تحديات استراتيجية أمام وزير الإعلام أخبار السعودية
قلت: «أثناء تكتلات الخمسينات والستينات استطاع الإعلام الثوري العربي بفضل ما كان ينفرد به من إمكانات أن يطور صورة نمطية عن كل دولة عربية بصرف النظر عن الحقيقة. في بعض البلدان العربية. السؤال الذي يتوجب علينا كإعلاميين أن نطرحه: ما هذه الصورة أو ماذا تبقى منها؟ أو بعبارة أوسع ما الصورة النمطية عن المملكة في الشارع العربي اليوم؟
يفترض أن تنطلق استراتيجية المملكة الإعلامية قبل كل شيء بعمل أكاديمي لإعداد دراسة دقيقة ومفصلة لكل دولة عربية على حدة. تطور أسئلة تتناول سمعة المملكة وموقف العرب من أدائها في العمل العربي المشترك في القضايا الكبرى كالقضية الفلسطينية والسورية واليمنية وعن الأثر الإعلامي للمساعدات السعودية الخارجية.. إلخ. ستسهم هذه الدراسة في التوصل إلى معرفة الموقف السلبي من المملكة الذي تتوجب إزالته والموقف الإيجابي الذي يتوجب تعزيزه».
وقلت في مقال آخر: «… المملكة العربية السعودية هي أكثر دولة دعمت الفلسطينيين، دعمت الفلسطينيين بالأعمال لا بالأقوال، هنا تكمن مشكلة الإعلام السعودي. ثمة دول دعمت الفلسطينيين بالأقوال كليبيا القذافي ونسب لها فضل لا يدانيه فضل، بينما المملكة تتعرض لحملات تشكيك فتبدو أمام الرجل العربي العادي بصورة معاكسة لدورها الإنساني والقومي. لا يقع اللوم على المشككين ولا على الرجل العادي وإنما يقع على الإعلام السعودي».
اليوم مع السوشل ميديا وتغولها المتزايد في حياة الناس أصبحنا نواجه تحديّاً أكبر. في عالم السوشل ميديا تختلط النوايا الحسنة مع النوايا السيئة، النقد البريء الصادق مع النقد الخبيث المرتب من أجهزة محترفة. لا يمكن أن نتصدى للحملات التي تسيء للمملكة بعفوية المغردين أو بمقال هناك أو هناك، ولن نحقق كبير فائدة إذا عملنا على تحصين الداخل، فالداخل والخارج يختلطان. ثمة وسائل يمكن تتبعها وأخرى لا يمكن. حسب وجهة نظري أن ننتقل من الدفاع إلى الهجوم. نبدأ بدراسة الشعوب التي نتوجه لها والتي يتوجه لها الخصوم، أن نعرف الشعوب العربية جيداً، أن نحدد موقف هذه الشعوب من أداء المملكة في خدمة العرب والمسلمين بحيث ينحصر الموقف السلبي من المملكة فيما تعمله الأجهزة المغرضة فقط. ننتزع رجل الشارع العربي من تأثير الدعايات المعادية.
كل عمل إعلامي يجب أن يبدأ من وزارة الإعلام. تشكل وزارة الإعلام مظلة دعم وتقويم وراسمة للاستراتيجيات الإعلامية لكل إعلام ينتسب للمملكة بما فيها الإعلام الأهلي، وهذا لن ينجز إلا بتوفر استراتيجية واضحة الأهداف ومحددة بوقت وطريق وقابلة للتطوير والتحديث. من لا يعرف أين هو ذاهب لن يصل أبداً.