قمة حصار إسرائيل أخبار السعودية
والحقيقة، أن كلمات كل القادة الحاضرين كانت على ذلك المنوال، غضبٌ شديد مما يحدث في غزة، وإصرار على كسر الحصار المفروض عليها، وتسمية إسرائيل باسمها الحقيقي «سلطة احتلال»، والتشديد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية. ولم يكن المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية السعودي وأمين عام الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أقل صرامةً من كلمات القادة، فقد قال الوزير السعودي، عندما سُئل عن مستقبل السلام: «أي مستقبل نتحدث عنه وغزة تُدمر، يجب وقف الحرب فوراً». لقد كان بيان القمة يمثل أعلى درجات ما يمكن أن تقوم به الدبلوماسية، من حيث تشكيل لجنة فاعلة للتحرك دولياً وبشكل عاجل، ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية استكمال التحقيق ضد الجرائم التي تنتهكها إسرائيل، وإنشاء وحدتي رصد إعلامية لتوثيق الجرائم، وقبل ذلك كله المطالبة بالوقف الفوري للحرب البربرية على غزة.
لقد غيرت إسرائيل معادلة السلام بين عشية وضحاها بوحشيتها وغرورها، وحشدت ضدها مليارات البشر، حتى في الدول الغربية التي تقف حكوماتها مع إسرائيل. الحاجز النفسي مع إسرائيل أصبح عالياً بعد هذه الحرب الغاشمة، وبدأت دول العالم العربي والإسلامي تلوّح بأوراقها القوية أمام المجتمع الدولي؛ كي يتوقف عن الانحياز لإسرائيل وينخرط في عملية جادة لاستعادة الحق الفلسطيني.