السعودية وأمريكا.. 8 عقود من الشراكة الإستراتيجية أخبار السعودية
ترتبط المملكة العربية السعودية بشراكة إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من 80 عاماً، وترتكزُ العلاقاتُ الثنائيةُ بينهما على أسس راسخة مبنية على الاحترام والتعاون المتبادل والمصالح المشتركة، وبناء على الالتزامات التي تم التعهد بها في بيان جدة خلال زيارة الرئيس بايدن إلى المملكة العام 2022.
وتواصل السعودية الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، في القضايا السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والاقتصاد والطاقة، بما في ذلك الابتكار في مجال الطاقة النظيفة، لتعزيز رؤية البلدين المشتركة لشرق أوسط أكثر سلماً وازدهاراً واستقراراً.
وتُعد العلاقات الثقافية والتعليمية بين السعودية وأمريكا طويلة ومتينة، إذ إن أكثر من 18,000 طالب سعودي يدرسون حالياً في الجامعات الأمريكية وتخرج ما يقدر بنحو 700,000 من المؤسسات الأمريكية على مدى العقود الخمسة الماضية. كما تساهم برامج التبادلات التعليمية والمهنية والثقافية والرياضية بين الشعبين، مثل برنامج القيادة للزائر الدولي وبرامج الزائر الرياضي وبرامج المبعوث الرياضي في هذه الوشائج الوثيقة.
شراكة أمنية
وفي بيان نشرته السفارة الأمريكية في العاصمة السعودية الرياض، أكدت إكمال الولايات المتحدة بناء منشآت دبلوماسية جديدة في جدة والظهران خلال السنوات الثلاث الماضية، وستبدأ بناء سفارة جديدة في الرياض. وتمثل هذه المشاريع الأساس المادي للعلاقة القوية والدائمة بين الولايات المتحدة والسعودية واستثماراتنا في تلك العلاقة للعقود القادمة.
وأكدت أن عمل أمريكا مع السعودية لضمان الاستقرار الإقليمي سيظل إحدى دعائم العلاقات الثنائية، لاسيما أن الولايات المتحدة أكبر مورّد دفاعي للمملكة بأكثر من 140 مليار دولار، وهذه الشراكة مبنية على مصلحة البلدين المشتركة في أمن الخليج وردع أي قوة أجنبية أو إقليمية عن تهديد المنطقة.
وتلتزم الولايات المتحدة بتعزيز شراكتها الأمنية مع المملكة العربية السعودية من خلال مبيعات الدفاع التي ستدعم بنية دفاعية جوية وصاروخية أكثر تكاملاً وشبكة إقليمية، وكذلك المشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة، والتصدي لانتشار الأنظمة الجوية من غير طيار والصواريخ إلى جهات غير حكومية التي يمكن أن تهدد السلام والأمن في المنطقة.
جهود السلام
وتواصل الولايات المتحدة العمل مع المملكة لحل النزاعات الإقليمية والتعامل مع التحديات العالمية، وإنهاء الصراع في السودان، بما في ذلك التفاوض على إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان وتمكين المساعدات الإنسانية. وقد دعمت السعودية جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن التي أتاحت أكثر من عام من خفض التصعيد وخلقت أفضل فرصة للسلام منذ بدء الحرب.
وترحب الولايات المتحدة بالخطوات التي اتخذتها المملكة لدعم أوكرانيا، بما في ذلك التعهد بتقديم 400 مليون دولار كمساعدات لأوكرانيا في وقت سابق من هذه السنة، مع دعم قرارات الأمم المتحدة الرئيسية التي تدعو روسيا إلى إنهاء غزوها الشامل، خصوصا أن السعودية، وبالتزامن مع زيارة بايدن في سنة 2022، اتخذت خطوة نحو تكامل اقتصادي وإقليمي أكبر من خلال السماح بتحليق الطائرات المدنية من جميع البلدان، بما في ذلك إسرائيل.
فرص واعدة
نتعاون مع المملكة العربية السعودية للمضي قدماً بأجندتها الطموحة للتنويع بعيداً عن مجال النفط وخلق فرص للشباب السعودي. ونما الاقتصاد السعودي بنسبة 8.7% في سنة 2022، وهو الأمر الذي وفر فرصاً كثيرة للشركات الأمريكية للمشاركة في العديد من القطاعات، ومن الطاقة إلى الرعاية الصحية والترفيه. كما حققت الولايات المتحدة في سنة 2021 فائضاً في تجارة السلع والخدمات بقيمة 6.4 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية وكذلك دعمت الصادرات الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية أكثر من 165,000 وظيفة أمريكية. وعقد بلدانا الاجتماع السابع لمجلس الاتفاقية الإطارية التجارة والاستثمار في شهر مارس.
وفتحت رؤية 2030 مجالاً أرحب للشراكة بين البلدين، من خلال الفرص الواعدة التي أتاحتها للشركات الأمريكية في عدد من القطاعات الإستراتيجية، كحضور شركات الطاقة والبتروكيماويات الأمريكية في قطاع الطاقة السعودي والتمتع بشراكات بمليارات الدولارات مع اثنتين من أكبر الشركات في السعودية، أرامكو وسابك، مع تنويع اقتصادها، وكذلك تعمل المملكة على تطوير بدائل نظيفة للطاقة التقليدية، وهو الأمر الذي يمثل فرصاً هائلة للشركات الأمريكية.
استثمارات جديدة
أعلنت الشركات الأمريكية في مؤتمر التكنولوجيا الأخير في الرياض عن استثمارات جديدة تزيد على 3.5 مليار دولار. وأكملت بوينغ أخيراً صفقة كبيرة مع المملكة تقدر قيمتها بنحو 37 مليار دولار. وستدعم هذه الصفقات البارزة أكثر من 140,000 وظيفة في الولايات المتحدة ولأكثر من 300 مورّد لشركة بوينغ في 38 ولاية.
كما وقّع البلدان في سنة 2022 إطار عمل لشراكة ثنائية من أجل تعزيز الطاقة النظيفة. وإن إطار العمل، وتماشياً مع الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار (PGII)، خلق فرصاً لاستثمارات سعودية جديدة لتسريع انتقال الطاقة السعودية ومكافحة آثار تغير المناخ. ويركز الإطار على نحو خاص على تقنيات الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر والطاقة النووية وغيرها من تقنيات الطاقة النظيفة.
البنية التحتية
وفي مجال البنية التحتية العالمية والاستثمار، حققت الولايات المتحدة، من خلال العمل مع المملكة العربية السعودية تقدماً متواصلاً في شبكات الجيل الخامس والجيل السادس وباستخدام شبكات وصول لاسلكية مفتوحة (Open RAN).
تستضيف الرياض أمانة منتدى الطاقة الدولي، وهي منظمة الطاقة الدولية الوحيدة التي تضم منتجي ومستهلكي الطاقة. وتمثل وزارة الخارجية الولايات المتحدة في المجلس التنفيذي لمنتدى الطاقة الدولي. ووقّعت المملكة على اتفاقيات أرتميس في سنة 2022، مع الالتزام بالاستخدام والاستكشاف السلمي والمسؤول للفضاء، وتواصل مشاركتها الفعالة في مجموعات العمل الموقعة، وهو الأمر الذي يساعد على تنفيذ الاتفاقيات.