خبيرة تحذر من جيل رقمي جديد « تحت رحمة وسيطرة الخوارزميات »

حذرت زهور كرام، المتخصصة في تحليل الخطاب الرقمي، من التحولات الجذرية التي يشهدها العالم الرقمي، والتي تتطلب مراجعة شاملة للمفاهيم التقليدية.
وأوضحت أن هناك عدة مفاهيم لم نعد نعتمدها من قبيل الديموقراطية، مبينة أن دلالة مفهوم المعارضة الرقمية ليس هو نفس الدلالة الموجودة في المعارضة لدى الأحزاب والسياسات التي أصبحت اليوم مؤسسات تقليدية.
وأكدت كرام، أثناء مداخلتها، بندوة « الفقيه التطواني » أن مفهوم المعارضة الرقمية يختلف جذريا عن المعارضة التقليدية للأحزاب والسياسات، مشددة على ضرورة فهم هذا المفهوم الجديد في سياق البيئة الرقمية الحالية.
وقدمت زهور كرام مصطلح « البرنوطالية » لوصف الطبقة الجديدة التي تظهر من خلال الأفراد والمجموعات التي تنتج وتبيع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أن هؤلاء الأفراد يمتلكون أدوات الإنتاج من قبيل (الهواتف الذكية والإنترنت)، ولكنهم يخضعون لمنطق الخوارزميات التي تتحكم فيها شركات التكنولوجيا العملاقة في تصريف هذا المنتوج.
وحذرت من خطر ما أسماته » التفردية التكنولوجية »، التي بحسبها، أن التكنولوجية السريعة تؤدي إلى نمو جموح الذكاء الاصطناعي والذي سوف يتجاوز القدرات البشرية.
وأشارت إلى أن مغهوم التفردية تمت مناقشته منذ الخمسينيات والستينيات، مشددة على أن أخطر مرحلة من مراحل البشرية قد تكون عام 2045، حيث ستشهد تحقيق التفردية التكنولوجية التي ستتجاوز البشرية.
وتوقعت كرام تحول المعارضة الرقمية إلى « المعارضة الذكية »، إذ بحسبها قد يبتكر الذكاء الاصطناعي أشكالا جديدة من المعارضة.
وتساءلت عن كيفية التعامل مع ذكاء اصطناعي الذي ينافس البشر في الإنتاج ويتجاوزهم.
أكدت على سرعة تحول المفاهيم، وأن الفكر الإنساني يواجه تحديات كبيرة في مواكبة هذه التحولات السريعة، خاصة في ظل تطور الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مشيرة إلى أن الجامعة المغربية لا تواكب هذا التحول.