لا تزال وكالات الاستخبارات الأمريكية تتكتم على نتائج التحقيقات التي أجرتها في شأن معرفة أصل فايروس كورونا الجديد. واكتسب الموضوع زخماً في القارة الأوروبية مع تصاعد العداء للصين، خصوصاً اتفاق التحالف الذي يضم بريطانيا، والولايات المتحدة، وأستراليا على تزويد الأخيرة بغواصات تعمل بالطاقة النووية، لتكون جاهزة لصد أي عدوان محتمل من الصين. وتشير المعلومات في قلب الاتحاد الأوروبي، العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى أن 8 وكالات استخبارية أمريكية، علاوة على مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي، أجرت تحقيقات منفصلة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى وقوع نازلة الوباء العالمي، المستمر منذ 2020. وعلى رغم أن تقريراً لمكتب مديرة الاستخبارات القومية الأمريكية في أغسطس 2021، أكد تلك التحقيقات؛ فإن تفاصيلها، خصوصاً منهج كل منها، والمصادر التي استند إليها كل تحقيق، لا تزال طي الكتمان؛ بل حتى أن أسماء الوكالات الاستخبارية التي أجرت تلك التحقيقات هي الأخرى مخفية عن أعين العامة. وتشير الصحف الصادرة في بروكسل إلى أن تقرير 2021 يؤكد انقسام وكالات الاستخبارات الأمريكية في شأن مصدر الفايروس. تتمسك اثنان منها بترجيح فرضية تسرب الفايروس من مختبر صيني. وتراوح مصداقية هذين الاحتمالين من المتدنية إلى المتوسطة. وتتمسك 4 وكالات استخبارية أمريكية، ومعها المجلس القومي للاستخبارات، بقدر متدن من الموثوقية، بأن الفايروس خرج نتيجة تفش طبيعي من حيوان إلى إنسان. وقررت وكالتان استخباريتان أنهما لم تتوصلا بعد إلى خلاصة بهذا الشأن. واكتفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي التابع للبيت الأبيض جون كيربي بالقول للصحفيين، (الإثنين)، إن الرئيس جو بايدن وضع معرفة أصل الفايروس في صدارة أولوياته عند توليه منصبه. وأضاف، أن الحكومة الأمريكية تبذل جهوداً مضنية على صُعُدٍ عدة، ولكنْ ليس ثَمَّةَ إجماعٌ داخل الحكومة الأمريكية على تحديد كيفية اندلاع وباء فايروس كورونا الجديد، الذي يسبب مرض كوفيد 19. وكان تقرير حديث لوزارة الطاقة الأمريكية عن أصل الفايروس أثار جدلاً كبيراً في واشنطن، وترددت أصداؤه في القارة الأوروبية، التي تضررت من النازلة أشدّ ضرر. وتعهد رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب الأمريكي جيمس كومر، (الإثنين)، بأنه سيبذل جهوداً مكثفة للحصول على موافقة على نزع صفة السّرية من تقرير وزارة الطاقة. وعقدت اللجنة، (الثلاثاء)، مؤتمر مائدة مستديرة تحت عنوان «الاستعداد للمستقبل بالاتعاظ من الماضي: مراجعة قرارات السياسة المتعلقة بكوفيد». وتعد وزارة الطاقة الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي المباحث) الوكالتين الحكوميتين الوحيدتين في الولايات المتحدة اللتين رجّحتا نظرية تسرب الفايروس من مختبر صيني، وإنْ بقدر متدنٍّ من الثقة. وترى هذه الفرضية أن الفايروس تسلل من مختبر معهد الفايروسات بمدينة ووهان الصينية نتيجة «حادثة ما»؛ ربما كانت تجربة مخبرية، أو أثناء التعامل مع حيوان مصاب داخل المختبر، أو ربما من خلال عينة داخل المختبر. وذهبت وكالات استخبارية أمريكية أخرى إلى أن الاحتمال الأرجح يتمثل في أن الفايروس خرج بشكل طبيعي، إذ قفز من حيوان الى إنسان. وتقول 4 وكالات استخبارية، ومعها المجلس القومي للاستخبارات، إن تلك الفرضية هي الأرجح، وإنْ يكن ذلك بقدر متدنٍّ من الثقة في صحتها. وفيما يتهم الغربيون الصين بالوقوف وراء حادثة المختبر المزعومة، خصوصاً أن الإصابات الأولى بالفايروس حدثت في مدينة ووهان؛ فإن الصين تتمسك بأن المصابين الأوائل كانوا عمالاً في سوق بيع الحيوانات البحرية والوحشية الحية، التي تبعد نحو 40 دقيقة من مختبر معهد الفايروسات في ووهان، الذي ظل يدرس منذ فترة طويلة الفايروسات المتحدرة من عائلة الفايروس التاجي (كورونا). ويرى عدد كبير من الخبراء الأوروبيين في بروكسل أنه، قياساً بالتحقيقات السابقة في الفايروسات التي ألحقت الأذى بالإنسانية في فترات سابقة، فإن تحديد سبب قاطع لاندلاع نازلة كورونا قد يستغرق أكثر من عقد لتحديد مصدره. ويضيفون، أنه حتى لو تم التوصل إلى ذلك، فإن تلك النتيجة لن تكون مؤكدة بنسبة 100%.
