الصراع الكبير على حصة من سوق السياحة ! أخبار السعودية

وأخيراً انتهى الصيف وعادت أفواج السياح إلى ديارهم بعد قضائهم عطلة الصيف، وهي أهم فترة في موسم السفر والسياحه، التي تقدم فيها الدول والمدن المختلفة حول العالم أقوى العروض وأبرز الإغراءات لإقناع المسافرين بزيارتهم والبقاء لأطول فترة ممكنة، وبالتالي صرف أكبر قدر من المبالغ الممكنة.
ولو تأملنا سريعاً بعض الأرقام والإحصائيات الخاصة بالمساهمة الاقتصادية للسياحة سنجد أثراً مهماً جداً لا يمكن إنكاره:
الناتج المحلي الإجمالي العالمي:
في عام 2024، مثلت السياحة 10% من الاقتصاد العالمي؛ وهو ما يعادل 10.9 تريليون دولار أمريكي.
وفّر القطاع 357 مليون وظيفة حول العالم، مما يمثل ما يقارب وظيفة واحدة من كل عشر وظائف جديدة، وكذلك تساهم السياحة في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الوجهات المختلفة. تحتل السياحة الدولية مرتبة متقدمة في الصادرات العالمية، بعد الوقود والكيماويات ومنتجات السيارات. تعد السياحة مصدراً رئيسياً للنقد الأجنبي للعديد من البلدان النامية والأقل نمواً. تحفز السياحة أنشطة اقتصادية أخرى مثل النقل والإقامة والمطاعم والترفيه، مما يزيد من النشاط الاقتصادي الشامل. تساعد السياحة في دعم الاقتصادات المحلية بكافة منتجاتها وخدماتها وتؤسس لاقتصاد مستدام وصديق للبيئة.
وبينما تتصدر دول كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا ريادة المشهد السياحي بقدرتها على جذب أكبر عدد من السياح إليها، لم يمنع ذلك من دخول دول أخرى السباق السياحي بشكل مركز وقوي، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين استطاعتا جذب أفواج هائلة من السياح، ووضع اسميهما بقوة على الخارطة السياحية العالمية. بالرغم من إرث اجتماعي قديم وثقافة ثقيلة عرفت بعدم الترحيب بالغريب إلا أن الاقتصاد السياحي وفوائده فرض نفسه. مع عدم إغفال قوة جذب سائر الدول الأخرى المطلة على البحر المتوسط كإيطاليا، واليونان، والمغرب، وقبرص، وتركيا، ودول آسيا، مثل تايلاند، والهند، والمالديف، مع عدم إغفال دول أستراليا، ونيوزيلندا، وأمريكا الجنوبية.
حتى الدول العربية هي الأخرى تدخل على خط المنافسة، فمع وجود دول مثل مصر، ولبنان، والأردن، وسوريا، وتونس، والمغرب، إلا أن الوضع الآن اختلف وزادت رقعة التنافس مع دخول كافة دول الخليج العربي إلى حلبة المنافسة بعروض قوية ومناطق جذب مهمة، وأصبحت على رادار السياحة العالمية وبقوة.
ويبقى التحدي الأكبر هو الانتقال الجدي إلى ثقافة الاقتصاد السياحي، وتجهيز الذهنية للترحيب بالزائر الغريب دون انتقاص، والاقتناع أن السياحة هي مصدر رزق كبير، وفرصة للعمل والاستثمار لو أُحسن التعامل معها لكان في ذلك أعظم الفرص.
أخبار ذات صلة