إسرائيل تثير «أزمة غنائية» في أوروبا.. ما القصة؟ أخبار السعودية

وقع أكثر من 70 فنانًا من المشاركين السابقين في مسابقة الأغنية الأوروبية «يوروفيجن» على رسالة مفتوحة تطالب باستبعاد إسرائيل وهيئة البث الإسرائيلية «كان» من نسخة 2025 من المسابقة، متهمين اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأوروبي (EBU) باتباع معايير مزدوجة في التعامل مع القضايا السياسية، في خطوة جاءت على خلفية الحرب المستمرة في غزة، حيث يرى الموقعون أن مشاركة إسرائيل تتعارض مع قيم المسابقة المتمثلة في الوحدة والتنوع.
وأشارت الرسالة، التي وقّع عليها فنانون بارزون مثل المغنية البريطانية «ماي مولر»، والفائز الإيرلندي في 1994 «تشارلي ماكجيتيجان» والمغني البرتغالي «فرناندو توردو»، إلى أن استبعاد روسيا من المسابقة في 2022 بسبب غزوها لأوكرانيا يبرز تناقضًا واضحًا مع السماح لإسرائيل بالمشاركة رغم اتهامات بارتكاب «جرائم حرب، وإبادة جماعية» في غزة.
وقال الفنانون الأوروبيون في رسالتهم: «لقد أظهر اتحاد البث الأوروبي قدرته على اتخاذ إجراءات حاسمة في الماضي، كما فعل مع روسيا، نحن لا نقبل بهذا الكيل بمكيالين في ما يخص إسرائيل».
ويعد الجدل حول مشاركة إسرائيل في «يوروفيجن» ليس جديدًا، حيث شهدت نسخة 2024 احتجاجات واسعة في مالمو، حيث استضاف الحدث، بما في ذلك مظاهرات خارج القاعة وإشارات رمزية مثل ارتداء المتسابق السويدي إريك سادي للكوفية الفلسطينية، وهو ما أثار استياء المنظمين، كما واجهت المغنية الإسرائيلية إيدن جولان هتافات مناهضة خلال أدائها، بينما حُظرت رموز فلسطينية مثل الأعلام من دخول المسابقة.
أخبار ذات صلة
وأكد الفنانون الموقعون على العريضة أن مشاركة إسرائيل تساهم في «تلميع صورتها» وسط انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان، معتبرين أن المسابقة، التي تروج لشعار «متحدون بالموسيقى»، يجب أن تكون منصة لتعزيز السلام وليس لتطبيع الاحتلال، وأضافوا: «كمغنين وكتاب أغانٍ وموسيقيين، نحث الاتحاد الأوروبي للبث على منع المزيد من التشويه والتشويش على المهرجان».
من جهته، دافع اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأوروبي عن قراره السابق بالسماح لإسرائيل بالمشاركة، مؤكدًا أن المسابقة «غير سياسية» وأن هيئة البث الإسرائيلية «كان» تلتزم بقواعد المنافسة، وفي بيان سابق عام 2024، قال الاتحاد: «يوروفيجن مسابقة للمذيعين العامين، وليس للحكومات، وقد شاركت إسرائيل منذ 50 عامًا»، لكن هذا الموقف أثار انتقادات حادة، حيث يرى المنتقدون أن استبعاد روسيا وبيلاروسيا في السنوات السابقة يعكس قدرة الاتحاد على اتخاذ قرارات سياسية عند الحاجة.
في سياق متصل، دعم أكثر من 56 ألف شخص عريضة مشابهة في وقت سابق تطالب باستبعاد إسرائيل من يوروفيجن 2024، كما انضمت جهات أخرى مثل رابطة المؤلفين والملحنين في أيسلندا وأكثر من 1400 محترف في صناعة الموسيقى بفنلندا إلى دعوات مماثلة، هذه الضغوط المتزايدة تضع الاتحاد الأوروبي للبث في موقف صعب، حيث يواجه تحدي الحفاظ على حياد المسابقة وسط تصاعد التوترات السياسية.