كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع الضربات الجوية بين إسرائيل وإيران؟

03:10 م
السبت 14 يونيو 2025
كتبت- دينا كرم:
أشعل تبادل الضربات الجوية بين إسرائيل وإيران قلقًا واسعًا في الأسواق العالمية، ومع تصاعد التوترات، شهدت أسعار النفط والغاز قفزات مفاجئة، بينما هوت مؤشرات الأسهم العالمية، وارتفعت أسعار الذهب والدولار مع تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة.
وفي فجر الجمعة، نفذت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع داخل إيران، شملت منشآت عسكرية ونووية شديدة الحساسية، إلى جانب اغتيالات طالت شخصيات بارزة من القيادات العسكرية والعلماء المتخصصين في المجال النووي، في واحدة من أعنف الهجمات منذ بدء التصعيد المتبادل بين الجانبين.
ولم تتأخر إيران طويلًا في الرد، حيث شنت هجومًا مضادًا باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت بها عدة مدن داخل إسرائيل، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين، في تطور ينذر بإشعال صراع إقليمي واسع.
النفط والغاز
بعد أن شنت إسرائيل موجة من الضربات العسكرية ضد أهداف في إيران، قفزت أسعار النفط بنسبة وصلت إلى 13%، مما أثار مخاوف من اندلاع مواجهات جديدة في منطقة تُنتج ثلث الإمدادات العالمية من الخام، بحسب الشرق “بلومبرج”.
ومع ختام تعاملات أمس الجمعة مع تبادل إسرائيل وإيران الضربات الجوية استقرت أسعار النفط على ارتفاع 7% مما غذت مخاوف المستثمرين من أن القتال قد يعطل صادرات النفط من الشرق الأوسط على نطاق واسع.
وشهدت أسعار الغاز الطبيعي رد فعل سريع بعد الضربات، حيث ارتفعت في أوروبا بنسبة 3.23% إلى 37.34 يورو لكل ميجاواط في الساعة، وسط مخاوف من اندلاع حرب أوسع في منطقة الشرق الأوسط المحورية لإمدادات الطاقة العالمية.
كما قفزت العقود الآجلة القياسية في القارة بنسبة 5.7%، مسجلة أكبر ارتفاع منذ أكثر من خمسة أسابيع.
وعلى خلفية هذ الأزمة أمرت إسرائيل بإغلاق مؤقت في حقل “ليفياثان”، أكبر حقول الغاز لديها، بعد الضربة لإيران وما تلاها من مخاوف أمنية متزايدة، حيث أثر ذلك على إمدادات الغاز المصدرة إلى مصر، ولذلك فعلت وزارة البترول والثروة المعدنية خطة الطوارئ المعدة المسبقة الخاصة بأولويات الإمداد بالغاز الطبيعي، وذلك بإيقاف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية مع رفع استهلاك محطات الكهرباء للمازوت إلى أقصى كمية متاحة، والتنسيق لتشغيل بعض المحطات بالسولار استجابة للأعمال العسكرية التي نشبت بالمنطقة وتوقف إمدادات الغاز من الشرق.
البورصات العالمية
كانت افتتحت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض، أمس الجمعة، بعد الضربة الإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، والتي أججت التوتر في الشرق الأوسط الغني بالنفط وأثرت على شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، وفقًا لـ”cnn الاقتصادية”.
وواصلت خسائرها حيث أغلقت على انخفاض حاد، عقب إطلاق إيران صواريخ باتجاه إسرائيل رداً على ضربات إسرائيلية مكثفة استهدفت تقويض قدرات طهران على تطوير أسلحة نووية.
وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 68.92 نقطة، أو بنسبة 1.14%، ليغلق عند 5,976.34 نقطة، كما انخفض مؤشر ناسداك المركب بمقدار 254.13 نقطة، أو 1.29%، ليصل إلى 19,407.49 نقطة.
أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد خسر 768.73 نقطة، أو 1.79%، ليُغلق عند 42,198.89 نقطة.
وقفزت أسهم شركات الطاقة الأميركية، بما في ذلك «إكسون موبيل» و«دايموند باك إنرجي»، على إثر ارتفاع أسعار النفط بنسبة قاربت 7% مع تزايد المخاوف من أن يؤدي النزاع إلى تعطل إمدادات الخام من الشرق الأوسط.
الذهب
شهد سعر الذهب عالميًا تأثرًا كبيرًا مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في أعقاب الضربات الإسرائيلية واسعة النطاق على إيران، حيث تجاوز سعره 3400 دولارًا للأوقية.
حيث ارتفع سعر الذهب عالميًا ببداية التعاملات بنسبة 1.10%، ليصل إلى نحو 3423 دولارًا للأوقية، وجاء هذا الارتفاع مدفوع بالطلب على الملاذ الآمن مع تصاعد التوترات.
واختتمت التعاملات بارتفاع بنسبة 1.37%، ليصل إلى نحو 3432 دولارًا للأوقية.
وأدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب في السوق المصري نظرًا لارتباط سعر الذهب في مصر بالبورصات العالمية، حيث شهد ارتفاعًا على مدار أمس بنحو 132 جنيهًا.
الدولار
ارتفع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية بما في ذلك اليورو والين أمس الجمعة مع إقبال الأسواق على أصول الملاذ الآمن في ظل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران، بحسب وكالة “رويترز”.
اقرأ أيضًا:
هل تتأثر مصانع الحديد والأسمنت بعد وقف الغاز عن بعض الأنشطة الصناعية؟