سادالارتياح شوارع العاصمة اليابانية طوكيو، (الإثنين)، الذي كان أول يوم سمحت فيه السلطات بالتخلي عن ارتداء قناع الوجه (الكمامة)، الذي رافق اليابانيين 3 سنوات، منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد. ويذكر أن العدد التراكمي لإصابات اليابان بكوفيد 19 بلغ حتى أمس 33.33 مليون إصابة؛ أدت إلى 73,226 وفاة. ويصل عدد الإصابات النشطة في اليابان إلى 11.55 مليون إصابة. ويبلغ عدد سكان اليابان 125.58 مليون نسمة. وشوهد غالبية رواد دور السينما وحديقة ديزني للألعاب في طوكيو وهم بلا كمامات. وكانت الحكومة اليابانية اتخذت قراراً بإلغاء إلزامية ارتداء الكمامة الشهر الماضي، بناء على تقويم خبرائها الوضع الصحي في البلاد. لكن الخبراء لا يتوقعون أن يؤدي ذلك إلى تغيير شامل، خصوصاً بسبب طول فترة الالتزام بقناع الوجه، علاوة على قرب حلول الربيع، حيث يتناثر طلع الزهور في الهواء متسبباً في عدد كبير من حالات الحساسية، التي تعرف بـ «حُمّى القش». وقال مهندس الرد الياباني على النازلة الأستاذ بجامعة طوكيو هيتوشي أوشيتاني، إن ارتداء قناع الوجه هو أصلاً تقليد قديم في اليابان، وسيستمر على رغم تغيير الموقف الصحي الأخير. وتعتبر اليابان آخر دولة قررت إلغاء إلزامية الكمامات. وبسبب تعود اليابانيين على ارتداء الكمامات، لم تفرض الحكومة أي عقوبات على من يخالفون إلزامية ارتدائها. وتخلت الولايات المتحدة وبريطانيا عن غالبية القيود الوقائية منذ مطلع السنة الماضية. وتخلت عنها كوريا الجنوبية في يناير 2023، فيما تخلت عنها سنغافورة في فبراير الماضي.
أعلنت
شركة فايزر الدوائية الأمريكية أمس الأول، أنها توصلت إلى اتفاق تستحوذ بموجبه على شركة سيغين المتخصصة في ابتكار أدوية السرطان. وتبلغ قيمة الصفقة 43 مليار دولار، خصوصاً أن فايزر تتأهب لانحدار كبير محتمل في مبيعات لقاحات وأدوية فايروس كورونا الجديد (كوفيد 19). وستتيح الصفقة لفايزر طرح 4 أدوية جديدة للسرطان يتوقع الخبراء أن تدر عليها مدخولاً قد يقارب ملياري دولار. وتعتبر شركة سيغين، التي تتخذ واشنطن مقراً، من الشركات الرائدة في علاج السرطان من خلال كوكتيلات الأجسام المضادة، التي توصف بأنها أشبه بصواريخ موجهة تستهدف الخلايا السرطانية، وتقوم بتدميرها. وقررت فايزر شراء سهم شركة سيغين بـ 229 دولاراً نقداً. وتتوقع فايزر أن تصل جملة خسائرها نتيجة انقضاء فترة احتكار ملكيتها الفكرية لوصفات عدد من الأدوية إلى 17 مليار دولار بحلول سنة 2030، علاوة على انخفاض مبيعات لقاح كوفيد 19 وأقراص باكسلوفيد التي استحدثتها فايزر لعلاج كوفيد 19. وقال الرئيس التنفيذي لفايزر ألبرت بورلا، إن فايزر تتوقع مبيعات بحدود 10 مليارات دولار من مبيعات منتجات شركة سيغين بحلول سنة 2030. كما تتوقع أن تحقق عائدات بحدود 15 مليار دولار من منتجات الشركات التي استحوذت عليها خلال الآونة الأخيرة. وكانت فايزر استحوذت أخيراً على شركة غلوبال بلود ثيرابيوتكس في مقابل 5.4 مليار دولار. كما استحوذت على شركة بيوهافن فارماسوتيكلز هوليدنغ، المتخصصة في أدوية الصداع النصفي (الشقيقة) في مقابل 11.6 مليار دولار. ويبلغ عدد أدوية السرطان المملوكة لفايزر 24 عقاراً حصل على موافقة الجهات الرقابية.
(«عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ نيويورك تايمز 2023/3/15)