أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن تنظيم المملكة المغربية، بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، لبطولة كأس العالم 2030، لا يقتصر على كونه تظاهرة رياضية كبرى، بل يمثل لحظة فارقة في مسار المغرب التنموي، ومحفزًا لتحول استراتيجي شامل، يعكس الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
وفي كلمة له خلال افتتاح النسخة الثامنة من منتدى « المغرب اليوم »، الذي نظمته مجموعة « لوماتان »، شدد أخنوش على أن هذا الحدث العالمي « هو أكثر من مجرد منافسة رياضية، بل يُعد رافعة حقيقية لتجسيد إرادة ملكية سامية في بناء مغرب حديث، دامج، وسيادي، يخطو بثبات نحو المستقبل ».
وأوضح رئيس الحكومة أن هذا الطموح الجماعي يعزز الثقة في قدرة المملكة على النجاح في تنظيم نسخة متميزة من المونديال، بل وجعلها نقطة انطلاق جديدة نحو تحقيق نموذج تنموي مستدام يستفيد منه المواطن المغربي في كل ربوع الوطن.
وأشار أخنوش إلى أن المغرب يعيش اليوم دينامية غير مسبوقة، في إطار ورش تنموي مفتوح يشمل قطاعات متعددة، قائلاً: « بلادنا تتوفر اليوم على بنيات تحتية تستجيب لأرقى المعايير الدولية، من شبكة القطارات الفائقة السرعة، إلى مطارات حديثة، وطرق سريعة، ومرافق حضرية متطورة، وكلها نتائج لاستراتيجيات وطنية تُنفذ في إطار من الحكامة الشفافة والفعالة. »
وفيما يخص القطاع السياحي، لفت إلى تسجيل رقم قياسي بلغ 17.4 ملايين سائح سنة 2023، مما يؤكد التحول الإيجابي في جاذبية المملكة كوجهة عالمية، كما أشار إلى أن البنية الفندقية شهدت تطورًا نوعيًا سواء من حيث الطاقة الاستيعابية أو جودة الخدمات، استجابة للطلب المتزايد والاستثمارات المتدفقة من داخل وخارج البلاد.
كما سلط رئيس الحكومة الضوء على المشاريع الرياضية، مشيرًا إلى أن البنيات الرياضية التي يتم تجهيزها استعدادًا للمونديال، ليست موجهة فقط لاحتضان الأحداث الكبرى، بل تُعد أدوات لتعزيز التنمية المحلية، وتشجيع التلاحم المجتمعي في مختلف جهات المملكة.
وأضاف أن المملكة تراهن على هذا الحدث العالمي لتكريس إشعاعها الإقليمي والدولي، وترسيخ مكانتها كبلد منفتح ومبتكر، مبرزًا أن « شركاء المغرب، سواء من الرواد العالميين أو من النسيج المقاولاتي الوطني، منخرطون في دينامية التطوير، خاصة في قطاعات المستقبل كالطاقات النظيفة، والصناعات المتقدمة، والرقمنة ».
وفي السياق الاجتماعي، أكد أخنوش أن الحكومة تواصل، بتوجيهات ملكية، تنفيذ ورش تعميم الحماية الاجتماعية، الذي وصفه بأنه « خطوة مفصلية نحو بناء مغرب العدالة الاجتماعية، حيث يستفيد جميع المواطنين من الخدمات الأساسية بكرامة ومساواة ».
وأشار إلى أن هذا الورش، الذي يشكل حجر زاوية في المشروع المجتمعي للمملكة، يجسّد البُعد الإنساني العميق في السياسات العمومية، ويمنح بعدًا اجتماعيًا موازيًا لمسار التنمية الاقتصادية.
وختم رئيس الحكومة كلمته بالتأكيد على أن « الأمة المغربية أمة التحديات »، وأنها أثبتت تاريخيًا قدرتها على النهوض وتحقيق الإنجازات، مضيفًا أن تنظيم كأس العالم 2030 سيُشكل لحظة فاصلة في تاريخ المغرب، تكرّس تحوله التنموي، وتُؤسس لإرث مستدام للأجيال المقبلة، اقتصاديًا، واجتماعيًا، وثقافيًا.
وقال أخنوش: « نحن مقتنعون بأن هذا الحدث العالمي سيسرّع وتيرة التحول الذي تعيشه المملكة، ويمنحها بُعدًا جديدًا في تموقعها العالمي، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس. »