اخبار السعودية

قطة في المقصورة أخبار السعودية

موضوع وجود قطة أو كلب صغير على متن الطائرة ليس جديداً، لكنّه يفتح نقاشاً حول حدود الخصوصية وحقوق الركاب، بين مؤيد يعتبرها رفقة مشروعة، ومعترض يرى فيها تعدّياً غير مريح.

هذا الأسبوع؛ أثار منشور على منصة «X» الجدل بعدما كتبت صاحبته أنها أحضرت قطتها معها وأرفقت صورة القطة وهي تجلس في حضنها داخل الطائرة.

ردود الأفعال انقسمت بين مؤيد ومعارض، ولكل طرف وجهة نظر تستحق التقدير، البعض رأى في الأمر لمسة إنسانية تعبّر عن تطوّر «تجربة السفر» ومرونتها في احتواء التفاصيل الشخصية للمسافرين، بينما عبّر آخرون عن انزعاجهم، لا سيما من يعانون من الحساسية تجاه الحيوانات أو من يشعرون بعدم ارتياح لوجودها لأسباب تتعلق بالرائحة أو الخوف أو غيرها.

التشريعات الدولية منحت شركات الطيران حرية وضع «سياساتها الخاصة» بشأن نقل الحيوانات الأليفة داخل كابينة الركاب، لا يوجد قانون يُلزم أو يمنع، فالأمر متروك لتقدير كل شركة.

على سبيل المثال؛ تمنع شركات كالقطرية وطيران الإمارات والخطوط البريطانية اصطحاب الحيوانات داخل المقصورة، بينما تسمح شركات أخرى كطيران الاتحاد والخطوط التركية والسعودية والمصرية بنقلها وفق ضوابط محددة تشمل الوزن، وحجم القفص، وضرورة إبقاء الحيوان داخله طوال الرحلة، إضافة إلى توفر الشهادات الصحية والتصاريح اللازمة.

المؤيدون لهذا التوجه اعتبروا أن من حق المسافر اصطحاب حيوانه الأليف طالما أن الأنظمة تسمح، أما المعارضون فحذّروا من المضايقات المحتملة، خاصة في ظل غياب آلية واضحة تُتيح للمسافر اختيار مقعد بعيد عن الحيوانات أو معرفة ذلك مسبقاً.

هنا يبرز تساؤل؛ هل يحق للمسافر الذي يعاني من حساسية أو لا يشعر بالراحة أن يُبلَّغ بوجود حيوان أليف بجواره قبل الرحلة؟

وماذا لو دفع مبلغاً إضافياً لحجز مقعد مميز ثم فوجئ أثناء الرحلة بأن الجار في المقعد المجاور يصطحب قطة والطائرة ممتلئة بحيث لا تتوفر مقاعد بديلة؟

رغم بساطة هذا السيناريو، إلا أنه يطرح مسألة أعمق تتعلّق بالتوازن بين خصوصية كل راكب وحقوق من حوله.

شركات الطيران وضعت شروطاً صارمة للمقاعد القريبة من مخارج الطوارئ أو المقاعد المريحة؛ فلا يُسمح بالحجز فيها لمن يحمل طفلاً أو يعاني من إعاقة، ربما حان الوقت لتُدرج الحيوانات ضمن هذه السياسات، بما يضمن حق «الراكب الرافض» في معرفة موقع الحيوانات مسبقاً أو تغيير مقعده عند الحجز، لا سيما في الرحلات الطويلة أو المزدحمة.

مع تنوّع أنماط السفر وتعقيدات الحياة الحديثة، بات من المعتاد أن تشهد الرحلات الجوية حالات غير تقليدية، كاصطحاب كلب مرافق لرجل كفيف، أو طلب نقل حيوانات غير أليفة مثل الزواحف، وبعض الخطوط الجوية خاصةً في الخليج تسمح بنقل الصقور داخل المقصورة ضمن ترتيبات خاصة.

كل هذه الحالات تؤكد الحاجة إلى مقاربة مرنة وعادلة، تُراعي التنوع الإنساني دون أن تُخلّ بحقوق أحد، فالسفر لم يعد مجرد انتقال بين نقطتين، إنما تجربة مشتركة تحتاج إلى تنظيم يحفظ الخصوصية، ويمنح الراحة.

أخبار ذات صلة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى