خَمْسُونَ مَرَّتْ… كُلُّهنَّ جَدِيد !
بمناسبة مرور (50 عاماً) على تأسيس نادي جدة الأدبي، وإقامة ملتقى النص (العشرون)..، وتكريم الدكتور عبدالله المعطاني.
(1)
(خَمسُون) عَاماً… والعَطَاء جَديدُ
وعَلَى الدَّوامِ… شِعَارُه التَّجْدِيدُ
نَادٍ تَأَلَّقَ في الثَّقَافَة، وَهْجُهُ
ضَوْءٌ يَشُعَّ… وَفَرْقَدٌ فِرْقِيدُ
هُوَ (لِلْحَدَاثَةِ)… مَوْئِلٌ وَمُبَشِّرٌ
هُوَ (لِلأَصَالَةِ)… حَاضِنٌ وَعَمِيْدُ
هُوَ (لِلْثَقَاقَةِ) صَانِعٌ وَمُهَيمِنُ
وَعَلَيْهِ عُمْرٌ في النَّجَاحِ مَدِيْدُ
(خَمْسُونَ)… يَطْوِيْهَا الزَّمَانٌ، وَلَمْ يَزَلْ
لِلْعَقْلِ والفِكْرِ الرَّشِيدِ… يُعِيْدُ
* * *
(2)
يَا (نَادِ جُدَّةَ)… لَمْ تَزَلْ مُتَأَلِّقَاً
وَعَلَى شَوَاطِي الفِكْرِ… أَنْتَ وَحِيدُ
فِيْكَ الرِّجَالُ تَحُفُّهُمْ أَعْمَالُهُمْ
وَعَطَاؤُهُمْ في العَالَمِينَ مُفِيْدُ
هَذَا الأَدِيبُ اللَّوْذَغِيُّ مُتَوَّجَاً
تَاجَ الوَقَارِ…. وَطَبْعُهُ التَّفْرِيدُ
وَمُثَقَّفٌ… في كُلِّ عِلْمٍ رَائِدٌ
وَمُفَكِّرٌ… وَالشَّاعِرُ الصَّنْدِيدُ
أَكْرِمْ بِهِمْ… صَنَعُوا ثَقَافَةَ أُمَّةٍ
في جَانِحَيْهَا مُبْدِئٌ وَمُعِيدُ
* * *
(3)
(يَا نَادِ جُدَّةَ)… يَا رَبِيْعَ قُلُوبِنَا
فِيْكَ التَقَيْنَا، سَاعِدٌ وَسَعِيدُ
أيَّامُنَا كَانَتْ جَمَالاً بَاذِخَاً
وَعَطَاؤهَا… فِكْرٌ نَمَا… وَيَزِيدُ
هَذَا الجَمَالُ… نَحُفُّهُ بِقُلُوبِنَا
وَيَزِيدَهُ التَّأكِيدُ.. والتَّوْكِيدُ
قُولُوا لِمَنْ يَئِدِ الجَمَالُ بِكَفِّهِ
هَذَا لَعِمْرِي، في الزَمَانِ فَسِيْدُ
لاَ تَعْجَلُوا… تَارِيخُنَا عَبْرَ الفَضَا
وَلَنَا الغَدُ المَأْمُول.. فَهُوَ العِيْدُ
* * *
(4)
(يَا نَادِ جُدَّةَ)… أنْتَ رَمْزٌ لِلْوَفَا
مِنْ إرْثِكَ التَّكْرِيمُ والتَّعْمِيدُ
وَاليَوْمُ… يَوْمُ الاحْتِفَا بِمُثَقَّفٍ
الصَّمْتُ.. والسَّمْتُ البَهِيُّ رَصِيدُ
رَجُلٌ يَفِيضُ العِلْمُ من أعْطَافِهِ
فَتَرَاهُ فِينَا… مَاهِـرٌ وَرَشِيدُ
وَتَرَاهُ قَدْ رَسَمَ الخُطُوطُ عَرِيضَةً
لِبُلُوغِ أعْلَى قِمَّةٍ… وَيُشيدُ
وَتَرَاهُ في كُلِّ الأُمُورِ مُسَدَّداً
فَالعَقْلُ… والفِكْرُ النَّقِيُّ نَضِيدُ
* * *
(5)
هَذَا (ابنَ سَالمَ)… قَامَةٌ عِلْمِيَّةٌ
فِكْرٌ رَشِيدٌ… رَأْيَهُ تَسْدِيْدُ
«أَحْلاَقَهُ نَزِنْ الجِبَالَ رَزَانَةً»
وَتَحَالُهُ… فَوْقَ العَمِيْدِ عَمِيدُ
في (مَجْلِسِ الشُّورَى) حَكِيمٌ نَابِهٌ
وَبِأَرْضِ عَبْقَرَ… شَاعِرٌ غِرِّيدُ
وَمَجَالِسُ الآدَابِ… يَغْشَى جَمْعَهَا
فَيَكُونُ فِيهَا… عَالِمٌ… وَمُجِيدُ
وَإذَا تَحَدَّثَ في البَلاَغَةِ خِلْتَهُ
(شَيْخُ البَلاَغَةِ)… نَاقِدٌ جُوِّيدُ
* * *
(6)
يَا كَم كُسِينَا مِنْ جَمِيلِ غُلُومِهِ
وَشِيٌّ تَزخْرَفَ… رَائِقٌ وَحَمِيدُ
(عَبْدَاللهُ بِنْ سَالِمٌ)… يَفِيضُ مَوَدَّةً
وَإِلَيْهِ يَهْفُو طَالِبٌ وَمُرِيْدُ
هَذَا الفَتَى (الهَذَلِيُّ) طَابَ أَرُومَةً
وسَمَا عَلَى الأقْرَانِ… فَهُوَ فَرِيْدُ
وَ(هَذِيْلُ) في التَّارِيخِ مَجْدٌ رَاسِخٌ
هُمْ (عَسْكَرُ البَارُودْ)… لَيْسَ تَّحِيْدُ
أَكْرِمْ بِهِمْ قَوْمَاً… تَبَارَكَ عِلْمُهُمْ
الشِّعْرُ… والتَّارِيخُ… وَالتَّوْحِيدُ
* * *
(7)
يَا لاَبَةَ (المِعْطَانِ)… تِيْهِي وافْخَرِي
فَبَنُوكِ هُمْ سَبْقٌ وَهُمْ تَجْوِيدُ
وَاهْنَأ (أبَا بَنْدَرْ)… وَدُمْ في رِفْعَةٍ
عِنْوَانُهَا… زَرْعٌ نَمَا وَحَصِيدُ
فَلأَنْتُم في الخَيِّرِينَ غَطَارِفُ
نَسَبٌ كَرِيمٌ… والرِّجَالُ الصِّيدُ
(يَا نَادِ جُدَّةَ)… لَمْ تَزَلْ مُتَأصِّلاً
بَيْنَ النَّوَادِي… طَارِفٌ وتَلِيدُ
(حَمْسُونَ) مِنْ عُمْرِ الزَّمَانِ تَعَاقَبَتْ
وَلأَنْتَ فِيهَا شَاهِدٌ وَشَهِيدُ