التخفيضات والعروض.. مَن المستفيد ؟ أخبار السعودية

تشهد الأسواق الكبرى بين الحين والآخر في شهر رمضان ونهاية العام، حملات تخفيضات ضخمة، تجذب أعداداً هائلة من المستهلكين الباحثين عن السلع ذات الأسعار الأقل ويكون أفراد المجتمع على موعد مع التخفيضات التي انقسم حولها الناس، إذ اعتبرها البعض تخدم فئة معينة من المستهلكين؛ وهم أصحاب البقالات والبوفيهات الصغيرة التي ترفض الشركات إعطاءها تخفيضاً عند الشراء من الموزعين، لكن في المقابل تمنح الشركات لمن يشتري كميات كبيرة زيادة في العدد تمنحه فرصة لتخفيض الأسعار. ويبقى السؤال الأهم: هل هذه العروض تصب في مصلحة المستهلك العادي فقط؟ أم أن أصحاب المحلات التجارية الصغيرة يجدون فيها فرصة للربح أيضاً؟
عروض تدرّ الربح
اعتبر محمد النفيعي في حديثه مع «عكاظ»، أن التخفيضات قد تكون فرصة حقيقية أو تحدياً كبيراً، وذلك حسب طريقة الاستفادة منها، فالتموينات الصغيرة تستفيد من هذه التخفيضات إذ تقوم العمالة بالاستفادة من المعروض المخفض في المحلات الكبرى، وتقوم بنقلها إلى محلاتهم في الأحياء السكنية وتعرضها بمبلغ أعلى من الشراء، وعلى سبيل المثال الزيت ومعجون الطماطم والشوفان تباع في العرض بمبلغ لا يتجاوز للبعض ستة ريالات لكن في البقالات تتضاعف أسعارها.
ويرى مواطنون أن هذه العروض فرصة لا تعوّض لتوفير المال.
فاضل عبدالرحمن، يؤكد أنه يتابع إعلانات التخفيضات باستمرار، قائلاً: «المستفيد الحقيقي من التخفيضات الكبرى مصلحة مشتركة، المستهلك يستفيد وأيضاً صاحب المحل يستفيد، ورأيي شخصي أن التخفيضات مفيدة للجميع.. المستهلك يحصل على السلعة بسعر أقل من المعتاد وأيضاً صاحب المحل من ارتياد المحل من الزبائن».
بينما يشير فيصل المالكي، إلى أن بعض التخفيضات قد تكون مضللة، موضحاً: «لاحظت أن بعض الأسواق ترفع الأسعار قبل فترة العروض، ثم تعيدها لما كانت عليه مع وضع إعلان تخفيض، لذلك يجب على المستهلك أن يكون واعياً».
بين الاستفادة والخسارة.. معاناة
يرى فهد الحارثي (مالك متجر)، أن «تخفيضات الأسواق الكبرى أحياناً قد تؤثر سلباً على مبيعاتنا، ومن الصعب مجاراة الأسعار التي تقدمها خصوصاً مع انعدام السيولة. أحياناً قد تكون فرصة جيدة قيامنا بالشراء من الأسواق الكبيرة وإعادة بيعها بنسبة أرباح معقولة لجلب العملاء. قد يكون شراء المنتجات من الأسواق الكبرى في فترة العروض أرخص من شرائها من الموردين، ولكن يعتمد ذلك على توفر السيولة بحيث أستطيع أخذ المنتجات بأسعار معقولة سواء من المورد المباشر أو من الأسواق المخفضة».
العروض فرصة جيدة
محمد الشهري (مشرف بمحل تجاري)، يرى أن هذه التخفيضات فرصة، «نحرص دائماً على تقديم تخفيضات حقيقية يستفيد منها عملاؤنا. وقبل إطلاق أي عروض، نقوم بدراسة السوق وتحديد الأسعار المناسبة لضمان حصول المستهلك على أفضل قيمة ممكنة. كما أننا نلتزم بالقوانين واللوائح التي تفرضها وزارة التجارة لضمان الشفافية والمصداقية في جميع حملاتنا الترويجية. التخفيضات لدينا تشمل مجموعة واسعة من المنتجات، وهي ليست مجرد وسيلة لزيادة المبيعات فقط، بل أيضاً فرصة لتقديم أسعار تنافسية تناسب مختلف الفئات».
فارق السعر بين الأسواق والبقالات
في ظل المنافسة المتزايدة بين الأسواق الكبرى والبقالات الصغيرة، يلاحظ المستهلكون تفاوتاً في الأسعار، إذ يرى علي بن سالم، تقديم المتاجر الكبرى تخفيضات كبيرة على المنتجات الأساسية، بينما تحتفظ البقالات بأسعارها المعتادة أو تكون أعلى في بعض الأحيان، ويكون الفارق في الأسعار بين العروض في الأسواق الكبرى وبين البقالات 2040%، وقد يزيد في بعض الحالات. وهذا يضع المحلات الصغيرة في موقف صعب، إذ يجدون أنفسهم غير قادرين على مجاراة الأسعار التنافسية للأسواق الكبرى، ما يجعل المستهلك يفضل الشراء منها.
التخفيضات للمستهلك
والمحلات التجارية
محمد الغامدي، أشار إلى أنه يمكن القول إن المستفيد الرئيسي من التخفيضات الكبرى هو المستهلك العادي، لكنه يحتاج إلى وعي بأسعار السوق حتى لا يقع في فخ العروض المضللة. أما المحلات الصغيرة، فإن بعضها قد يستفيد منها بشراء المنتجات وإعادة بيعها، لكن الأغلبية تتأثر سلباً بسبب عدم قدرتها على المنافسة.
صغار التجار لا يستفيدون
عبدالمحسن السعدي (مهتم بالاقتصاد) يرى أن الشركات الكبرى لا تمنح المحلات الصغيرة كميات كبيرة تستطيع الاستفادة منها في منح العملاء والمتسوقين تخفيضات كبيرة، لذلك تلجأ الشركات والموزعون إلى «الهايبر» والأسواق الكبرى وتمنحها كميات كبيرة من البضائع بمبالغ محددة، وكذلك تمنحها عروضاً مجانية فتستطيع المحلات الكبرى خفض الأسعار لوجود عروض مجانية من الشركات تقلص السعر بعد التخفيض، بينما في المقابل لا تمنح الشركات والموزعون عروضاً للبقالات الصغيرة، ما يدفع الباعة من العمالة الوافدة للتوجه للتخفيضات والشراء وبيعها بسعر عالٍ وبطريقة ملتوية.
مَن المستفيد الحقيقي؟
جابر علي العمري يؤكد أن هذه العروض نعمة فيما البعض يعتبرها نقمة، ويبقى الحل في تحقيق التوازن بين الأسواق الكبرى والمحلات الصغيرة من خلال تنظيم الأسواق، ودعم التجار المحليين، وزيادة وعي المستهلكين لحماية أنفسهم من العروض الوهمية. فهل يمكن تحقيق ذلك في ظل المنافسة الشرسة؟
فالمستهلك يستفيد إذا كان واعياً وقام بمقارنة الأسعار، واشترى ما يحتاجه فقط، والتاجر يستفيد عبر زيادة المبيعات وتصريف المنتجات القديمة، وأحياناً باستخدام أساليب تسويقية ذكية لتحقيق أرباح أعلى.
والأسواق الكبرى تستفيد أكثر لأنها تمتلك القدرة على تعويض التخفيضات بطرق أخرى، بينما المتاجر الصغيرة قد تجد صعوبة في المنافسة.
إذن، التخفيضات قد تكون فرصة أو خدعة، والفرق يكمن في وعي المستهلك. فهل أنت مستعد للتسوق بذكاء في المرة القادمة؟
«التجارة» والتحقق من صحة العروض
وزارة التجارة أكدت في وقت سابق على لسان المتحدث باسمها عبدالرحمن الحسين، أهمية وعي المستهلك بحقوقه والتحقق من صحة العروض والتخفيضات الموسمية المقدمة من المراكز والمحلات التجارية والمتاجر الإلكترونية قبل الشراء. وأشار إلى آلية التحقق من العروض والتخفيضات إذ تتم عبر قراءة رمز التخفيض (الباركود) على تطبيق «تخفيضات» لإيضاح بياناته الكاملة. وللتحقق من صحة تخفيضات المتاجر الإلكترونية، حث متحدث «التجارة» المستهلكين على التأكد من موثوقية المتجر الإلكتروني من خلال موقع وزارة التجارة أو منصة «معروف» حتى لا يكونوا عرضة للغش أو التضليل.
أخبار ذات صلة