اخبار السعودية

حماية الغباء أخبار السعودية

•• أثناء تواجدي قبل أيام في المدينة النبوية، أسرَّ لي أحدهم في لقائي به منفرداً: «الحياة مُرَّة وصعبة وموجعة وكئيبة».. ربما بداخل الرجل (كلاكيع) معقدة مُستغلقة على الأفهام، غاصت به في تلال من رمال الحيرة.. أو لربما أن سنيناً عجافاً تركت في روحه ندوباً أورثته غيوماً رمادية، وتركت في أعماقه ندماً وخذلاناً وانتكاساً.. شعورٌ يرمي به في وادٍ سحيق من التعاسة والكدر.

•• للأسف؛ هناك من يتشبه بضباب في وادٍ أخضر.. حياته الرمادية شديدة الغيوم تصيبه بالعتمة الدائمة، ومثله علينا حمايته من غبائه، يختار هجر السعادة على العيش في حضن حياة صالحة دافئة.. متثائب لا ينام إلا ويمد رأسه خارج إطار «أذكار النوم»، يفكر عميقاً في قضية كسرته جعلته مُرتجفاً.. يستيقظ من نومه يومياً مُستغرقاً في نوبة مجللة من التأزم يدشن بها نهاره.

•• بين ربيع الحياة وخريفها أحوالٌ متباينة.. تُدلِق على (المُقبل) توفيقاً وبهجة وسروراً، وتذيق (المُدبر) حَزَناً ملوناً وحُزْناً أسود.. تملأ بنورها روح (المُتلذذ) بشمسها الساطعة، وغافلة لا تبالي بمن يرفسها بحوافر التشاؤم.. تلوِّح بالمطر على (المُشتدّ) عطشه لعيشها، وبليدة لا تكترث بمن يعشعش في داخله صراع رخامي.. تكسو بنورانيتها (المُؤمن) بغدها ليواجه أيامه ببسالة، وقاسية لا تشعر بمن يصيبه الانكسار والعجز.

•• تحيةٌ لمن وهبته (التقوى) معنى الثبات، فأسبغت عليه الرضا والأمان.. تحيةٌ لمن تذوَّق (الإيمان) بطعم الحياة، فنجا من تغيرات الأحوال.. تحيةٌ لمن منحته (الروح) نعيماً وورعاً، فأثمرت له ريحاناً وسكينة.. وسلامٌ على من انتابت عقله أحلام سوداء، ففاض قلبه بمحظورات من قهر النفس.. سلامٌ على من وقع فيما لذَّ وطاب من فنون جلد الذات؛ فأطلق صيحات الاستغاثة في عالم مختلف.

أخبار ذات صلة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى