«هيئة الأدب» ترشحُ 333 مشاركاً لـ 111 فعالية في 2025 أخبار السعودية

علمت «عكاظ» أن هيئة الأدب والنشر والترجمة رشّحت 333 للمشاركة في 111 فعالية عدة حول العالم طيلة عام 2025؛ منها معارض كتب دولية، ومناسبات ثقافية. ولفت انتباه مراقبين للمشهد الثقافي التمكين اللافت للأديبات والكاتبات السعوديات، ليسجلن حضورهن النوعي في ذاكرة الأشقاء والأصدقاء، بما هنّ عليه من كفاءة علميّة ونقديّة وإبداعية.
وتنوعت المشاركات بين ندوات وأمسيات وحوارات، فيما شارك متحدثون بأوراق عمل نوعيّة كان لها الأثر الإيجابي على المتلقين والمنظمين الذين تعاطوا معها وتفاعلوا بترحاب أكبر.
ونجحت «هيئة الأدب» في تنويع موضوعات وعناوين المشاركات التي شملت الحرف اليدوية، والمنسوجات، والأطعمة، والأزياء، والموسيقى، إضافة إلى الأدب والنقد والمسرح والرواية والسينما والقصة والقصيدة، وفيما كان هناك مشاركون في أجنحة المملكة بترشيح «هيئة الأدب» كان هناك مدعوون بصفة خاصة من الجهات المُنظِّمة. وهنا استعراض لأبرز ما تضمنته أوراق عمل بعض المشاركين.
عدّت الناقدة الأكاديمية الدكتورة أمل التميمي المسرح التجريبي أداةً للتعبير الفني من خلال عروض تحاول تجاوز التقليدية، وتستكشف قضايا اجتماعية وثقافية بأساليب مبتكرة خاصة بالمسرح السعودي؛ منها دمج الوسائط الحديثة والإخراج المشترك، موضحة أن المهرجانات المسرحية والجامعات السعودية أسهمت في تعزيز هذا الاتجاه، فيما دعمت الحكومة الأنشطة المسرحية التي تروّج لهذا النوع من الفنون التي لها بصمة سعودية خاصة. بذلك أصبح المسرح التجريبي جزءاً مهماً من المشهد الثقافي والفني السعودي، مؤكدة أن المسرح التجريبي من أبرز التيارات الفنية التي تتجاوز المألوف، ليس فقط من خلال كسر القواعد التقليدية للمسرح، بل أيضاً من خلال سعيه المستمر لابتكار لغات جديدة تعبر عن الواقع بطريقة مغايرة، وقدم رؤية جديدة في الفهم والتنفيذ للعرض المسرحي، ويتجاوز هذا النوع من المسرح حدود السرد الخطي ويستبدله بأشكال وأدوات جديدة، في محاولة للارتقاء بتجربة الجمهور إلى مستويات غير مسبوقة، ما عزز التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب في الجامعات، ويمكن أن يكون أداة لتعزيز مهارات التواصل والتحليل من خلال تقنيات الأداء والسينوغرافيا، تساعد على فهم القضايا المعقدة والمشاركة الفعّالة في العملية التعليمية، لافتة إلى أن الجمهور ليس مجرد متفرج، بل هو جزء لا يتجزأ من العرض، عبر العلاقة التفاعلية التي هي من السمات البارزة للمسرح التجريبي، إذ يتحول الجمهور إلى شريك في خلق المعنى وتفسير العرض، ما يُحدِث تأثيراً أكبر في فهم الرسالة الاجتماعية والفنية للعمل، ويغدو وسيلة تفاعلية وثقافية تنمّي الفكر النقدي وتوسع حدود الفهم.
