الحصبة.. فايروس الصغار والكبار أخبار السعودية
وتستهدف الحملة الفئات العمرية من 6 أشهر إلى 18 سنة، وسيتم تطعيم الأطفال من 6 أشهر إلى 6 سنوات داخل المراكز الصحية ورياض الأطفال ضمن المرحلة الأولى من الحملة، بينما ستتم عملية التطعيم للفئات الأخرى في المدارس والمؤسسات التعليمية والمعاهد الفنية، ضمن المرحلة الثانية من الحملة؛ وذلك للحد من انتقال العدوى داخل المدارس والمؤسسات التعليمية، وتعزيز المناعة الجماعية لحماية المجتمع من تفشي المرض، كما تسعى إلى رفع مستوى الوعي الصحي بأهمية التطعيم في الوقاية من الأمراض المعدية.
غير خطيرة.. وأحيانا مميتة!
رئيس الجمعية السعودية للطب المخبري الطبيب زهير آوان، قال إن الحصبة مرض فايروسي شديد العدوى يصيب الأطفال والكبار وينتقل عبر الجهاز التنفسي، ويمكن أن تكون مميتة في بعض الحالات بسبب مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي، التهاب الدماغ، خصوصا في الأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة. ومن أعراضها ارتفاع درجة الحرارة، سعال جاف، سيلان الأنف، التهاب العينين، طفح جلدي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي الجسم وبقع كوبليك (نقاط بيضاء صغيرة داخل الفم).
وتظهر أعراض الطفح الجلدي الناتج عن الحصبة على الوجه ثم ينتشر إلى الصدر، الظهر، وتحت الإبطين بسبب طريقة انتشار الفايروس عبر الدم والجهاز المناعي. وعادة ما يتعافى الشخص خلال 7 إلى 10 أيام، ولكن المضاعفات قد تطيل فترة الشفاء. وأضاف، إن الإنسان يحتاج إلى أخذ التطعيمات أكثر من مرة على عدة جرعات غالباً؛ الجرعة الأولى 9 شهر، الجرعة الثانية 12 شهرا، الجرعة الثالثة عند دخول المدرسة. أما الجرعات الداعمة فهي ما بين 6 إلى 18 عاما، مبينا أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم الأطفال غير الملقحين، الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تنتشر فيها الحصبة، النساء الحوامل غير الملقحات. وأوصى بغسل اليدين باستمرار، وتلقيح الأطفال في الوقت المحدد، وتجنب التجمعات الكبيرة، خصوصا خلال تفشي المرض، وتحسين التغذية لتعزيز المناعة، وعدم الاتصال بالمصابين.
وفي حال إذا أُصيب أحد أفراد الأسرة بالحصبة يجب عزل المصاب مع تهوية الغرفة جيدا وارتداء الكمامات وتطهير الأسطح بانتظام.
وعرّف رئيس الجمعية السعودية للطب المخبري الطبيب زهير، الحصبة الألمانية واختلافها عن العادية، قائلا: إن الحصبة الألمانية مرض فايروسي يسبب طفحا جلديا شبيها بالحصبة العادية لكنه أخف حدة، ومن آثارها تورم الغدد الليمفاوية، لكنها خطيرة على الحوامل؛ لأنها قد تسبب تشوهات خلقية للجنين. وعن سؤال هل الإضاءة تزيد من أعراض المرض؟ أجاب: بأن الحصبة تسبب التهاب ملتحمة العين الذي يُعد من الأعراض الشائعة ولذلك يُفضل إبقاء المصاب في مكان مضاء بشكل خافت.
10 ملايين مصاب في العالم
تفيد تقارير منظمة الصحة العالمية، أن عدد حالات الإصابة بالحصبة في العالم بلغ نحو 10.3 مليون حالة في 2023م؛ أي ما يمثل زيادة بنسبة 20% مقارنة بعام 2022م. وتُعزى هذه الزيادة في عدد الحالات إلى نقص التغطية بالتمنيع على الصعيد العالمي.
وفي 2023م، لم يتلقَ أكثر من 22 مليون طفل الجرعة الأولى، لذلك شددت المنظمة، على أن لقاح الحصبة أفضل حماية ضد الفايروس، خصوصا أن البيانات تظهر أن نحو 107.500 شخص، معظمهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، توفوا بسبب الحصبة في 2023م.
في الوقت نفسه، حذر عدد من الأطباء من الازدحام، وقالوا إنه يعد بيئة خصبة لانتقال فايروس الحصبة، مؤكدين الاختلاف بين الحصبة الألمانية والحصبة العادية، إذ إن الأولى مرض فايروسي يسبب طفحا جلديا شبيها بالحصبة العادية لكنه أخف حدة.
هل الحوامل يُصبن؟
استشاري الطب الجزيئي والفايروسات الطبيب المنذر هرشان، وصف فايروس الحصبة، بأنه مرض شديد العدوى سببه فايروس من فصيلة الفايروسات المخاطية، ينتشر بسهولة عندما يتنفس شخص مصاب بعدواه أو يسعل أو يعطس. ويمكن أن يسبب أعراضاً ومضاعفات وخيمة، وأكثر الفئات العمرية التي تصاب به الأطفال والحوامل من غير المُلقّحين، ويمكن أن تصيب العدوى أي شخص لم يتلقَ اللقاحات اللازمة وكافة الجرعات المعتمدة.
وحول انتشار الفايروس في بيئة الازدحام، أكد الطبيب هرشان، أن الازدحام من العوامل المحفزة لانتشار العدوى، إذ يوجد الفايروس في أنف وحنجرة المصاب، فينتقل إلى الآخرين عن طريق رذاذ السعال أو العطاس المحمل بالفايروس، كما يمكن للرذاذ أن يهبط على الأسطح ويبقى الفايروس نشطا لمدة تصل إلى ساعتين، ويمكن للشخص السليم اكتساب العدوى عن طريق لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو فرك العين. ويمكن نقل الفايروس إلى الآخرين من بداية فترة الحضانة إلى اليوم الرابع من ظهور الطفح الجلدي.
لا علاج للمرض.. العلاج للأعراض
أضاف استشاري الطب الجزيئي والفايروسات الطبيب المنذر هرشان، أن الشخص يكون في مأمن إذا تعافى من إصابة سابقة بالمرض أو أخذ اللقاح مسبقا، وعادة ما يتم إعطاء اللقاح كتحصين مجتمعي للحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ويوصى بجرعتين منه قبل دخول الطفل إلى المدرسة، ولا يوجد دواء معين يعالج الحصبة.
وسألت «عكاظ» الطبيب هرشان، كيف نفرّق بين الحصبة وأي مرض جلدي آخر؟ فقال: إنه يتم تشخيص الحصبة إكلينيكيا بواسطة الأطباء استنادا إلى الطفح الجلدي المميز للمرض، وظهور بقع بيضاء صغيرة مزرقّة داخل الفم على بطانة الخد وتسمى بقع كوبليك، كما يتم ذلك عن طريق إجراء فحص مخبري للدم للتأكيد فيما إذا كان الطفح الجلدي ناتجا عن الحصبة.
نصيحة للحوامل
أستاذ طب النساء والتوليد والعقم البروفيسور حسن صالح جمال، دعا الأمهات لأخذ اللقاح إذا لم يؤخذ في الطفولة، وألا تحمل إلا بعد أربعة أشهر من اللقاح، وإذا كانت حاملا، يجب عدم الاحتكاك بالمرضى المصابين بالحصبة أو استخدام أدواتهم، وفي حال إصابة الحامل بالحصبة ينبغي عليها الانعزال عن الآخرين إلى مرور سبعة أيام بعد اختفاء الطفح الجلدي. وعن مدى تأثير إصابة الحامل بالحصبة على الجنين، أشار أستاذ طب النساء والتوليد الطبيب حسن جمال، إلى أنها قد تتسبب في وفاة الجنين أو إصابته بعيوب خلقية شديدة مثل إصابة العين والأذن والقلب والدماغ وتأخر النمو.
وعن نسبة إصابة الحوامل بالحصبة، قال: إن الإصابة تعتبر نادرة؛ لأن معظم الدول يتم فيها تطعيم الأطفال بلقاح الحصبة الألمانية، ولكن إذا أصيبت الحامل بالحصبة الألمانية تقدر بنسبة 47% إذا حدثت العدوى خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الحمل.
المُحصن لا يصاب
أخصائي أول طبيب أسرة الدكتور رامي أبو شنب، يقول: من جدول التطعيمات الأساسية المقرر من قبل وزارة الصحة، يحصل الأطفال على الجرعة الأولى للقاح الحصبة المفرد عن عمر 9 أشهر، ثم اللقاح الفايروسي الثلاثي بعمر 12 شهراً، ثم 18 شهراً. ثم يحصل الطفل على جرعة أخرى من اللقاح الثلاثي الفايروسي ما بين 4 إلى 6 سنوات، ويحصل المراهقون والبالغون الذين لم يسبق لهم الحصول على اللقاح الفايروسي الثلاثي على جرعتين من اللقاح الثلاثي على أن يتم الفصل بينهما بـ4 أسابيع على الأقل، ويمكن لأي شخص أن يُصاب بالحصبة إذا لم يتم تحصينه من قبل. وأضاف أن الإصابة عادة تكون بسيطة ولا تحمل خطراً على الشخص المصاب، لكنها يمكن أن تحدث تشوهات في الجنين إذا أصابت الأم أثناء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ويكون الجنين معرضا لمتلازمة الحصبة الألمانية الخُلُقية.