اخبار السعودية

«رَوَى».. من الورق إلى الرقمنة أخبار السعودية

كان حلم الروائي طاهر الزهراني أن تكون «رَوَى» مجلة شهرية ورقية باشتراك سنوي، لكنه اكتشف مع فريق عمله أنّ تكلفة إرسال المجلة للمشتركين بالبريد تفوق تكلفة طباعة المجلة. وأكد الزهراني لـ«عكاظ» أنّ فكرة العدد كانت تقوم على ثلاثة أقسام: بروفايل عن الكاتب، ثم النص، ثم حوار مع الكاتب حول نصه السردي الطويل المنشور. وأضاف: اجتمع الفريق واتفقنا على اسم المجلة، وناقشنا التفاصيل، وقررنا أن تكون المجلة رقمية، عملنا على الهوية، وحددنا المنصة.

وعن الخطوات التي عمل عليها فريق العمل بعد قرار التنفيذ، أوضح الزهراني أنّهم أعلنوا عن المشروع، وبدأوا في مراسلة كتّاب السرد في المملكة، وفي العالم العربي، حيث قوبل هذا المشروع بإعجاب شديد، ومشاركة أسماء كبيرة، ومهمة في عالم السرد المحلي والعربي.

«إلى تشيخوف»

كان أوّل نص نشر في هذا المشروع للروائية السورية شهلا العجيلي تحت عنوان «إلى تشيخوف» عبر منصة «إكليل» وكان الاشتراك في هذا العدد محفزاً للاستمرار، إذ قرأه عدد لا بأس به من كتاب السرد، والمهتمين به. وأكد الزهراني أنّ صدور هذا العدد صنع مجتمعاً عبر المنصة لمناقشة الأعمال المنشورة، استضيفت فيه الكاتبة افتراضياً، لمحاورتها مع الجمهور الذين قرأوا العمل.

صعوبات في «روى»

لم ينكر الزهراني أنّ تتابع الأعداد، والاشتراك السنوي خلقا صعوبات في النشر، إذ اضطروا إلى نشر أعمال جودتها أقل من المعايير التي وضعت لقبول النص، لذلك قرّر فريق العمل إيقاف الاشتراك، ونشر النصوص متى توفرت فيها الشروط، حتى لو دعا الأمر إلى نشر نصّ واحد في العام، وأعيدت الاشتراكات كاملة إلى أصحابها.

موقف نبيللا

ينسى الزهراني الموقف النبيل للدكتورة سعاد العنزي التي رفضت أن تعاد لها قيمة اشتراكها السنوي، بعد تخوف فريق العمل من الوفاء بصدور عدد واحد في الشهر، وأخبرت الفريق أنّ قيمة الاشتراك دعم للمشروع. وأضاف الزهراني: هذا الموقف كان محفزاً لنا في الاستمرار بنشر عدد كل شهر طيلة سنة كاملة.

12 نصاً

نشر من المجلة 12 نصاً عبر منصة «إكليل» ثم توقف النشر بعد ذلك للبحث عن منصة مستقلة، ومع البحث توقف إصدار المجلة. وأكد الزهراني أنهم خلال فترة التوقف كانت هناك العديد من النصوص التي تأتي لبريد المشروع، لكنها لم ترقَ للمعايير التي وضعناها، لذا لم ننشر، وأيضا لكوننا في مرحلة انتقالية مهمة للمشروع. لكنهم كما قال عاودوا النشر في الأسبوع الماضي، بعد انتقالهم لمنصة جديدة مستقلة تحمل اسم منصة «روى للنشر» وكان النص الأول في هذا العام هو نص للكاتبة نجوى العتيبي بعنوان «أسئلة اليدين».

منصة سهلة ونص رقمي

وعن المنصة قال الزهراني: إنها منصة سهلة الاستخدام، وتتيح النص بصيغ رقمية متعددة، ذات تصميم موحد، وإنهم يسعون من خلال «روى» إلى الاحتفاء بالنص الفريد، وأن يبعثوا رسالة إلى الناس بأن العمل ليس بعدد الصفحات، وإنما بطريقة التناول، وهذا هو ما نحرص عليه، ونطمح في المستقبل أن نصدر الأعمال العربية بلغات العالم، من خلال الرهان على الكلمة والإيمان بها.

سنة ثانية مدهشة

الزهراني قال إنّ هذه السنة هي الثانية لـ«روى» وإنّ كل ما نلمسه مدهش، وسوف نحرص على توثيق النتاج، لأنّ مشروع «روى» مشروع سردي جاد، وواعد، وهو انتصار للسرد، يحمل معاني إنسانية وثقافية نبيلة، وسيكون له شأن كبير في قادم الأيام.

الزهراني شكر للأصدقاء جهودهم، وخصّ منهم علوان السهيمي، ومحمد حسن علوان، وشهلا العجيلي، وعلي الشدوي، وعبدالعزيز الصقعبي، ووجدي الأهدل، وحسن حميد، ومحمد العرادي، وعبدالواحد الأنصاري، ومعتز البدر، وفاطمة حجازي، وعبدالله القرني.

الجدير بالذكر أنّ مجلة «روى» تنشر النصوص السردية الطويلة، وتصل للقارئ بمبلغ مالي زهيد، عن طريق الاشتراك السنوي، أو الشراء الشهري من المنصّة، ويعود نصف قيمة الاشتراك للكاتب المنشور نصّه في منصّة «روى للنشر».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى