اخبار السعودية

مفكر سياسي لـ«عكاظ»: الضربات الإسرائيلية على إيران خطوة ثالثة في مخطط نتنياهو أخبار السعودية

في تعليق على الضربات الإسرائيلية الواسعة النطاق التي استهدفت إيران، فجر (الجمعة)، رأى المُفكر وأستاذ العلوم السياسية المصري الدكتور أحمد يوسف أحمد، أن هذه العملية تمثل الخطوة الثالثة في مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة تشكيل التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل.

سيناريو حزب الله

وأشار في تصريحات خاصة لـ«عكاظ» إلى أن هذه الضربات تكاد تكون تكرارًا لسيناريو سبتمبر 2024 ضد حزب الله ولبنان، بداية من تفجير أجهزة البيجر، ثم الاغتيالات، ثم الضربة القاسمة، وصولاً إلى إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر من العام نفسه.

وأضاف الدكتور أحمد يوسف أحمد في تصريحاته: «أرى أن ما حدث اليوم هو الخطوة الثالثة لتنفيذ مخطط نتنياهو من أجل شرق أوسط «إسرائيلي» جديد.

تقويض قدرة إيران

وأعرب عن دهشته من دقة وشمولية الضربات، قائلاً: «لا أنكر أنني فوجئت بالاتقان الذي تمت به الضربة والشمول الذي تمت به ولدي شك كبير في أن هذه الضربة لم تطل فقط بعض الأهداف الأساسية في إيران ولم تقم باغتيال القيادات العسكرية الرئيسية في إيران تماماً كما حدث مع حزب الله، وأضافت بهذا اغتيال عدد يعتد به من العلماء، ولكن يبدو لي أن هناك احتمالاً قوياً في أنها أثرت على قدرة إيران.

وأضاف أن الضربات، التي استهدفت منشآت نووية رئيسية مثل نطنز ومواقع عسكرية في طهران وتبريز وقم، ربما شملت منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، مما قد يعيق قدرة إيران على الرد بشكل فعال.

وتابع: «إذا استمرت الأمور على ما بدت عليه منذ الوهلة الأولى وما يبدو من أن الضربات استمرت بعد ذلك وقد تستمر، فإننا قد نكون أمام خطوة جديدة كبيرة لإعادة رسم التوازن في الشرق الأوسط».

تفاصيل الضربات الإسرائيلية لإيران

وفقاً لتقارير إعلامية، شنت إسرائيل، فجر الجمعة، هجمات جوية واسعة النطاق على إيران، استهدفت منشآت نووية، مواقع عسكرية، ومنازل قادة بارزين.

وشاركت في العملية أكثر من 200 طائرة إسرائيلية أسقطت حوالى 330 قذيفة على 100 هدف، بمساعدة الموساد الذي نفذ مهمات تخريب سرية ضد أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.

وأدت الضربات إلى مقتل قادة عسكريين بارزين، بمن فيهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، بالإضافة إلى ستة علماء نوويين، منهم فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانتشي.

كما أفادت وكالة فارس الإيرانية بمقتل 78 شخصاً وإصابة أكثر من 320 آخرين، مع تسجيل أضرار في مبانٍ سكنية ومناطق مدنية.

تحولات إقليمية

وواصل أستاذ العلوم السياسية المصري، حديثه لـ«عكاظ»، مشيراً إلى أن هذه الضربات تأتي في سياق تحولات إقليمية كبيرة بدأت مع عملية «طوفان الأقصى» في أكتوبر 2023، حيث بدا التوازن الإقليمي مختلاً لصالح إيران وحلفائها في البداية، قبل أن تتحول الأمور بشكل جذري لصالح إسرائيل منذ سبتمبر 2024.

وقال: «نحن نعلم أن في العام الأول لطوفان الأقصى بدا وكأن التوازن اختل ضد إسرائيل لصالح إيران والمقاومة ثم تغيرت الأمور بشكل جذري اعتباراً من سبتمبر 2024 ثم نوفمبر ثم ديسمبر بإسقاط نظام بشار الأسد، وهذه خطوة ثالثة مهمة في الخطة الإسرائيلية لإعادة تشكيل التوازن في الشرق الأوسط».

الدور الأمريكي

وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، أكد الدكتور أحمد يوسف أحمد، أنه لا صحة لوجود خلافات جوهرية بين إسرائيل والولايات المتحدة، معتبراً أن أي اختلافات علنية ليست إلا «ظواهر وسفاسف».

وأكد: «كل ما كان يقال عن اختلافات إسرائيلية أمريكية إما أنه يتعلق بظواهر الأمور وسفاسفها كما يقال، لكن هناك تنسيق على أعلى مستوى، والحقيقة أن الضربة الأخيرة يبدو فيها التنسيق الإسرائيلي الأمريكي في أعلى مستوى».

وتابع: «أظهرت اللحظات الأخيرة قبل الضربة أن الولايات المتحدة الأمريكية تسحب أطقم السفارات في بعض دول العالم، وكذا نصح ترمب لنتنياهو بعدم ضرب إيران ثم يتضح بعد ذلك أن كل هذا بعلم الولايات المتحدة الأمريكية وبالتأكيد بمباركتها، وهذا درس مهم للغاية في فهم طبيعة التحالف الأمريكي الإسرائيلي».

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها لم تشارك مباشرة في الضربات، لكن وزير الخارجية ماركو روبيو أكد أن الأولوية الأمريكية هي حماية قواتها في المنطقة.

في المقابل، اعتبرت إيران أن الهجوم لا يمكن أن يتم دون تنسيق وموافقة أمريكية، محملة واشنطن مسؤولية العواقب.

وتأتي هذه الضربات في وقت كانت تجري فيه مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، بوساطة عُمان، للتوصل إلى اتفاق نووي جديد بعد تعليق الرئيس دونالد ترمب مشاركة بلاده في الاتفاق النووي السابق.

المجال الجوي

وأدت الضربات الإسرائيلية إلى إغلاق المجال الجوي في إيران والعراق والأردن، وتعليق الرحلات الجوية في مطار طهران الدولي، كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أقصى درجات ضبط النفس لتجنب التصعيد الإقليمي.

أخبار ذات صلة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى