كشف الحساب السعودي من أجل فلسطين… والحقيقة أخبار السعودية
لكن هل هناك من يسمع في منطقتنا المهووسة بالتضليل الإعلامي، والشعارات الشعبوية؟ بدلاً من ذلك تعمّدت السردية اليسارية العربية ترويج ترجمات مغلوطة للكتاب؛ بهدف تشويه سمعة الموقف السعودي، وقيادته.
كان الموقف السعودي، وممثله ولي العهد الشاب، محور حديث معظم الإعلام الأمريكي حين اتهم إسرائيل بأنها تقوم بعملية إبادة جماعية في غزة. كان موقفاً واضحاً وصريحاً من زعيم مهم، في منطقة مهمة. لكن طفولة اليسار العربي تحاول دوماً إقصاء المواقف السعودية، في معركة ليست وليدة اليوم، بل منذ عقود وعقود.
أكثر موقف تعرّض للتشويه المتعمد هو الموقف السعودي من القضية الفلسطينية، رغم الجهود المبذولة علناً، وسراً، والهدف منح الفلسطينيين مستقبلاً يليق بهم بعد سنوات الظلم، والظلام. لقد استهلك المغامرون العرب هذه القضية مراراً وتكراراً، غير عابئين بشعب يستحق الحياة، وبعض الأمل. وبسبب ذلك لم يعد لدينا فلسطين واحدة، بل في كل ركن عربي توجد فلسطين جديدة، وأزمات جديدة، ومنطقة لا تتعافى من جراحها حتى تمرض من جديد. هذا التاريخ العربي مفجع، ففي كل عام أندلس جديدة، وغروب جديد.
لقد سخّر السعوديون نفوذهم الدولي من أجل قضايا المنطقة، والدور السعودي في مناصرة القضايا الإسلامية والعربية مشهود منذ عقود. كان السفير السعودي الأشهر في أمريكا، وعميد سلكها الدبلوماسي، الأمير بندر بن سلطان، يعمل للقضية الفلسطينية معظم وقته. وتكاد أن تكون الخلاف الوحيد مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة. بسببها كادت العلاقات مع القوة العظمى تنتهي مرات عدة.
ورغم أن القوميين العرب كانوا يهللون لكل موقف مناوئ للقوى غير العربية، فإن عدم تأييدهم للدور السعودي في مواجهة المشاريع الخارجية في المنطقة كان دليلاً جديداً على أن الهدف هو السعودية، وليس مواقفها أبداً. هذا قدر الدول الكبرى، أعداء هم مزيج من الجهّال والحسّاد.
قطار السلام سوف يتحرك قريباً بشكل قوي، وسيصبغ المنطقة بلونه الأبيض، فهو تعبير عن إرادة دولية، ورغبة إقليمية، في أن المنطقة تعود إلى سابق عهدها، كمحطة استقرار في عالم غير مستقر، وعلى الفلسطينيين عدم النزول من هذا القطار، كما فعلوا في، وفي، وفي، وفي عشرات العواصم الدولية.
هنالك من يود إغراق الفلسطينيين أكثر وأكثر في محيط الظلام من أجل مصالح حزبية ضيقة، وعلى الضفة الأخرى هنالك فجر جديد يرغب برؤية منطقة جديدة، تكون «أوروبا الجديدة» في الشرق، وتمنح شبان المنطقة أحلامهم التي لم يستطيعوا تحقيقها قبل عقود.
وبين الضفتين صراع عربي متجدد بين الظلمات والنور!