اخبار المغرب

المشروع الأطلسي والعقيدة الدبلوماسية المغربية الجديدة

خلال المنتدى الدولي الأطلسي الأول، تمحورت مداخلتي حول خمس نقاط أساسية:
أولا، المشروع الأطلسي والعقيدة الدبلوماسية المغربية الجديدة، حيث ركزت في مداخلتي على فكرة الوعي الاستراتيجي المغربي بضرورة تنزيل المشروع الأطلسي، وذلك من خلال استحضار سياقات هذا المشروع الذي جاء في ظل محيط دولي مضطرب، وتحولات إقليمية متسارعة ترتبط أساسا بالمكتسبات الميدانية والدبلوماسية التي حققها المغرب. إذ تحاول المملكة أن تتموقع بشكل جيد على الرقعة الأطلسية على غرار التموقع الجيد على رقعة الحوض المتوسطي.
ثانيا، الصحراء الأطلسية، تمت الإشارة إلى الارتباط التاريخي والاستراتيجي بين المغرب وعمقه الإفريقي، انطلاقا من نسج علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية مع دول جنوب الصحراء والساحل وصولا إلى غرب السودان. وهنا يمكن استحضار الإرث الإمبراطوري والسلطاني المغربي من منتصف القرن 11، حيث تمكن المرابطون من تقوية الروابط مع دول غرب إفريقيا والساحل عبر الصحراء المغربية الأطلسية.
ثالثا، تحصين الفضاء الأطلسي أو ما يمكن تسميته بـ »السور الأطلسي »، حيث أن المشروع الأطلسي ينهي عمليا واستراتيجيا كل الأطماع الجزائرية في إيجاد منفذ للأطلسي، ويمكن المملكة كذلك من تحصين وحدتها الترابية، سيما وأن الجزائر كانت تسعى وتطمح من خلال اشتعال مشكل الصحراء إلى المرور إلى الأطلسي. ومن خلال هذا المشروع فالمغرب، يرسل إشارات واضحة إلى أن مفاتيح الأطلسي بيد المغرب، وأن المرور والاستفادة اقتصاديا وتجاريا بالنسبة للجزائر يتطلب الإقرار بهذا الواقع عوض إطالة أمد النزاع.
رابعا، تحريك الجغرافيا، من خلال الإشارة إلى فكرة أساسية، مفادها، أن المغرب من خلال مشروع الأطلسي يفتح منافذ ومنصات جديدة تجعل من التموقع الاستراتيجي هدفا ووسيلة لتجاوز المحيط الإقليمي المضطرب من جهة الشرق. وعلى اعتبار أن الجغرافيا تاريخ ساكن، فالإرث السلطاني انطلاقا من العلاقات التاريخية مع المماليك الإفريقية، فهذا المعطى يسمح ويساعد على تعزيز الروابط مع دول الساحل والصحراء من منطلق رابح/رابح. وبالتالي فالمملكة تعمل وفق هذا المشروع على ربط نقط التقاطع مع مختلف الدول.
خامسا، الرهانات الجيوسياسية والأمنية للمشروع الأطلسي، حيث يحاول المغرب أن يعزز حضوره الإقليمي والدولي من خلال التموقع بشكل جيد في منطقة الصحراء والساحل، باعتبارها منطقة حيوية واستراتيجية على الرقعة الإفريقية. أهمية المنطقة يعكسها اهتمام القوى الكبرى كفرنسا وروسيا والصين وأمريكا. لذلك، فمنطقة الساحل والصحراء تكتسي أهمية جيوسياسية للمغرب سواء على المستوى الأمني أو العسكري. حيث أن الامتداد الجغرافي والاستراتيجي يساعد المملكة على التصدي للمخاطر الكبرى العابرة للحدود كالإرهاب والهجرة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى