اخبار المغرب

جاهزون لمعركة استنزاف طويلة والاحتلال قتل جنودا حاولنا أسرهم

قال أبو عبيدة متحدث كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، الجمعة، إن الفصائل الفلسطينية جاهزة لخوض معركة استنزاف طويلة ضد إسرائيل.

وأشار إلى أن مقاتلي القسام حاولوا خلال الأسابيع الأخيرة تنفيذ عمليات أسر لجنود إسرائيليين، لكن « العدو استخدم أسلوب القتل الجماعي لجنوده المشكوك في تعرضهم للأسر ».

جاء ذلك في كلمة مصورة أدلى بها أبو عبيدة، هي الأولى له منذ 6 مارس الماضي، نشرتها كتائب القسام عبر قناتها الرسمية على منصة تلغرام.

وأضاف: « حاول مجاهدونا في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عدة عمليات أسر للجنود الصهاينة، كاد بعضها أن ينجح لولا إرادة الله أولا، ثم بسبب استخدام العدو لأسلوب القتل الجماعي لجنوده المشكوك في تعرضهم لمحاولات أسر ».

ويستخدم الجيش الإسرائيلي بروتوكول « هانيبال » لمنع فصائل فلسطينية من أسر جنوده في قطاع غزة.

ويجيز بروتوكول « هانيبال » استخدام الأسلحة الثقيلة عند أسر إسرائيلي لمنع الآسرين من مغادرة موقع الحدث حتى لو شكل ذلك خطرا على الأسير.

قتلى وجرحى

وتابع أبو عبيدة: « أوقعنا خلال هذه الأشهر المئات من جنود العدو بين قتيل وجريح، إلى جانب آلاف المصابين بأمراض نفسية وصدمات، في وقت تتزايد فيه أعداد الجنود المنتحرين بسبب فظاعة ما يرتكبونه من أفعال دموية، وهول ما يواجهونه من المقاومة ».

وأكد أن مقاتلي القسام « يفاجئون العدو بتكتيكات وأساليب جديدة ومتنوعة، بعد استخلاصهم للعبر من أطول مواجهة في تاريخ شعبنا ».

وبين أن « العمليات النوعية مستمرة، وتشمل استهداف الآليات بالقذائف والعبوات، والاشتباك المباشر مع القوات الإسرائيلية، وقنص الجنود، وتفجير المباني وفتحات الأنفاق، وتنفيذ كمائن مركبة وعمليات إغارة ».

وأردف: « بعد مرور 21 شهرا على معركة طوفان الأقصى والحرب الصهيونية النازية على شعبنا، نؤكد أن مجاهدينا وإخوانهم في فصائل المقاومة، في جهوزية تامة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد الاحتلال، مهما كانت أشكال عدوانه ».

وأشار أبو عبيدة إلى أن « العدو الصهيوني استأنف عدوانه على غزة قبل 4 أشهر، بعد أن نقض الاتفاق مع المقاومة » المبرم في يناير الماضي، ليعود إلى حربه التي وصفها بـ »السادية مستهدفاً المدنيين والأحياء السكنية ».

وأضاف أن « الاحتلال أطلق على عدوانه الأخير اسم عربات جدعون، في محاولة لإضفاء خرافات توراتية يُضفي بها قداسة مزيفة على معركته، لكننا واجهناه بسلسلة عمليات حجارة داود، حيث اعتلى مجاهدونا آليات الاحتلال في خان يونس، واشتبكوا من نقطة الصفر مع الجنود، وقتلوا بعضهم واغتنموا أسلحتهم ».

وأوضح أن « العمليات امتدت من شمال وشرق بيت حانون وجباليا (شمال القطاع)، إلى أحياء التفاح والشجاعية والزيتون في مدينة غزة، وصولاً إلى خان يونس ورفح (جنوبا)، لتصبح مقاومة غزة أعظم مدرسة عسكرية في التاريخ المعاصر ».

وتابع: « قتالنا حق لا جدال فيه، وواجب ديني ووطني مقدس، سنواصل القتال بإرادتنا وبما نملكه من سلاح وإيمان ».

وقال إن « استراتيجية القسام حاليًا تركز على إيقاع مقتلة في جنود العدو، وتنفيذ عمليات نوعية من مسافة الصفر، مع السعي لأسر جنود »، محذراً إسرائيل من أن « استمرار الإبادة يعني استقبال جنائز الجنود والضباط، فلن تحميهم دباباتهم من الموت ».

إبادة وتجويع

وبشأن الدعم العسكري لإسرائيل، قال أبو عبيدة إن « العدو يتلقى قوافل لا تنقطع من السلاح والذخيرة من أقوى القوى الظالمة في العالم، بينما تتفرج أنظمة أمتنا على أشقائهم في غزة وهم يُقتَلون ويُجوَّعون ويُمنعون من الماء والدواء ».

وأضاف: « نقول للتاريخ، وبمرارة، إن قادة الأمة ونخبها وأحزابها وعلماءها سيكونون خصوماً أمام الله، لصمتهم عن دماء الأبرياء، وخذلانهم ».

وتابع: « أنتم خصومُ كل طفل يتيم، وكل ثكلى، وكل نازح ومشرّد ومكلوم وجريح ومجوَّع، إن رقابكم مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خُذِلوا بصمتكم ».

ولفت إلى أن « العدو، لم يكن ليرتكب هذه الإبادة على مسمعكم ومَرآكم، إلا وقد أمن العقوبة، وضَمِن الصمت، واشترى الخذلان، لا نعفي أحدًا من مسؤولية هذا الدم النازف، ولا نستثني أحدًا ممن يملك التحرك، كل بحسب قدرته وتأثيره ».

الموقف التفاوضي

وفي الشأن التفاوضي، قال: « ندعم موقف الوفد التفاوضي للمقاومة الفلسطينية غير المباشرة مع العدو، وعرضنا مرارًا صفقة شاملة نسلّم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة، لكن مجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو ووزراءه من الحركة النازية رفضوا ».

وأكد أن « حكومة المجرم نتنياهو ليست معنية بالأسرى كونهم من الجنود، وأن ملفهم ليس أولوية، وأنهم هيأوا الجمهور في الكيان لتقبّل فكرة مقتلهم جميعًا، لكننا تمسكنا بالحفاظ عليهم بقدر المستطاع ».

وأوضح: « نراقب عن كثب المفاوضات (بالدوحة)، ونعمل أن تُسفِر عن اتفاق وصفقة تضمن وقف الحرب، وانسحاب الاحتلال، وإغاثة أهلنا، ولكن إذا تعنّت العدو وتنصّل من هذه الجولة كما فعل في كل مرة، فإننا لا نضمن العودة مجددًا بصيغة الصفقات الجزئية، ولا لمقترح الأسرى العشرة ».

تواطؤ أمريكي

وعن المجاعة والتهجير في غزة، قال أبو عبيدة، إن « معالم الفشل الصهيوني في مواجهة المقاومة وكسر شعبنا هو هروبه باتجاه الحلول القذرة التي تشكل جرائم حرب وعقابًا جماعيًا وإبادة وتطهيرًا عرقيًا، والمدعومة للأسف بكل وضوح من الإدارة الأمريكية ».

وأضاف: « العدو يتفنن في تعذيب الأبرياء، ويصرّح علنًا بنيّته تهجير الناس، ويتفاخر بالتدمير الممنهج على أنه إنجاز عسكري، ويقدّم أمام العالم مخططات لإقامة معسكرات اعتقال نازية تحت مسميات إنسانية وهمية كاذبة ».

وتابع: « العدو يريد أن يمارس تجارب وقعت قبل عقود طويلة، ويسقطها على أعدائه بسادية وإجرام تتصاغر أمامه النازية، وهو ما يستدعي رفض العالم كله لهذه المعسكرات ».

ولفت إلى أن « أكذوبة معاداة السامية التي يقتات عليها أعداؤنا منذ عقود ستكون مهزلة وفضيحة، فليس ذنب شعبنا أن يدفع ثمن العقد النفسية للصهيونية المجرمة، بل على الصهاينة أن يعلموا أن سبب عداوة الأمم وكرهها الفطري لهم هو أفعالهم وجرائمهم بحق الإنسانية ».

وقال: « محاولات توظيف مرتزقة وعملاء للاحتلال بأسماء عربية هي دلالة على الفشل، ووصفة مضمونة للهزيمة، ولن يكون هؤلاء العملاء سوى ورقة محروقة في محيط وعي شعبنا وكرامته ورفضه للخيانة، وسيكون ما ينفقه العدو عليهم حسرة ووبالًا وخسرانًا مبينًا للاحتلال ولعملائه ».

ووجه أبو عبيدة التحية لجماعة الحوثي في اليمن لدعمها غزة، وفرضها « جبهة فاعلة » على إسرائيل، مؤكداً أن ذلك « أقام الحجة الدامغة على القاعدين والخانعين من الأنظمة والقوى والأحزاب العربية والإسلامية، التي بات بعضها للأسف واجهات للظلم ومسكنات للشعوب وشبابها الحر ».

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 198 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى