ممثل سمو الأمير: المعاناة التي يعيشها أهالي غزة تجاوزت حدود اللغة والتعبير

ترأس ممثل حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وزير الخارجية السيد عبدالله علي اليحيا، اليوم الثلاثاء الموافق 11 يونيو 2024، وفد دولة الكويت المشارك في أعمال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لقطاع غزة الذي عقد اليوم في البحر الميت، بتنظيم مشترك بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية والأمم المتحدة، وعلى مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية.
وعقد المؤتمر الدولي بدعوة من العاهل الأردني صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية ومعالي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث يهدف المؤتمر إلى تحديد سبل تعزيز الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة لمواجهة الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، وتحديد الآليات والخطوات الفاعلة لتلبية الاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار وإيجاد خطوات عملية تضمن إيصال المساعدات الإنسانية والطبية الطارئة بشكل فوري واستدامة خطوط المساعدات وتهيئة ظروف تفضي إلى الإيصال الآمن لها وحماية المدنيين.
وقد ألقى ممثل حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، معالي وزير الخارجية السيد عبدالله علي اليحيا، كلمة دولة الكويت في أعمال المؤتمر، أعرب خلالها عن بالغ التقدير للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة، ومنظمة الأمم المتحدة، على مبادرتهم الهامة لعقد هذا المؤتمر بهدف تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وتحقيق ما نصبوا إليه جميعاً بتخفيف المعاناة الإنسانية التي أفرزها عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي الآثم على الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
وشدد على المعاناة التي يعيشها أهالي غزة والتي تجاوزت حدود اللغة والتعبير، مجدداً إدانة دولة الكويت لتعنت السلطة القائمة بالاحتلال وعرقلتها لوصول المساعدات الإنسانية، وفرضها لحصار ولإجراءات تعسفية على المعابر الحدودية، مما حال دون وصول الإمدادات الحيوية الكافية إلى سكان القطاع المحتاجين وأدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن العدوان، مؤكداً ضرورة استنهاض المجتمع الدولي مسؤوليَّتَهُ نحو بَلورة تصورات واضحة المعالم لإغاثة أهل غزة دون قيد أو شرط، ووضع حد لهذه الانتهاكات الصارخة للقوانين والصكوك الدولية التي تكفل حق الشعوب في الحصول على المساعدات الإنسانية أثناء النزاعات.
كما أشار معاليه في الكلمة إلى أن دولة الكويت لن تتوانى عن مد يد العون للشعب الفلسطيني الشقيق، وستستمر بدعمه في ظل ما يتعرض له من ظلم وعدوان، مستعرضاً الحملات الحكومية والشعبية والأهلية التي قدمتها دولة الكويت لمساعدة الأشقاء في فلسطين، عبر تسيير جسوراً جوية لإيصال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، بلغ عدد طائراته حتى يومنا هذا 50 طائرة، وما يفوق 100 قافلة إغاثية برية وبحرية محملة بمستلزمات إغاثية ومواد إيوائية، بالإضافة إلى ابتعاث فِرَقْ وطواقم طبية كويتية لتقديم العون والمساندة المباشرة إلى قطاع غزة، وذلك انطلاقاً من موقف دولة الكويت المبدئي والراسخ والثابت في التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه المشروع. مؤكداً بأن دولة الكويت ستتواجد دائماً وأبداً في صفوف المناصرين للقضية الفلسطينية، متمسكةً بخيار السلام العادل والشامل وفقاً للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة، بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، مرحباً بالتأييد المتزايد للاعترافات الرسمية بدولة فلسطين وبالدعم المتعاظم الذي يحظى به مشروع عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، ودعم الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار وصون أرواح الأبرياء العزل، متمنياً أن يوقن المجتمع الدولي أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار دون تحقيق الحل العادل والدائم والنهائي للقضية الفلسطينية.