اخبار السعودية

«كتابات المعتقلين» تفضح فظائع سجون الأسد أخبار السعودية

فضحت الكتابات والرسوم التي حفرها السجناء السوريون المعذبون على جدران المعتقلات؛ تعبيراً عن معاناتهم، بشاعة وفظائع سجون نظام بشار الأسد التي باتت مرادفة للوحشية منذ عام 2011، بحسب ما أوردت مجلة (نيوزويك) في تقرير لها.

وأفادت المجلة الأمريكية بأن هذه الكتابات والرسومات اليدوية؛ التي اكتشفت بعد الإطاحة بالنظام في 8 ديسمبر الماضي، تعطي لمحة عن عشرات الآلاف من المعتقلين الذين اختفوا في شبكة من مراكز الاحتجاز، واجهوا فيها التعذيب والاكتظاظ والإعدام الجماعي، وتحملوا معاناة لا يمكن تصورها.

واعتبرت الرسائل المنحوتة على جدران الزنازين جزءاً من البقايا الملموسة للحياة التي فُقدت هناك أو تركت ندوباً لا تمحى، وهي تضفي طابعاً إنسانياً على الضحايا وتحافظ على شظايا من تاريخ غالباً ما يكتنفه الصمت.

ووفق المجلة، فإن طبقات الكتابة على الجدران أفصحت عن أجيال من المعاناة، وذلك بوجود نصوص قديمة تكاد تخفيها نصوص أحدث، وتعكس بعض النقوش الشوق تارة واليأس تارة أخرى، إذ كتب أحد السجناء «أفتقدك»، في رسالة حب إلى متلقٍ مجهول، وترك آخر وراءه رسالة بتاريخ الأول من يناير 2024 تقول «لا تحزني يا أمي، هذا هو مصيري».

فيما حددت رسومات الوقت بدقة، ورسمت تقاويم مليئة بصفوف من النقاط ومعالم مثل «مرّ عام»، وتكررت على جدران الحوائط أدعية مثل «يا رب أنزل الراحة» و«الصبر جميل، والله هو الذي نستعين به». ولفتت المجلة إلى أن الرسومات، ورغم الأهوال، حملت روح الدعابة السوداء، فالوجوه الكرتونية، أو منظر طبيعي متخيل للتلال والذئاب، تقدم لمحات عن محاولات السجناء للهروب تخيّلاً من واقعهم القاتم.

وتحدث التقرير عن مركز الاحتجاز فرع فلسطين في دمشق، واصفا إياه بأنه «سيئ السمعة»، ويعد شاهداً على القسوة التي عانى منها المعتقلون، فقد عاشوا في زنازين بلا نوافذ، وشاهدوا وفاة زملائهم، ومعظمهم توقعوا الموت فيما كتبوا، وباتت رسائلهم اليوم شاهدة على صمودهم وإنسانيتهم في ظل القمع الممنهج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى