صلاح ومحرز.. أين أنتما ؟ أخبار السعودية
لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب والذي (ضاع بيدي لا بيد عمرو)، ولا ينفع النواح بعد الخروج المرير لمنتخبي الجزائر وتونس.
هل كرة القدم لم تنصف منتخبي الجزائر وتونس، إذ كانت الأنظار والتطلعات تعول عليهما كثيرا في المنافسة على اللقب الأفريقي، لكنهما عكسا كل التوقعات وخرجا من الدور التمهيدي وكان أي خروج، كان (قاسيا جدا) ليودعوا بطولة الأمم الأفريقية وسط حسرة وبكاء من جمهورهم في المدرجات، كم أنتِ قاسية يا كرة القدم.
الأفارقة أثبتوا بلا جدال أنهم يمتلكون الكثير والكثير في فنون كرة القدم ومعنى القوة والقتال، ساعدتهم بنيتهم الجسدية في تطويع كرة القدم لصالحهم، وأثبتوا أن كرة القدم تعطي من يعطيها ولا تعترف بالأسماء داخل الملعب.
رياض محرز النجم الأسطوري لمنتخب الجزائر الذي كان يعول عليه الجزائريون في الوصول لمنتخب بلادهم إلى مراحل متقدمة في البطولة وخرج مع نهاية الدور التمهيدي، لأن كرة القدم لعبة جماعية لا تعتمد على لاعب وتاريخه وذكرياته التي أصبحت من الماضي.
(محمد صلاح) النجم الأسطوري الذي تتغنى به الجماهير المصرية وسفيرها في أوروبا وإنجلترا لم يستطع إكمال مسيرته مع منتخب الفراعنة وخرج مع ثاني مباراة بسبب الإصابة وودع البطولة مبكراً، وتأهلت مصر بالعافية في آخر ثواني مبارياته في الدور التمهيدي، وصب الجمهور المصري غضبه على نجمهم، بل هناك من شكك في إصابته للهروب من مشاركة منتخب وطنه، ما أقسى كرة القدم، بعد أن كان هو الأسطورة المصرية التي لن تتكرر في تاريخ كرة القدم المصرية.
منتخب موريتانيا كان مقنعا إلى حد كبير وهو يقاتل أمام نظيره الجزائري، وقدم مستوى كبيرا وأستحق بكل جدارة التأهل.
شاهدنا في بطولة الأمم الأفريقية ما لم نشاهده في بطولة الأمم الآسيوية التي تقام في التوقيت نفسه، شاهدنا قوة اللاعب الأفريقي، والانضباط التكتيكي والمهارة والموهبة التي يمتلكها اللاعب الأفريقي، عفوا (كرة القدم الآسيوية) لم تكن مقنعة في المتعة وبجماليات كرة القدم الأفريقية التي كانت مقنعة وممتعة إلى حد كبير.
هل تتفقون معي أن كرة القدم الأفريقية أقوى وأجمل بكثير من كرة القدم الآسيوية.