الواقع المعزز.. صياغة المستقبل بتحويل الخيال إلى حقيقة أخبار السعودية
مع عالم (الواقع المعزز)، نحن على أعتاب عصر جديد حين يلتقي الخيال بالواقع، محولاً الأحلام إلى مشاهد مذهلة تتجسد أمام أعيننا.. هنا؛ كل لحظة تصبح بوابة لعوالم مبهرة، تتخطى حدود الممكن، وتفتح أفاقاً لا حصر لها للابتكار والإبداع، مغيرة بذلك مفهومنا للواقع، ومعززة تجاربنا اليومية بطرق لم نكن نحلم بها من قبل.
يجمع (الواقع المعزز) بين العالم الحقيقي والعناصر الافتراضية، مستخدماً كاميرات وأجهزة استشعار لرصد البيئة المحيطة ودمج البيانات بواقعنا.. هذا التداخل يوفر للمستخدمين إمكانية التفاعل مع العناصر الافتراضية كجزء من تجربتهم الواقعية، مع تتبع دقيق لحركتهم وموقعهم.
يمتد تأثير (الواقع المعزز) إلى قطاعات عديدة، منها: التعليم بإتاحة تجارب تعلم تفاعلية، والرعاية الصحية التي تستفيد منه في الجراحات والتشخيص، كما يلعب دوراً محورياً في التجارة الإلكترونية والترفيه، مما يثري تجربة المستهلك ويزيد من تفاعليتها.
هناك تقنية تدعى التحكم العصبي في (الواقع المعزز)؛ (AR) هو مجال تقني متطور يجمع بين علم الأعصاب وتكنولوجيا الواقع المعزز، يتمثل هدفه في توفير طريقة تفاعلية وبديهية للتحكم في البيئات الافتراضية والتطبيقات باستخدام إشارات الدماغ.
هذا التكامل يفتح آفاقاً جديدة في كيفية تفاعل البشر مع التكنولوجيا، خصوصاً لأولئك الذين قد يواجهون تحديات في استخدام الأجهزة التقليدية بسبب الإعاقات الجسدية أو العصبية، وبالإمكان استخدام هذه التقنية المتطورة في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بحيث يمكن له التحكم بذكاء بالكراسي المتحركة بمزامنتها مع خرائط قوقل المختصة بهذا المجال للتحكم الكامل فيها، كما أنه من الممكن أن تتزامن حركتها مع نظراتهم بحيث يكون التحكم عن طريق العين أو الأفكار وذلك في المراحل المتقدمة المخطط لها مستقبلاً، التي تستخدم تقنيات التحكم العصبي من داخل جسم الإنسان.
يضاف للتطبيقات المستقبلية، استخدامه في مجال السياحة؛ كأن نرى (روما القديمة) في نفس مكان (روما الجديدة) بحيث تكون التجربة رائعة وفريدة للسائح بالمقارنة بين الأثر القديم والحالي، تطبيقات تعليمية تستخدم الواقع المعزز لإنشاء تجارب تعلم غامرة، مثل استكشاف الأهرامات المصرية بشكل افتراضي أو التجول داخل خلية بيولوجية.
في ختام هذا النظر إلى المستقبل، نتطلع إلى عالم حيث يُعاد تعريف الواقع بطرق تخدم الإنسانية وترتقي بجودة الحياة، بفضل تكنولوجيا (الواقع المعزز) التي تمهّد لتحولات جذرية في طريقة عيشنا وتفاعلنا مع العالم المحيط.