اخبار المغرب

استقلال طاقي أم رهان جيوسياسي عالمي جديد؟

1.تسلا في مواجهة الاعتماد على الليثيوم

منذ سنوات، تحاول شركة تسلا حل معادلة معقدة: كيف يمكن إنتاج سيارات كهربائية على نطاق واسع في ظل عدم استقرار الإمدادات العالمية من الليثيوم وتعرضها لتوترات جيوسياسية حادة؟
تراهن الشركة اليوم على الألمنيوم، وهو معدن متوفر بكثرة، قابل لإعادة التدوير، وأقل تكلفة مقارنة بالليثيوم.
إيلون ماسك يؤكد: «لا يمكننا الاعتماد على معدن نادر واحد».
هذا الخيار يمثل في آنٍ واحد تقدماً تقنياً وإعادة تموقع استراتيجي في مواجهة الضغوط العالمية على الموارد.

2. بطارية صُممت من أجل التيسير والولوجية
تَعِد « بطارية الألمنيومأيون الخارقة » بشحن كامل في عشر دقائق، وعمر افتراضي يصل إلى مليون كيلومتر، وتكلفة إنتاج أقل بنسبة تصل إلى 75% مقارنة ببطاريات الليثيوم.
تعتبر تسلا أن هذه التقنية فرصة لتعميم السيارات الكهربائية، مع أول طراز بسعر 17,999 دولاراً.
ويرى ماسك أن هذه التكنولوجيا ينبغي أن تحوّل التنقل الكهربائي إلى حل عالمي، متاح لأكبر عدد من الناس، وخالٍ من قيود الاستبدال المتكرر للبطاريات.

3. الغْرافين: المحرك الصناعي الأساسي
في قلب هذا التقدم توجد « نقاط الغرافين الكمومية » graphene quantum dots ، التي تعزز التوصيل الكهربائي وتُطيل عمر البطارية.
تستثمر تسلا في هذا الابتكار لتصنيع البطاريات بسرعة وعلى نطاق واسع دون الحاجة إلى تعديل جذري في مصانعها العملاقة (Gigafactories).
ويعتبر ماسك أن التحكم في هذه المواد المتقدمة هو أيضاً رهان على السيادة التكنولوجية: من يمتلك هذه المعرفة، يمتلك ميزة مستدامة في السباق العالمي نحو الطاقة النظيفة.

4. رؤية تتجاوز مجال السيارات
تسلا تطمح إلى ما هو أبعد من صناعة السيارات. فبطاريات الألمنيومأيون تفتح المجال لحلول تخزين طاقية منزلية منخفضة التكلفة، مما يجعل الاستقلال الطاقي في المتناول حتى في المناطق التي تظل فيها الكهرباء نادرة أو باهظة الثمن.
يتحدث ماسك عن «ثورة طاقية عالمية»، حيث يمكن لكل منزل أن يصبح منتجاً ومتحكماً في طاقته، بتقليص الاعتماد على المعادن النادرة وتحويل سُبل الوصول إلى الطاقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى