مقاتل آخر من تفجير نفسه في قوة صهيونية أردى أفرادها بين قتيل وجريح، كما أعلنت عن مهاجمة جنود بجوار ناقلة جند بقنابل يدوية إسرائيلية في مخيم جباليا.