اخبار السعودية

على بن هشبول لـ «عكاظ»: الشاعر بلا بصمة خاصة يصبح ظلاً لغيره أخبار السعودية

بدايتي كانت هادئة كأنها تطرق الباب على استحياء

أول مرة أمسكت فيها الميكروفون كانت في المدرسة

الثنائية في الشعر اتحاد فكري وروحي بين شاعرين

الحفلة التي جمعتني بالراحل مسفر بن حواش علامة فارقة

علي بن عبدالله بن هشبول المنتشري، كما يقول عن نفسه: «أنا ابن قرية غرست في نفسي قيم الصبر والفخر والشموخ، أخذت عن والدي، الذي كان مولعاً بشعر العرضة، حب الصفوف، ورهبة الميدان، واحترام الكلمة». ويعمل معلماً وأكاديميّاً يحمل مؤهل الماجستير في الإرشاد النفسي، من مواليد محافظة العرضيات، وخلف هذه التعريفات الرسمية شاعر يجيد قراءة المواقف، ويترجمها في قصائد تلامس ذائقة جماهير العرضة.

أتعلم من الناس ومن صمتهم

• متى شعرت أن داخلك شاعر؟

•• ذلك لم يكن اكتشافاً مفاجئاً، بل كان تراكماً لنبضات صغيرة؛ صفوف تهتز على وقع الطبول، أصوات الشعراء وهي تتناوب بين الصخب والهدوء، واستعراض الرجال في الصف بكل شموخ وفخر. من مراحل العمر الأولي وأنا أشعر بأن شيئاً في داخلي ينحاز إلى هذا الإيقاع، وإلى هذا الفلكلور الذي يختصر هوية المكان والزمان.

• متى كانت انطلاقتك في شعر العرضة؟

•• لم تكن البداية صاخبة، بل كانت هادئة كأنها تطرق الباب على استحياء. أول مرة أمسكت فيها الميكروفون كانت على المسرح المدرسي، ولم أكن أتصور أن تلك اللحظة ستصبح نواة لرحلة طويلة. ثم جاء دعم القبيلة مشايخَ وأفراداً، وكلمات التشجيع من الشعراء الكبار، فكبرت التجربة، وبدأ اسمي يتردد في الميادين. ومع كل حضور كنت أتعلم؛ ليس فقط من الشعر، بل من الناس، ومن نظراتهم، ومن ردودهم، ومن صمتهم أيضاً.

لستُ ضد مشاركة الضيوف

• كيف ترى ساحة العرضة؟ وهل تشهد صراعات؟

•• هي ميدان للفرح والاعتزاز، لكنها مثل أي ميدان لا تخلو من منافسة وحساسية. والصراعات الشعرية ليست أمراً جديداً، فهي امتداد لإرث قديم منذ عصر صدر الإسلام، إذ كان الشعراء يتبارون في الفخر والهجاء، وتجلّت في أبهى صورها مع شعراء النقائض. اليوم البقاء في الساحة ليس فقط لمن يمتلك أجمل القصائد، بل لمن يحسن قراءة المواقف، ويفهم الناس قبل أن يخاطبهم.

• في العرضيات، لا يبدو للشعراء المحليين سيطرة كما في مناطق أخرى، لماذا؟

•• المسألة ليست فقدان موهبة، بل فقدان التوافق. أحياناً نفتقد أن نكون على قلب واحد، فنترك المجال لغيرنا ليأخذ مكاننا. والشعراء لهم دور كبير في التقليل من حيوية الميدان بابتعادهم عن الحوار والنقاش الشعري الجاد ولا بد من تفعيل هذا الدور حتى يكون لنا حضورنا الذي يعوض استقطاب شعراء من خارج المنطقة. لست ضد مشاركة الضيوف، لكنني أرفض أن يكون ذلك على حساب شعراء العرضيات. الأمر يحتاج إلى وعي جماعي من الشعراء ومن المشايخ والقبائل، حتى تستعيد الساحة بريقها المحلي دون أن تنغلق على نفسها.

ابحث عن صوتك الذي لا يشبهه أحد

• هل شكّلتَ ثنائيات شعرية؟

•• الثنائية في الشعر هي اتحاد فكري وروحي بين شاعرين، إذا انسجم طرفاه منح الساحة لوناً جديداً. وقد كان لي تجارب ناجحة، أبرزها مع الشاعر الكبير رمضان المنتشري الذي رسم لي بخبرته خارطة الساحة الشعرية، وأيضاً الثنائية الأطول عمراً والأكثر تفاعلاً مع الجمهور التي لا تزال كانت مع الشاعر صويلح المنتشري، إذ قدمنا للميدان حضوراً مختلفاً يجد فيه الجمهور المتعة والتجديد.

• هل تأثرت بشاعر بعينه؟

•• أحب الاستماع للعديد من الشعراء، لكنني أؤمن أن الشاعر إن فقد بصمته الخاصة صار ظلاً لغيره. التأثر مرحلة طبيعية، لكن الهدف أن تجد صوتك الذي لا يشبه أحد.

• حفلة لا تنساها..

•• كثيرة هي الحفلات التي تركت أثراً في الذاكرة، لكن تبقى إحدى الحفلات التي جمعتني بالشاعر الراحل مسفر بن حواش رحمه الله علامة فارقة. كانت اختباراً صعباً، شعرت حينها أن شدته معي محاولة لإقصائي، لكنني مع مرور الوقت أدركت أنها كانت محاولة لصقلي، وهذا ما يفعله الكبار حين يرون فيك ما لا تراه في نفسك.

أخبار ذات صلة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى