مأساة نهر سوات.. 15 طفلاً بين 32 ضحية فيضانات شمال غرب باكستان أخبار السعودية

أعلنت السلطات الباكستانية اليوم (السبت) مصرع 32 شخصا، من بينهم 15 طفلا، جراء فيضانات مفاجئة اجتاحت إقليم خيبر بختونخوا في شمال غرب باكستان، بسبب أمطار غزيرة بدأت الأربعاء الماضي، وتسببت في انهيار أبنية وسيول جارفة، ما أدى إلى تدمير منازل وإغلاق طرق رئيسية، وتعطيل الحياة اليومية في المنطقة.
وأفادت هيئة إدارة الكوارث في خيبر بختونخوا بأن 9 أفراد من عائلة واحدة لقوا مصرعهم الجمعة عندما جرفت مياه نهر سوات مجموعة من السياح كانوا يتنزهون على ضفافه، بينما لا يزال 4 أفراد في عداد المفقودين.
وأوضح مدير الهيئة المحلية شهزاد مهبوب أن الأطفال كانوا يلعبون بالقرب من النهر عندما فاجأتهم السيول، وحاول أقاربهم إنقاذهم لكنهم جرفوا مع التيار، وقد تمكنت فرق الإنقاذ، التي تضم نحو 100 فرد، من إنقاذ 58 شخصا حتى الآن، وفقاً للمتحدث باسم الخدمة الطارئة شاه فهد.
وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن «حزنه العميق» للخسائر البشرية، ووجه السلطات بتكثيف إجراءات السلامة بالقرب من الأنهار والجداول، محذراً من استمرار الأمطار خلال الأسبوع.
وأشارت توقعات الأرصاد الجوية إلى استمرار هطول الأمطار مع اقتراب موسم الرياح الموسمية السنوية، التي تمتد عادة من يوليو إلى سبتمبر، لكنها قد تكون أقل شدة مقارنة بفيضانات 2022 التي أودت بحياة 1739 شخصا.
وتعد الفيضانات من الكوارث الطبيعية المتكررة في باكستان، خصوصاً في المناطق الجبلية الشمالية الغربية مثل خيبر بختونخوا، بسبب تضاريسها الوعرة وذوبان الأنهار الجليدية، التي تفاقمت بفعل تغير المناخ. ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة «سيف ذا تشيلدرن» في سبتمبر 2024 لقي أكثر من 150 طفلاً حتفهم جراء الفيضانات في باكستان منذ يوليو 2024، ما يمثل أكثر من نصف الوفيات الكلية.
وشهدت باكستان فيضانات كارثية في 2022، وصفت بأنها الأسوأ في تاريخ البلاد، حيث تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة وذوبان الأنهار الجليدية بعد موجة حر شديدة في مقتل 1739 شخصا، بينهم 647 طفلا، وإصابة 12,867 آخرين، مع تدمير 426,897 منزلا وإتلاف 1230 كيلومترا مربعا من المحاصيل، وأدت هذه الفيضانات إلى نزوح أكثر من 2.1 مليون شخص وتدمير نصف مليون رأس من الماشية، ما تسبب في أضرار اقتصادية تقدر بنحو 40 مليار دولار.
وتشير التقارير إلى أن تغير المناخ يفاقم شدة هذه الفيضانات، حيث أدى ارتفاع درجات حرارة المحيط الهندي بمقدار درجة مئوية إلى زيادة هطول الأمطار الموسمية، كما ساهمت موجات الحر في مايو ويونيو 2022 في ذوبان الأنهار الجليدية في إقليم جيلجيتبلتستان، ما زاد من حدة السيول. ويُصنف البنك الدولي باكستان كواحدة من أكثر الدول عرضة لتغير المناخ، رغم مساهمتها بأقل من 1% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية.
وأعلنت هيئة إدارة الكوارث الوطنية (NDMA) أن الفيضانات الأخيرة ألحقت أضراراً بـ1370 منزلا في خيبر بختونخوا، مع توقعات بمزيد من الأمطار في الأيام المقبلة، وتستمر جهود الإنقاذ بمشاركة الجيش الباكستاني ومنظمات دولية مثل «سيف ذا تشيلدرن»، التي قدمت المساعدة لأكثر من 1.1 مليون شخص، بينهم 568 ألف طفل، منذ فيضانات 2022.
أخبار ذات صلة