مثلث الفن المفقود.. 3 رجال يغادرون الساحة للأبد أخبار السعودية

يعبر الفن عن الأفكار والمشاعر والقيم بوسائل مختلفة مثل الأدب والمسرح والموسيقى، وها نحن في أسبوع نتلقى أخبارا تنعى فقد ثلاثة رجال من رجال الفن العريق الذين رحلوا بلا مقدمات وبلا وداع، ولكن تركوا وراءهم إرثا فنيا وثقافيا عظيما، سُجل في ذاكرتنا منذ الصغر وكبرنا عليه، ولا يسعنا إلا أن نعبر عن فنهم بفن مثله، فها هو فنان العرب يصدح بآهات تبكي القلوب نعيا للملحن والموسيقار ناصر الصالح مرددا (آه آه لو تدري «يا ناصر» كيف أيامي بدونك) وتخنقه العبرات وتنحدر دمعة فراق، فالذكريات تطوف بتلك الأمكان التي شهدت جلوسهما معا وهما يلحنان أغنية «الأماكن» كلها مشتاقة لك.
فكل الأماكن وساكنيها تشتاقه اليوم، فقد كان الصالح رحمه الله من الملحنين الكبار في الوسط الفني ولحن للعديد من فناني العرب ومنهم ماجد المهندس وراشد الماجد وأحلام وصابر الرباعي.. وبنفس اليوم 2025/1/31 يفجعنا الفنان القدير محمد الطويان برحيله ليصبح الفقد أكبر، فقد غادر الدنيا وأحزننا هذا الرجل العجيب، ولكن فنه باق ومحفور بالذاكرة، وملأ الشاشة السعودية والعربية بفنه الأصيل فساعة يبكينا وساعات يضحكنا، وقد أشعل خشبة المسرح السعودي بإبداعه الفريد وهو من أول مؤسسي التمثيل والعرض المسرحي السعودي، رحمك الله يا عملاق الشاشة السعودية.
وبنفس الأسبوع يصلنا خبر نعي الأستاذ الدكتور هاجد الحربي رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود وانتقاله إلى رحمة الله في وسط يملؤه الذهول، فقد كان منذ أسبوعين يرأس مؤتمر عام الإبل الذي أقيم بجامعة الملك سعود من تاريخ ١٤ يناير إلى ١٦ يناير من هذا العام.
وكان مزهوا بهذا الإنجاز والنجاح للمؤتمر، وقد لقيته في المؤتمر واستقبلني بكل حفاوة وترحيب وبابتسامة خلوقة وخلق دمث وكانت السعادة بادية عليه، واصطحبني للمعرض المصاحب وكان ينظر لكل ركن فيه بعين الناقد الفاحصة مردفا بأبيات شعرية فصيحة، وأخرى شعبية تحكي البداوة العريقة والعلاقة الجميلة بين البدوي وناقته، فتذكرت حينها أني أمام رجل بدوي المنشأ، فلا عجب. رحم الله الثلاثة الذين غابوا عن الساحة، وسيظل إرثهم الفني محفورا في ذاكرة الأجيال القادمة.
*كاتبة وناقدة مسرحية