أمل التميمي
في معرض مسقط.. المسرح التجريبي بين كسر القواعد وخلق لغات جديدة
رضا نصر الله في أبوظبي.. «نوبل» و«العويس» المعيارية والتسييس
قدم الخبير الثقافي محمد رضا نصرالله ورقة في معرض كتاب أبوظبي، تناولت مفهوم رأس المال الثقافي، مستحضراً جائزة العويس الثقافية في دبي، وأكد أن جائزة سلطان العويس الثقافية، انطلقت عبر اتحاد الكتّاب والأدباء في دولة الإمارات في 1978، بأمانتها العامة المستقلة وبمؤسستها الثقافية، ولفت إلى أنه وكما أوصى «ألفرد نوبل» قبل ذلك بقرن من الزمان بأن يكون النادي السويدي النرويجي منطلقاً لجائزته، مكرّساً الجزء الأكبر من ثروته لقيام «جائزة نوبل» التي غدت ملء السمع والبصر عالمياً، تفوّقت جائزة العربي الخليجي البدوي البحّار سلطان العويس، بمعيارها الأكاديمي الموضوعي في اختيار الفائزين دون «أدلجة» أو انحياز، خلاف ما اعتادت عليه «نوبل» التي لم يفُز بها أحد من العرب سوى الروائي المصري نجيب محفوظ الذي كان يستحقها. وعزا رفض بعض من فازوا بجائزة نوبل تسلُّمها إلى الأدلجة السياسية وخلفيتها «الديناميتية»، مستعيداً موقف الأديب الإيرلندي جورج برنارد شو في 1925، الذي حطّ من قدر الجائزة وسخر من سيرة نوبل، وكذلك الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، مؤكداً أن جائزة سلطان العويس منذ بدأت في 1990 وإلى يومنا هذا، تثبت موضوعيتها، وكأنها ردٌّ عربي ساطع ونموذج «قوة ناعمة» تقف بنزاهة أمام تخبُّط جائزة نوبل المنحازة، ومشيراً إلى أن من مؤشرات نزاهتها أنها مُنحت لأبرز المفكرين والأدباء والشعراء العرب، ممّن تبنّوا قضايا الأمة والإنسانية والحق والعدل والسلام. وتطلّع إلى فتح جائزة العويس باب الترشح للكُتّاب العالميين الذين لهم مواقف تنصر العرب والمسلمين وتساند قضاياهم.
حسين بن صبح في الأرجنتين..
ألبرتو مانغويل «الرجل المكتبة» وبورخيس
«ساحر المتاهات»
تناول القاص حسين بن صبح الغامدي، في ورقته في معرض كتاب الأرجنتين، أبرز كُتّاب الأرجنتين، ومنهم ألبرتو مانغويل الذي يوصف بأنه «الرجل المكتبة»، وصاحب «الجبال الذهبية» ليوبولدو لوجونس، وبورخيس «ساحر المتاهات» و«أسير المكتبات»، و«متمرد الحكاية» خوليو كورتاثار، وإرنستو ساباتو الذي يُعد واحداً من أبرز كتّاب أمريكا اللاتينية، وله ثلاث روايات ذائعة الصيت؛ «النفق»، و«أبطال ومقابر»، و«الجحيم المهلك». وتناول في الورقة إنسان الأرجنتين وشغفه وعاطفته وفرحه وحزنه، بين بياض «الأنديز» وهمس «البامبا»، فيما تحلُّق روح الأرجنتين عالياً بالفنون، سينما وألواناً وكاميرا وكرة قدم، تمثل نبض المجتمع اللاتيني ونمط ثقافته.
حامد بن عقيل في الأرجنتين..
