«كرت أحمر»
كثيراً ما نشاهد في ملاعب كرة القدم «العنف المتعمد» من بعض اللاعبين، إذ يتعمدون الخشونة حتى لا يتجاوز لاعب الفريق الآخر نطاق مساحته.
ويظل السؤال: ما الدوافع التي تجعل بعض اللاعبين يستخدمون أسلوب العنف والخشونة وينالون بموجبه «الكرت الأحمر».
تقول الأخصائية الاجتماعية غيداء عبدالرزاق لـ«عكاظ»: العنف في الرياضة، وخصوصاً في كرة القدم، يمكن أن تكون له أسباب نفسية واجتماعية متعددة، فاللاعبون قد يتعمدون العنف لأسباب عدة منها:
الحماس الزائد والرغبة في الفوز: فبعض اللاعبين يكون لديهم حماس شديد للفوز، بحيث يمكن أن يتحول إلى عنف ضد الخصم.
الضغط النفسي: فالضغوط النفسية والتوقعات الكبيرة من الجمهور والإدارة قد تؤدي إلى تصرفات عدوانية.
الانتقام أو الرد على الاستفزاز: قد يكون العنف رد فعل لاستفزاز من لاعبي الفريق الخصم.
الرغبة في الهيمنة: فبعض اللاعبين يستخدمون العنف كوسيلة لفرض السيطرة على الخصم وإظهار القوة.
وتضيف غيداء: عندما يتعرض اللاعب للطرد والكرت الأحمر ولا يبدو أن ذلك يهمه، قد يكون ذلك بسبب الثقة الزائدة أو الغرور؛ أي الاعتقاد بأنهم أكبر من أن يتأثروا بالعقوبات، والتقليل من شأن العواقب، إذ قد يعتقد بعض اللاعبين أن العواقب لن تكون شديدة أو أنهم قادرون على التعامل معها، وأيضاً الدفاع عن النفس، ففي بعض الحالات قد يشعر اللاعبون أنهم يدافعون عن أنفسهم أو عن زملائهم، وأيضاً هناك العقلية القتالية، فبعض اللاعبين لديهم عقلية تنافسية شديدة، بحيث يرون أي تجاوز من الخصم تحدياً يجب الرد عليه بقوة.
وتابعت غيداء أنه من المهم للهيئات الرياضية والمدربين أن يعملوا على تثقيف اللاعبين حول اللعب النظيف وإدارة العواطف بطريقة صحية لتقليل العنف في الرياضة، فالسلوك العدواني الذي يقوم به بعض اللاعبين قد يكون في بعض الأحيان محاولة لكسب رضا الجماهير التي تقدر القوة والحماس، لكن هذا لا يبرر العنف وغالباً ما يكون مرفوضاً من قبل الجماهير التي تفضل اللعب النظيف والمهارة، كما أن العقوبة بالكرت الأحمر والإيقاف لبعض المباريات يمكن أن تكون رادعة للاعبين، لكن فعاليتها تعتمد على مدى تقدير اللاعب للعواقب والتزامه بالقواعد، ففي بعض الأحيان قد تحتاج الهيئات الرياضية لتطبيق عقوبات أشد لضمان الردع.
وتنصح غيداء اللاعبين الذين يمارسون العنف بضرورة التركيز على اللعب النظيف واحترام الخصوم، وتطوير مهارات التحكم في النفس وإدارة الغضب، والاستفادة من التدريب النفسي لتحسين السلوك داخل الملعب، وتقدير العواقب المهنية والشخصية للسلوك العدواني، والعمل مع مدرب الفريق ومستشارين لتحسين الأداء بطرق بناءة، وفهم أن العنف يمكن أن يؤثر سلباً على سمعة اللاعب ويقلل من فرصه في تحقيق النجاح على المدى الطويل.