اخبار المغرب

ترامب يجمد المساعدات لأوكرانيا بعد المشادة مع زيلينسكي

علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مكثفا الضغط على كييف لدفعها للموافقة على خوض مفاوضات سلام مع روسيا، ما دفع أوروبا للكشف عن خطة بقيمة 800 مليار يورو لتعزيز الدفاع في القارة.

جاءت الخطوة بعد أيام على مشادة علنية صادمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وترامب الذي يسعى لوضع حد للحرب في أسرع وقت.

واعتبرت روسيا أن تجميد المساعدات الأميركية لأوكرانيا « أفضل مساهمة » في السلام، بحسب ما أفاد الناطق باسم الكرملين دمتيري بيسكوف، مضيفا بأن ذلك « حل ينبغي حقا أن يدفع نظام كييف بات جاه عملية سلام ».

وفي وقت سابق الاثنين، رفض ترامب استبعاد إمكان تجميد المساعدات لدى سؤاله من قبل الصحافيين، لكن مسؤولا في البيت الأبيض قال لفرانس برس شرط عدم الكشف عن هويته إنه سيتم تجميد المساعدات.

وقال المسؤول في وقت متأخر الاثنين إن « الرئيس أوضح أنه يركز على السلام. نحن بحاجة لأن يلتزم شركاؤنا أيضا تحقيق هذا الهدف ».

وأضاف « نجمد ونراجع مساعداتنا للتأكد من أنها تساهم في التوصل إلى حل  » يوقف الحرب بين موسكو وكييف.

وبعد ساعات، استعرضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خطة من خمسة أجزاء لتخصيص حوالى 800 مليار يورو للدفاع الأوروبي والمساعدة في تقديم دعم عسكري « فوري » لأوكرانيا.

وقالت في بروكسل صباح الثلاثاء « هذه لحظة حاسمة بالنسبة لأوروبا ونحن على استعداد لتكثيف تحركنا ».

وأكدت بريطانيا أيضا على التزامها دعم أوكرانيا بعد القرار إذ أوضحت أنغيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بأنه « يركز بشدة » على ضمان تحقيق السلام في أوكرانيا.

واعتبرت بولندا بأن القرار الأميركي يؤدي إلى وضع « خطير جدا »، فيما شددت على أن واشنطن اتخذت القرار من دون التشاور مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي.

وأكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الثلاثاء بأن تجميد المساعدات جلي في مركز لوجستي في البلاد تنقل الأسلحة والمساعدات منه إلى أوكرانيا.

وقال « لا يوجد سبب يدفعنا للاعتقاد بأن هذه مجرد كلمات »، مضيفا بأن « التقارير الواردة من الحدود ومن مركزنا اللوجستي.. تؤكد أيضا صحة الإعلانات الصادرة عن الجانب الأميركي ».

وأفاد وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساهكنا الثلاثاء بأن على أوروبا تكثيف مساعداتها لأوكرانيا لملء الفراغ بعد القرار الأميركي.

في واشنطن، دان الديموقراطيون في الكونغرس فورا القرار على اعتباره خطرا وغير قانوني.

وأفاد كبير الديموقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب غريغوري ميكس « على زملائي الجمهوريين الذين وصفوا (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بمجرم حرب وتعهدوا مواصلة الدعم لأوكرانيا أن ينضموا إلي في مطالبة الرئيس ترامب برفع قراره الكارثي وغير القانوني بتجميد » المساعدات.

سادت حالة من الصدمة في أوساط الأوكرانيين الثلاثاء بعد قرار ترامب، إذ رأى كثيرون بأن الخطوة ستصب في مصلحة الكرملين.

وقال المعلق الأوكراني دنيش كازانسكي إنه بينما عل قت واشنطن المساعدات العسكرية لكييف، « لم توقف أي من كوريا الشمالية وإيران المساعدات العسكرية لروسيا ».

حذر ترامب من أنه « لن يتسامح » أكثر مع تمسك زيلينسكي بمواقفه وأشار إلى أنه يتعين على الرئيس الأوكراني أن يكون « أكثر امتنانا » للدعم الأميركي.

وأشار من البيت الأبيض إلى أن زيلينسكي « لن يبقى طويلا » في منصبه من دون اتفاق لوقف إطلاق النار مع موسكو.

وذكرت صحيفة « نيويورك تايمز » أن قرار التجميد دخل حيز التطبيق فورا ويؤثر على أسلحة بملايين الدولارات كان من المقرر إرسالها إلى أوكرانيا.

من جانبه، أكد زيلينسكي أنه يسعى لانتهاء الحرب « في أسرع وقت ممكن ».

جاء التصريح بعدما اتهم زيلينسكي روسيا التي غزت أوكرانيا أولا عام 2014 ووسعت نطاق النزاع بشكل كبير في 2022، بعدم الجدية بشأن السلام.

وشدد على أن الحصول على ضمانات أمنية قوية هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.

لكن موقف ترامب سدد ضربة للمساعدات المخصصة لأوكرانيا وأثار القلق حيال تقارب واشنطن مع روسيا.

وبعد محادثات أزمة نهاية الأسبوع في لندن، تبحث بريطانيا وفرنسا في إمكان اقتراح هدنة مدتها شهر بين أوكرانيا وروسيا « جوا وبحرا وفي منشآت الطاقة ».

وأفاد زيلينسكي بأن المحادثات ما زالت تركز على « الخطوات الأولى »، مضيفا أن « التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب ما زال أمرا بعيد المنال إلى حد كبير »، في تصريح أثار حفيظة ترامب.

وميدانيا، أعلن مسؤولون أوكرانيون عن سقوط قتلى جراء ضربة صاروخية روسية على منشأة تدريب عسكري على بعد حوالى 130 كيلومترا عن خط الجبهة.

وصف ترامب في السابق زيلينسكي الذي يتولى السلطة منذ العام 2019، بأنه « دكتاتور » لعدم إجرائه انتخابات، وإن كانت الأحكام العرفية تحول دون إجراء أي اقتراع بسبب الحرب.

ورفض زيلينسكي الدعوات المطالبة باستقالته، مكررا تعهده عدم القيام بذلك إلا إذا انضمت أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو أمر تعارضه روسيا وإدارة ترامب.

وأجرى مسؤولون أميركيون وروس في وقت سابق محادثات تناول جانب منها إنهاء الحرب، ما أثار حفيظة كييف وأوروبا بسبب تهميشهما ومخاوف من إمكان تهديد أي اتفاق مستقبل أوكرانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى