اخبار

تقاطع القوة والفضيحة والمعاناة: ترامب ونيتانياهو والأزمة في غزة.. احمد وهبه

الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، والمناورات السياسية لبنيامين نيتانياهو، وشبكة التحالفات المعقدة التي تشمل دونالد ترامب تطرح أسئلة أخلاقية وجيوسياسية ملحة. كيف تمكن نيتانياهو من التلاعب بالسياسة الأمريكية لتمكين المجاعة الجماعية في غزة؟ أين يقع مبدأ “أمريكا أولاً” لترامب في هذا المشهد؟ وأين الصوت الأخلاقي للمؤسسات الدينية، وخاصة المسيحية، بينما يموت الأطفال جوعاً؟

تفحص هذه المقالة الديناميكيات المقلقة بين القيادة الأمريكية والإسرائيلية، وتسليح المساعدات الإنسانية، وصمت المجتمعات الدينية، والنفوذ المحتمل الذي قد تتمتع به إسرائيل على شخصيات قوية – بما في ذلك من خلال روابط فاضحة مثل شبكة جيفري إبستين.

1. استراتيجية نيتانياهو في غزة: التجويع كسياسة**

تصاعدت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى ما يسميه خبراء الأمم المتحدة **”آلة تجويع الأكثر كفاءة”** على الإطلاق. منذ أكتوبر 2023، قامت إسرائيل بشكل منهجي بحظر الغذاء والماء والإمدادات الطبية، مما أدى إلى **ظروف مجاعة** حيث **تم نقل 20,000 طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد**.

التهجير القسري و”المدينة الإنسانية”**: اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتز نقل سكان غزة بالكامل قسراً إلى مخيم محصور في رفح – وهي خطة يصفها خبراء قانونيون بأنها **”جريمة ضد الإنسانية”** و**تطهير عرقي**.
تواطؤ الولايات المتحدة**: دعمت إدارة ترامب الإجراءات الإسرائيلية، بما في ذلك دعم **مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)**، وهو نظام لتوزيع المساعدات عسكري أدى إلى مجازر ضد مدنيين جوعى في طوابير الطعام.
تمكن نيتانياهو بشكل فعال من ابتزاز القادة السياسيين الأمريكيين** من خلال الاستفادة من الدعم الحزبي لإسرائيل، مما يضمن استمرار المساعدات العسكرية دون رادع بينما تجوع غزة.

2. “أمريكا أولاً” لترامب مقابل “إسرائيل أولاً” لنيتانياهو**

كان من المفترض أن تضع سياسة **”أمريكا أولاً”** لترامب مصالح الولايات المتحدة فوق التشابكات الأجنبية. ومع ذلك في غزة:

– استمرار المساعدات العسكرية**: على الرغم من المجاعة الجماعية، لا تزال الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل **3 مليارات دولار سنوياً** كمساعدات عسكرية.
– **غطاء دبلوماسي**: استخدم ترامب حق النقض **ضد قرارات وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة** مراراً، مما سمح لنيتانياهو بمواصلة الحرب دون ضغط دولي.
– **دور GHF**: حولت المؤسسة المدعومة أمريكياً توزيع المساعدات الإنسانية إلى **عملية عسكرية** تحقق أرباحاً للمقاولين بينما يتضور الفلسطينيون جوعاً.

**أين “أمريكا أولاً” عندما تخدم السياسة الأمريكية أجندة نيتانياهو المتطرفة بدلاً من المصالح الأمريكية؟**

3. صمت الله والمسيحية**

بينما يخاطر **مسيحيو غزة بحياتهم لإطعام الجوعى** – مسلمين ومسيحيين على حد سواء – كان رد فعل المسيحية العالمية **صامتاً بشكل مخزٍ**:
الدعم الإنجيلي لإسرائيل**: العديد من الإنجيليين الأمريكيين، وهم قاعدة دعم رئيسية لترامب، **يدعمون نيتانياهو دون نقد**، ويرون أن أفعال إسرائيل مبررة كتابياً.
– **تواطؤ الكنيسة الغربية**: فشلت الطوائف الكبرى في التحرك ضد مجاعة غزة، حتى بينما **مات 63 شخصاً جوعاً في يوليو 2025 وحده**.
– **أين الغضب الأخلاقي؟** إذا كان السياسيون يستشهدون بـ”الله”، فلماذا لا يوجد عدل إلهي لـ**مليوني شخص تحت الحصار**؟

4. صلة إبستين: الابتزاز والنفوذ الجيوسياسي**

شبكة **الاتجار الجنسي** لجيفري إبستين شملت شخصيات قوية، بما في ذلك سياسيين ومليارديرات وعملاء مخابرات. يشتبه منذ فترة طويلة في أن الموساد الإسرائيلي **يستخدم مواد مساومة للتأثير على القادة الأجانب** [*تكهنات منتشرة على نطاق واسع*].
هل تمتلك حكومة نيتانياهو معلومات ضارة؟** إذا كان عملاء إبستين يشملون النخبة الأمريكية، فقد تستغل إسرائيل هذا لضمان **دعم أمريكي غير مشروط**، حتى بينما تحترق غزة.
– **روابط ترامب**: تثير علاقة ترامب السابقة مع إبستين (رغم ابتعاده لاحقاً) ودعم إدارته **غير المشروط لإسرائيل** تساؤلات حول نفوذ محتمل 
5. كيف تضر أفعال إسرائيل بالمصالح الأمريكية**

حرب نيتانياهو **باعدت الحلفاء العالميين**، وحولت السياسة الخارجية الأمريكية إلى **دمية للتطرف الإسرائيلي**:

– **تآكل السلطة الأخلاقية الأمريكية**: بتمكين التجويع، تفقد الولايات المتحدة مصداقيتها في حقوق الإنسان.
– **تعزيز إيران والكتل المعادية للغرب**: معاناة غزة تغذي التطرف، مما يفيد الخصوم مثل إيران وروسيا.
– **التكاليف الاقتصادية والدبلوماسية**: أصبحت الولايات المتحدة معزولة بشكل متزايد في الأمم المتحدة، حيث يدين الحلفاء استخدامها حق النقض ضد وقف إطلاق النار في غزة.
 **الخاتمة: أزمة ضمير**

تمكن نيتانياهو بنجاح من **التلاعب بالسياسة الأمريكية**، مما يضمن استمرار إبادة غزة دون رادع. يبدو خطاب ترامب “أمريكا أولاً” أجوفاً عندما **تخدم السياسة الأمريكية القومية الإسرائيلية على المصالح الأمريكية**. وفي الوقت نفسه، يمثل **صمت المسيحية** وسط الإبادة الجماعية فشلاً أخلاقياً.

إذا كانت إسرائيل تمتلك بالفعل **نفوذاً على القادة الأمريكيين** – سواء من خلال الضغط السياسي، أو الابتزاز الاستخباراتي، أو المحاذاة الأيديولوجية – فإن معاناة غزة ستستمر حتى يطالب العالم بالمحاسبة. **السؤال هو: من سيقول أخيراً “كفى”؟**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى