نُزهة العقول.. اصطياد تجربة.. إضفاء بصمة أخبار السعودية
تسقط على أرواحنا بغزارة كمطر منهمر
الثروة المعرفية
تُهدر بنسخ كل تجربة أخرجها غيره
اختصار المسافات
بث لروح التحدي والإقبال على الحياة
المعرفة التراكمية
توفير الجهد في توليد معارف السابقين
تجارب الآخرين بين التأمل والبصمة:
قيل: «تقاس قيمة الشيء بمقدار الفائدة التي تعود عليك منه، وبمدى الخبرة التي يهبك إياها»، قاله الفيلسوف الأمريكي «هنري ثورو».. وأقول: الأنفع ألا نكتفي بتجارب الآخرين بمفردها، فالاعتماد عليها يحرمنا من إبداعات أفكارنا، وتجارب الناس ليست قواعد حياتية ثابتة لنا.. إذن؛ كيف تتكامل تجاربنا بالجمع بين إعمال عقولنا والاستفادة من خبرات الناس؟، وهل من الحكمة ألا نستفيد من تجارب الآخرين؟.
•• •• ••
حين تسقط خبرات الآخرين على أرواحنا بغزارة مثل مطر منهمر؛ فإننا نصادق فائدة تجاربهم، فلا نجعل لتكلس أفكارنا سطوة علينا.. ولمَّا نمتلك معرفة تراكمية وفيضاً هائلاً من المعلومات؛ نبدأ من حيث انتهى الآخرون، بتوفير جهدنا في توليد معارف من سبقنا.. أما عندما نمارس تجارب لا معنى لها، ونَفِرُّ من خبرات حياتية واقعية كمن يهرب من ظله؛ لن نسترد أرواحنا الضائعة.
•• •• ••
بين تلهُّف لتنمية الذات وتطويرها، وتلمُّس براعة فكر ومعارفه، وتكهّن بما عليه المستقبل؛ استشرافٌ لمظاهر الحياة، وتأملٌ لنجاحات الآخرين وإخفاقاتهم.. ومن يرد اصطياد ما يفيده من تجارب الناس ويطبِّقها؛ فلا يهدر ثروته العملية والمعرفية وخبراته الحياتية بنسخ كل تجربة لغيره.. أما من يرد الاستفادة من تلك التجارب؛ فليرفد نفسه بالتجارب الناجحة ويلفظ الفاشلة، فليست كل ممارسة تناسب مستواه المعرفي والثقافي.
•• •• ••
في تلك التجارب الثرية الجديرة بالتأمل؛ أفكار نَضِرَة مُورِقة تحيط بالعقول المفتوحة المُبتكِرة المُتجددة، كطيور بيضاء تنقش السماء المفتوحة الواسعة.. ومن يضفي على بصمات الآخرين بعضاً من ذاته ثم يصيغها وفق حاجته؛ يتعلَّم الشوق إلى الإنجاز بمشاعر من الحنين إليها.. إنه مفهوم اختصار المسافات التي لا تنفد، وبث روح التحدي والإقبال على حياة تفتح شهية تائق منساب كجدول ماء رقراق.
•• •• ••
وعند كلام «الخليفة المأمون»، حين سئل عن ألذ الأشياء فقال: «التنزه في عقول الناس»؛ دعوة لقراءة عقول الآخرين بمطالعة مؤلفاتهم.. وأولئك المثابرون الناجحون المتعلمون من أخطائهم؛ دفعوا فاتورة باهظة من أموالهم ومشاعرهم لتحقيق أهدافهم فخرجوا برتبة «إنسان قويم فعَّال مُنتج».. فإذا نسينا أهدافنا الحقيقية في الحياة؛ سنظل نركض ونستهلك طاقتنا فيسبقنا الآخرون، والرابح من يحرك الماء في حياة تكلست أمامه.