نددت السعودية، أمس، بدعوة وزير التراث الإسرائيلي اليميني المتطرف إلى القضاء على غزة بـ«قنبلة نووية» إسرائيلية. واعتبرت وزارة الخارجية السعودية، في بيان أمس، أن عدم إقالة الوزير «يعكس قمة الاستهتار بجميع المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والقانونية لدى الحكومة الإسرائيلية». واكتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمنع الوزير من حضور اجتماعات الحكومة، على رغم المطالبات داخل إسرائيل وخارجها بعزله. وذلك فيما استمر بؤس المدنيين الفلسطينيين في غزة، حيث تلاحقهم الصواريخ والقذائف الإسرائيلية من البر والبحر والجو، حتى في الملاذات التي حددتها لهم إسرائيل جنوب القطاع؛ بدا جلياً أن «تشظي» المواقف داخل إسرائيل، وبين إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة يجعل احتمالات وقف النار عسيرة المنال. ولم يُبْقِ التباين الكبير في وجهات النظر بين العرب والولايات المتحدة أملاً في أن تقوم «القوة العظمى الوحيدة» بدور يذكر في حماية المدنيين، والحفاظ على ما بقي من البنية الأساسية المدمرة. فقد أظهر اجتماع عمّان أمس الأول، بين وزراء خارجية خمس دول عربية، منها السعودية، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ألا تلاقيَ بين مواقف الجانبين. فبينما تريد واشنطن «هدنة موقتة» فحسب، ريثما تستأنف إسرائيل غاراتها الوحشية على المدنيين في غزة؛ تطالب الدول العربية بوقف إطلاق النار. ويتمسك رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، بأن حماس تمثل «تهديداً وجودياً» لإسرائيل، وأن أي شيء يحول دون استئصالها نهائياً يعد «إخفاقاً». وتتمسك واشنطن بأنها ملتزمة بمساعدة إسرائيل على القضاء على حركة حماس. وقال مراقبون في لندن وواشنطن أمس، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يحاول في الوقت نفسه استرضاء حلفائه العرب لتتحد مواقفهم خلف واشنطن ضد إيران، وروسيا، والصين. وفيما أكدت واشنطن مراراً أنها لا تريد للحرب أن تتمدد في الإقليم؛ تبدو إسرائيل مستعدة للمخاطرة بفتح جبهات جديدة. وفي تهديد جديد بتوسيع نطاق الحرب؛ قال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني بحسب وكالة تسنيم للأنباء شبه الرسمية إن أمريكا «ستُضرب بقوة» إذا لم تنفذ وقف النار في غزة. وأضاف، «نصيحتنا للأمريكيين أن يوقفوا الحرب في غزة فوراً وينفذوا وقف النار، وإلا فإنهم سيتلقون ضربات موجعة».
استهداف المستشفيات والمخيمات
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، أن بايدن يتعرض لضغوط جمّة ممن ينتقدونه من قادة الحزب الديموقراطي، ما اضطره الى إبلاغ نتانياهو، بأنه يتعين أن يدير حملته العسكرية ضد غزة وفقاً للقانون الإنساني الدولي. وكشف قيادي في حماس في غزة أمس، أن الحركة تجري مفاوضات في شأن إطلاق الرهائن في مقابل وقف الهجوم الإسرائيلي. وأضاف، أن نحو 60 من الرهائن الإسرائيليين قتلوا بسبب الغارات الإسرائيلية على القطاع. وتحدث وزير الخارجية بلينكن والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي عن «تقليص وفيات المدنيين»؛ وهو هدف لا يعرف كيف يمكن تحقيقه في ظل الهجوم من البحر والبر والجو، بما في ذلك استهداف المستشفيات، وتدمير المخيمات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية. وفيما تقول إدارة بايدن والدول العربية، إنها تريد تطبيق «حل الدولتين» بعد انتهاء الحرب. غير أن إسرائيل تتبع «غموضاً إستراتيجياً» لحجب نياتها حيال مستقبل غزة. وتريد أحزابها الدينية المتطرفة التي تقتسم السلطة مع نتانياهو إما احتلال غزة، وضمها إلى إسرائيل، أو تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء المصرية. وقال وزير إسرائيلي متطرف أمس، إنه يمكن استهداف قطاع غزة بقنبلة نووية! وقال عضو اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي السناتور كريس ميرفي أمس، إن مستويات قتل المدنيين في غزة «غير مقبولة، ولا يمكن الاستمرار فيها». وذكرت رويترز أمس، أن وزراء الخارجية العرب الذين التقوا بلينكن في عمّان السبت، رفضوا النقاش بشكل معمّق في مستقبل قطاع غزة. وتقول الدول العربية، إن الأولوية ينبغي أن تنصرف الآن إلى وقف العدائيات.