أمير القصيم: الجمعيات الأهلية والخيرية كيانات للعمل الخيري تحتاج إلى الأعمال أكثر من الأقوال أخبار السعودية
أكد أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أن الجمعيات الأهلية والخيرية كيانات للعمل الخيري الذي يحتاج إلى الأعمال أكثر من الأقوال، واحتساب الأجر والإنسانية المتجذرة بالمجتمع.
جاء ذلك خلال الجلسة الأسبوعية في قصر التوحيد بمدينة بريدة التي عقدت مساء اليوم، بحضور أصحاب الفضيلة والمسؤولين وأهالي المنطقة، وقد كانت بعنوان (الجمعيات الخيرية.. ما لها وما عليها)، بمشاركة المدير العام للإدارة العامة للإشراف الفني على الجمعيات والمؤسسات الأهلية بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس سليمان الهويسين.
وأشار أمير منطقة القصيم إلى أن الجمعيات الأهلية والخيرية عليها مسؤولية عظيمة، وتحمل على كاهلها إبراء الذمة لما يصب فيها من أموال وأوقاف، وقال: مصداقية الجمعيات الخيرية تعزز الثقة لدى الباذلين والمتبرعين، وهذا الذي يجب على الجمعيات أن تتحلى به وتكون على مستوى كبير من الشفافية وإبراء الذمة، مؤكداً أهمية أن يراعي القائمون على الجمعيات تطبيق برامج الحوكمة للجمعيات الخيرية والقطاعات غير الربحية في غاية الأهمية وتطمين الباذلين بأن تبرعاتهم توجه إلى مستحقيها.
وأضاف: العمل الخيري في بلادنا هو عمل تطوعي وخيري ابتغاء الأجر، وهذا هو ديدن أبناء هذا الوطن، ويدل على أن المجتمع خيري غرست فيه هذه الفطرة ابتغاءً للأجر والمثوبة من عند الله، معبراً عن طموحه لمزيد من تفاعل الجمعيات الخيرية للمشاركة في برامج الإسكان، مشيداً بنجاح كثير من الجمعيات الخيرية بالمنطقة في تنفيذ برامج الإسكان لأنها من أهم الأعمال الخيرية لتوفير السكن للمحتاجين.
واستعرض تجربة المنطقة في برنامج السقيا والأثر الاجتماعي له في مدن ومحافظات ومراكز المنطقة، مشيراً إلى ما تحقق لمبادرة التوازن الخيري، التي كان لها دور كبير في دعم الجمعيات غير القادرة وتمكينها للقيام بدورها لتحقيق مستهدفاتها.
وشهدت الجلسة مشاركة المتحدث الرئيسي المدير العام للإدارة العامة للإشراف الفني على الجمعيات والمؤسسات الأهلية بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس سليمان الهويسين، الذي استعرض الجهود التي تبذلها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتمكين عمل الجمعيات والإشراف على أدوارها فنياً بالتكامل مع المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، لتسهم في دعم احتياجات المجتمع التنموية.
ولفت الهويسين إلى أن 45٪ من الجمعيات الأهلية تقع تحت الإشراف الفني لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، فيما يتولى المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي الجانب الإداري والمالي، مبيناً أن تأسيس الجمعيات الأهلية يقوم على الاحتياج المجتمعي، والتأكد من أن المجال يمثل احتياجاً حقيقيّاً، حيث يتابع عمل الجمعية خلال الأيام المئة الأولى من خلال الزيارات والتقارير لضمان استدامتها لخدمة المجتمع.
وتطرقت المستشارة بالمجلس التخصصي لجمعيات الإسكان بالمملكة ندى البواردي، إلى أهمية التكامل مع الجمعيات الأهلية وجمعيات الإسكان لتوفير السكن للأسر الأشد حاجة، وأن تكون هناك مساهمة في بناء الوحدات السكنية بالتشارك مع الجمعيات.
وأوضح المدير العام لفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بمنطقة القصيم عبدالله السباعي أن القطاع غير الربحي بمنطقة القصيم بمتابعة من أمير منطقة القصيم حقق نسباً متقدمة في برامج التقييم المرتبطة بالجهات الإشرافية على القطاع غير الربحي، مشيراً إلى التعاون والتكامل بين الجمعيات الأهلية بالمنطقة من خلال مبادرة أمير منطقة القصيم التوازن الخيري التي أسهمت في دعم برامج الجمعيات.
في حين أشار رئيس مجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة القصيم الدكتور صالح الدامغ إلى العمق التاريخي للعمل الخيري بالمملكة الذي بدأه المؤسس طيب الله ثراه، الذي امتد إلى أكثر من 100 عام ووصل إلى مراحل متقدمة من التنظيم، لتعزيز المسؤولية المجتمعية ومساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي.
واستعرضت رئيس مجلس إدارة جمعية الملك عبدالعزيز بمدينة بريدة هيا الغريب، دور جمعية الملك عبدالعزيز في تحويل مستفيدات الجمعية من الرعوية إلى الإنتاجية والتنموية، مشيرة إلى أن تجربتها في مصنع عوين أسهمت في توظيف 30% من مستفيدات الجمعية للعمل في المصنع.
وتطرّق المشرف العام على لجنة إصلاح ذات البين الشيخ إبراهيم الحسني إلى أهمية معالجة الإشكالات التي تواجه مجالس إدارات الجمعيات الأهلية، لتكون الجمعيات منتجة وقادرة على تحقيق مستهدفات وربط مخرجات الجمعية بالمنح التي تقدمها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بمخرجات الجمعيات الأهلية.
ودعا مدير جمعية البر الخيرية بمدينة بريدة الدكتور محمد الثويني الجمعيات الأهلية إلى التركيز على ربط الباذلين من أهل الخير بالجمعية كمؤسسة خيرية وليس ارتباطها بالشخص المسؤول الذي يعمل بالجمعية، لأن العمل الخيري عمل مؤسسي ومستدام ولا يرتبط بالأشخاص.
وفي نهاية الجلسة كرّم أمير منطقة القصيم المتحدث الرئيسي في الجلسة المهندس سليمان الهويسين تقديراً لمشاركته في الجلسة الأسبوعية، كما كرّم المدير التنفيذي السابق للجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد عبدالعزيز الحميد، تقديراً لجهوده في إدارة الجمعية خلال الفترة الماضية.