أسامة قابيل: الرياضة من سُنن النبي.. والتعصب الكروي معصية تصل للفسوق

01:25 م
الثلاثاء 15 أبريل 2025
كتب- محمد قادوس:
قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن الرياضة جزء أصيل من حياة المسلم، وإنها لم تكن بعيدة عن منهج النبي ﷺ وصحابته الكرام، بل كانت حاضرة بقوة في حياتهم اليومية، مشددًا على أهمية ربط ممارسة الرياضة بالأخلاق والسلوكيات الإسلامية الرفيعة.
وأكد العالم الأزهري لما بنتكلم النهاردة عن الكورة، جزء من كلامنا لازم نربطه بأخلاقيات وسلوكيات الصحابة في عهد سيدنا النبي ﷺ، التسابق والمنافسة كانت موجودة، بل إن الألعاب اللي إحنا بنتابعها النهاردة زي المصارعة كانت موجودة، والنبي ﷺ هو أول من علّمنا حب الرياضة لما قال: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير.
وتابع: “بس القوة إيه؟ القوة في أخلاقه، في نفسيته السويّة، في تصرفاته القويمة. القوة مش بس في العضلات، القوة في الانتماء، في حبه للمكان اللي بيلعب فيه، في سعيه للنجاح في حياته، النبي ﷺ علمنا إن بعد القوة والقدرة، لازم نقول: “استعن بالله ولا تعجز، ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن “لو” تفتح عمل الشيطان.”
وأضاف قابيل، خلال حواره بحلقة برنامج “من القلب للقلب”، المذاع على قناة “MBC MASR2”: الآية الجميلة اللي فيها ربنا بيقول: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة)، ده إعداد بدني وروحي ونفسي، مش مجرد تمارين، والنهاردة لما نسمع عن إخفاق في تدريب أو ضعف في الإعداد البدني، لازم نربط ده بديننا؛ لأن ديننا علمنا الإعداد القوي، لكن بعد الإعداد لازم فيه تقبُّل لنتيجة قضاء الله سواء كان فوز أو خسارة، في عهد النبي ﷺ، كان موجود سيدنا الإمام علي، وسيدنا خالد بن الوليد، وسيدنا أبو دُجانة، وغيرهم من الصحابة الكرام، وكلهم كانوا بيمارسوا الرياضة. سيدنا عمر بن الخطاب قال: “علّموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل”، لأنها كانت الرياضات الشائعة وقتها.
واستكمل: النهاردة، اللي شائع هو كرة القدم، فلو عايز ابنك يطلع رياضي أو كابتن أو لاعب، علّمه الرياضة لكن مع الأخلاق، مع حب الغير، لأن النبي ﷺ قال: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، حتى لو شفت خصمك خسر، يكون عندك حب إنك تشوفه كسبان مرة، وده دليل قوة قلب، مش ضعف، دي حاجات جميلة جدًا، لكن اللي بيحصل دلوقتي من تعصب وألفاظ خارجة وسلوكيات سيئة على السوشيال ميديا دي مصيبة، إحنا هنتحاسب عليها، حضرتك لما تشتم أو تكتب تعليق مسيء أو تعمل مشاركة لحاجة فيها ظلم، السوشيال ميديا أصبحت 50/50: فيها خير وفيها شر، وأنت المسؤول تختار.
وأضاف: ربنا قال: (ولا تقف ما ليس لك به علم)، يعني ما تتكلمش في حاجة أنت مش فاهمها. بقينا 100 مليون محلل رياضي، و100 مليون خبير في الاقتصاد، والسياسة، والإعلام، وحتى في الناس!، ركّز في اللي ربنا أقامك فيه، وخلّي الرياضة وسيلة للترفيه مش وسيلة لارتكاب الذنوب، شجّع ناديك، حب لاعبيك، علّق صورهم، لكن من غير إساءة لغيرك، من غير تعصب، من غير تعدّي للحدود.
وواصل: ربنا قال: (تلك حدود الله فلا تعتدوها)، وقال: (لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم، ولا نساء من نساءٍ عسى أن يكنّ خيرًا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم، ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان)، تصوّر أن إنسان ممكن يبقى فاسق بس بكلمة، بشتيمة، أو بإساءة! الفسوق في اللغة يعني الخروج عن الحق والطبيعة والطريق السليم، إحنا مش بنخوّف، إحنا بنوازن بين الترغيب والترهيب، انزلوا العبوا رياضة، شجّعوا النوادي اللي بتحبوها، الرياضة جميلة، بتخرجنا من مشاكل كتير، وهي وسيلة للترويح، لكن كمان وسيلة للتربية والأخلاق.. الرياضة أخلاق.. الرياضة ذوق.. الرياضة روح.. الرياضة ذكاء.. الرياضة شيء مهم جدًا، وأصبحت واقع ملموس في حياتنا.
اقرأ ايضًا
سيدة تطلب الفتوى: أمتنع عن الجماع مع زوجي لأنه لا يصلي؟.. وأمين الفتوى ينصح
رمضان عبد المعز يوضح سر السعادة الدنيا والآخرة
حكم الأذان والإقامة للمنفرد؟.. المفتي يوضح