من تكريس «الغاوتشو» إلى تسييله
سلّط الناقد حامد بن عقيل في إطار مشاركة وفد «هيئة الأدب» في معرض بيونس آيرس الضوء على أدب الأرجنتين ومنه «الغاوتشو»، ويرى أنه أدب لا غنى لنا عن استكشافه، لتنوع وثراء موضوعاته وعمق محتواه، ومتانة الرابط الإنساني المشترك الذي يجعلنا معنيين بهذا الأدب؛ تاريخه ونصوصه وقضاياه، لأنه يُعبّر عن الإنسان في مواجهة الأسئلة الكونية العالقة والقضايا الوجودية العامة، أعني تلك التي تمسّ كلَّ مجتمع إنساني، وتؤثر فيه، وتُقدم تصوّراً للجمهور الأرجنتيني عن شكل أدبهم وثقافتهم في وعي المثقفين والكتّاب السعوديين، من أجل خلق جسور للتواصل والبحث المتبادل في أدب البلدين، وتُبرز الورقة الوجه الأحدث والمشرق للثقافة والأدب في المملكة، وطبيعة وعي المجتمع السعودي بتجلياته ومكوناته كافة، من قبول للآخر وانفتاح على التعايش الإنساني والتكامل الثقافي، وتعزيز للتواصل البنّاء، في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد عرّاب الرؤية الموفّقة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مشيراً إلى ارتباط بعض مكوّنات «الغاوتشو» الرئيسية بالحياة الريفية، ومنها السهول والخيول والجيتار والبط البري ولحم البقر، إضافة إلى قيم التضامن والولاء وكرم الضيافة والشجاعة، لافتاً إلى أن الروائي خورخي لويس بورخيس أسهم في مطلع شبابه بمقالات ونصوص في مجلة «مارتين فييرو» خصوصاً عمله القصصي «كِتاب الرمل»، إذ يشير إلى بعض صفات «الغاوتشو» في قصّة «المجلس» وشكّك في الافتراض القائل إنه من أجل أن يكون الكُتّاب الأرجنتينيون أصليين يجب أن يتبعوا المعايير الأسلوبية والموضوعية المتمثلة في «الأدب الغاوتشيسكي» (أدب سكان الريف في أمريكا الجنوبية) ودائماً ما يعود لتسييل الثقافة الأرجنتينية الصلبة التي تتمحور حول «الغاوتشو»، وتحديداً حول ملحمة الفارس «مارتين فييرو»، عبر إعادة تقييم فييرو أخلاقياً، وعزله عن الأبطال الأسطوريين للملاحم العالمية.
أمل القثامي
في معرض الرباط..
الشعر النسوي السعودي
رسم العالم
استعرضت الناقدة الأكاديمية الدكتورة أمل القثامي، في ورقتها عن الشعر النسوي السعودي، ضمن مشاركتها في معرض الرباط، مرحلة البدايات الأولى التي ظهرت فيها أصوات شعرية نسوية محدودة، كانت تكتب في الغالب ضمن الإطار التقليدي للقصيدة العربية، منهن سلطانة السديري وثريا قابل وثريا العريض وفوزية أبوخالد في بداياتها. وأضافت: فيما شهدت مرحلة الانطلاق زيادة عدد الشاعرات وتنوع تجاربهن الشعرية والتحرر من القيود التقليدية على مستوى الشكل أو المضمون، ومن أبرز شاعرات المرحلة فوزية أبوخالد وثريا العريض وأشجان هندي وبديعة كشغري وفاطمة القرني وزينب غاصب وغيرهن، لافتة إلى مرحلة النضج والتنوع منذ مطلع الألفية الثالثة، وهي مرحلة رؤى وأساليب متنوعة وتعبّر عن قضايا المرأة والمجتمع بجرأة وعمق، ومن أبرز شاعرات هذه المرحلة هدى الدغفق، وهند المطيري، وحوراء الهميلي، وشقراء المدخلي، وسهام العريشي، ولطيفة قاري وغيرهن، مشيرة إلى أن المرحلة اتسمت بالتجريب والتجديد في الأشكال الشعرية واللغة والصورة، والانفتاح على التجارب الشعرية العالمية، والتفاعل مع قضايا العصر، واعتنت بتنوع الموضوعات وعمق الرؤية الشعرية وبروز الهوية النسوية بشكل أكثر وضوحاً، مؤكدة تميز الصوت النسائي الشعري السعودي، بما عكسه من رؤية الشاعرة للذات والمجتمع والعالم، وغدت قضايا المرأة والهوية الأنثوية، والقضايا الوطنية والاجتماعية، والحب والعاطفة، والموضوعات الفلسفية والوجودية، محاور أساسية في الشعر النسوي السعودي.
أخبار ذات صلة