«التعليم»: مناهج مستقبل تكسر نمطية التلقين أخبار السعودية
ويكاد يُجمع تربويون على معاناة التعليم طيلة عقود مضت؛ بحكم مساحة التداخل في الاختصاص، إذ يتدخل في وضع مفردات المناهج والمقررات جهات وأفراد لا يمتون لحقل التعليم بصلة، ناهيك عن انشغال بعض المنتسبين للتعليم، بالشكلي بعيداً عن الجوهري، ولذا تعثرت استراتيجيات، وتراكمت إشكالات، لم يتخلّص التعليم منها تماماً إلى يومنا هذا، منها البطالة، وتقاطع المخرجات.
وتجددت الآمال في تعليمنا، القائم على رؤية تعنى بالعقيدة الإسلامية، المؤمنة بأهمية العلاقة الإنسانية، مع الكون والحياة والأحياء جميعاً، دون تمييز أو تفاضل إلا بالعمل الصالح، فيما لا تنفصم عرى الرؤى عن عروبة المجتمع، وشعوره بالأخوة العربية بين شعوب المنطقة، ويقينه بعالمية المعرفة، ما ينعكس على دور الحاضن التربوي العميق في وطنيته.
ولن يغيب عن ذهن المعلمين والمعلمات، ما توليه وزارة التعليم من ثقة فيهم، وهم يعيشون رؤية الوطن، ويتبنونها في يومياتهم؛ خصوصاً ومناهج العام الجديد لن تخلو من لمحات عن احترام الثقافات، وعدم التعدي على الأديان، إضافةً إلى ما تم اعتماده من مقررات؛ الذكاء الاصطناعي وهندسة البرمجيات، وعلوم الأرض والفضاء، والرعاية الصحية، والأمن السيبراني، ومبادئ القانون، وإدارة الفعاليات، وأنظمة الجسم، وغيرها مما يتخطى به التعليم أيديولوجيا الأسلمة، لينتمي لمنهجية الأنسنة.
ويؤكد المستشار التعليمي الدكتور محمد الخازم لـ«عكاظ»؛ أن التعليم العام ليست مهمته تخريج مهنيين أو متخصصين، بل تعليم العلوم الأساسية وتعليم القِيَم التي تجعل من الدارس إنساناً سوياً، ولفت الخازم إلى أن العبرة ليست بكون خريج الثانوي متخصصاً في الذكاء الاصطناعي؛ وهو لا يعرف القراءة والكتابة ولا يعرف أساسيات الرياضيات والأحياء والكيمياء ولا يجيد المُثل العليا، موضحاً، أن التعليم يشمل المعارف والسلوكيات والمهارات، وأن العلوم معارف يجب أن تُعلّم عن طريق الكتب، إلا أن الحوار سلوك يُكتسب بالقدوة وإيمان المعلمين والمعلمات بالقيم والسلوكيات التي يدرسونها.
مشيراً إلى أن التفكير الناقد سلوك، إلا أنه لا قيمة له في مدرسة لا يسمح للطالب فيها بالحديث والنقاش مع أستاذه، وأضاف؛ أرى أنه لا داعي لاختراع مقررات جديدة كل عام، ولا لتعقيد السهل.