اللحوم المستوردة لم تكبح غلاء الأسعار بسبب خشية المستهلكين من عدم احترام « المعايير الإسلامية »
يشهد سوق اللحوم الحمراء بالدار البيضاء، على غرار باقي المدن المغربية، ارتفاعا متواصلا في الأسعار، مما يثير استياء متزايدا لدى المواطنين.
يأتي ذلك، رغم الإجراءات الحكومية لاستيراد اللحوم، سواء الطازجة أو المجمدة، بهدف كبح جماح الأسعار، إلا أن هذه التدابير لم تسفر عن النتائج المرجوة، وذلك بسبب رفض المواطنين هذا النوع من اللحوم.
ويشكك عدد كبير من المواطنين في جودة اللحوم المستوردة، معتبرين أنها لا تستوفي المعايير الإسلامية. ورغم وجود شهادات تؤكد ذبح هذه اللحوم وفق الشريعة الإسلامية، إلا أن ثقتهم بالجهات المسؤولة تبقى محدودة. كما يفضلون اللحوم الطازجة التي يتم ذبحها محليا.
ويشدد أحمد العمري كاتب فرع النقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالمجازر في تصريح لـ »اليوم24″، في هذا السياق، أن اللحوم المستوردة لا تشهد إقبالا من طرف المغاربة لاسيما في الدار البيضاء.
ويوضح، أن المواطنين لا يقبلون على هذا النوع من اللحوم المستوردة، خوفا من أن يكون مخالفا للطريقة الإسلامية، ولو أن هذه اللحوم تتوفر على شهادة مختومة تؤكد أنه جرى احترام العادات الإسلامية في طريقة ذبحها.
ويشير المتحدث نفسه، إلى أن هناك مشكل ثقة بين المواطن والجهات المختصة في هذا السياق، إضافة إلى أن المواطن دائما ما يبحث عن الجودة، وبالتالي دائما ما ينتقد جودة هذه اللحوم المستوردة.
كما أن هذا الوضع، يضيف المتحدث نفسه، لا يشجع « الجزار » الصغير على اقتناء اللحوم المستوردة، خوفا من الخسارة.
ويؤكد العمري، أن قرار استيراد اللحوم يبقى قرارا غير صائبٍ، ويقترح بدلا من ذلك استيراد الأغنام والأبقار من طرف الحكومة حية من دول أمريكا اللاتينية، وذبحها بالمغرب لضمان جودة اللحوم والتقليل من التكاليف، عوض أن يتكلف المستوردون الخواص باستيراد اللحوم المذبوحة.
ووصف الفاعل المهني استيراد اللحوم بأنه حلقة مفرغة لن تؤدي إلى حل جذري لأزمة ارتفاع أسعار اللحوم.
كما تتراوح أسعار لحوم البقر في أسواق الجملة بجهة الدار البيضاء بين 90 و92 درهمًا للكيلوغرام، بينما تصل أسعار لحوم الغنم إلى ما بين 100 و120 درهمًا للكيلوغرام الواحد.