وزير الأوقاف اليمني لـ«عكاظ»: تأشيرات الحجاج اليمنيين غير مسبوقة أخبار السعودية
• أين وصلتم في ما يتعلق بإنهاء إجراءات الحجاج اليمنيين، وهل وصلت أفواج من الحجاج إلى الأراضي المقدسة ؟
•• بداية أرحب بصحيفة «عكاظ»، وأشكر لكم إسنادكم الإعلامي الدائم لمعركة اليمنيين مع المليشيات الحوثية الإرهابية، وفي ما يتعلق بإنهاء إجراءات حجاج بلادنا لأداء شعيرة الحج، فقد اكتملت كل الاستعدادات بجميع مراحلها من تسجيل واستئجار الأبراج بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وتوثيق عقود النقل والتصعيد وفق أحدث المواصفات، وعقود الإعاشة بالمشاعر المقدسة بما يلبي متطلبات ورغبات الحاج، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة، المتمثلة في عملية إصدار التأشيرات التي بدأت قبل 9 أيام ولا تزال تصدر حتى اللحظة، ونأمل أن تكتمل خلال الساعات القادمة. أما في ما يتعلق بالجزء الآخر من سؤالك، حول ما إذا كانت هناك أفواج من الحجاج قد وصلت إلى الأراضي المقدسة، فإنه وفقاً للجدول المقرر لرحلات حجاج بلادنا سواء عبر الجو أو البر ستبدأ خلال اليومين القادمين بإذن الله.
تنسيق وتعاون مع المملكة
• كيف تنظرون إلى الجهود التي تبذلها المملكة لإنهاء الإجراءات المتعلقة بأداء مناسك الحج في المنافذ البرية والجوية، وكيف مستوى التنسيق ؟
•• نثمن عالياً جهود الأشقاء في المملكة في تذليل الصعاب أمام معتمري وحجاج بيت الله الحرام، فخلال العام الماضي كنا على تواصل دائم مع السلطات والجهات المختصة بالمملكة ولمسنا منهم تفاعلاً وتفانياً كبيراً في خدمة الحجاج، ونأمل استمرار هذا التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الجميع. وتلك هي ثقتنا بالأشقاء في المملكة دوماً يبدون كل التعاون.
وكما تعلمون أن المنفذ الوحيد الرابط بين بلادنا والسعودية هو منفذ الوديعة البري، بعد قصف المليشيات الحوثية الإرهابية المنافذ البرية الأخرى، وهذا وضعنا أمام تحدٍ كبير متمثل في تفويج ٢٤,٢٥٥ حاجاً في ظرف أسبوعين عبر منفذ كان إنشاؤه قبل انقلاب المليشيات الحوثية لغرض مرور الشاحنات التجارية فقط، ثم بات المنفذ البري الوحيد الذي يتنفس منه اليمنيون، وفي هذا الشأن، فإننا على تواصل دائم وتنسيق مع الجهات المسؤولة على المنفذ، ونأمل زيادة عدد الكاونترات وتعزيزها بفرق إضافية للفرق الموجودة في المنفذ، التي تبذل جهوداً مضاعفة في خدمة كل المسافرين، إضافة إلى أننا نتطلع إلى وضع مسارات محددة لعبور الحجاج، فهذا سيخفف الزحام والتكدس في المنفذ بشكل كبير.
أعمال التطوير والتوسعة
• ترحب المملكة دوماً بحجاج بيت الله الحرام القادمين من مختلف أنحاء العالم.. كيف تنظرون إلى ما تبذله من توسعة الحرمين الشريفين، وتهيئة السبل للحجاج لأداء نسكهم بكل يسر إلى أن يعودوا إلى بلدانهم سالمين غانمين ؟
•• الحقيقة أنه على قدمٍ وساق تجري عمليات التطوير الهائلة في المشاريع الخدمية لحجاج بيت الله الحرام، من أعمال توسعة للحرمين الشريفين إلى أعمال التطوير والبناء والصيانة للمخيمات في المشاعر المقدسة، إضافة إلى الإدارة الاحترافية لحركة الأمواج البشرية في كل مناسك ومواقيت الحج، وإعمال الجانب التقني والإلكتروني في تسهيل وتيسير حركة تنقل وعبور الملايين من المعتمرين والحجاج. ذلك كله وغيره محل تقدير واعتزاز كبير من قبلنا ونحن نتابع هذا الإنجاز.
أقوى رد على مزاعم الحوثي
• الحوثيون لم يكتفوا بالمناكفات السياسية، ولم تسلم منهم شعيرة الحج ويحاولون تسييسها خدمة لأجنداتهم العدائية.. كيف تردون ؟
•• سبق لي الرد على تلك المزاعم التي تطلقها القيادات الحوثية، والتي جاءت أخيراً على لسان القيادي في المليشيات محمد علي الحوثي، حيث قلت لهم: محاولة تسييس الحج عملكم، والسعي لخلق الفوضى في المشاعر دأبكم ولا غرابة أن تكون هذه رغبتكم فأنتم تقتدون بأمكم الصفوية التي كانت خناجرها تقطر من دم الحجيج بالأمس القريب، وهدفكم أن تعلو صرختكم على التلبية، وهيهات.. فهذا حج لا فسوق فيه ولا جدال… قلت لهم في ردي عليهم ألستم أنتم من أغلق الطرقات ووضع الحواجز بين المدن، وباعد المسافات؟ حتى أن سفر الحاج 3 ساعات بات يحتاج في ظل حكم مليشياتكم إلى 3 أيام! وصار الحاج من الحوبان مثلاً يحتاج حتى يصل إلى الحوبان نفسها إلى 8 ساعات، على رغم أن المسافة الحقيقية جدار عازل وضعته مليشياتكم لو هددتموه لكانت الساعات الثمان تختصر في ثمان من الثواني فقط.
قلت أيضاً لهم: ألستم أنتم من فرض الإتاوات على وكالات الحجاج والمعتمرين بملايين الريالات وأخذ أرباحها وبعض رأسمالها بالقوة والإكراه، وعندما شكت هذه الوكالات من جرأتكم في سلب أموالها بغير حق.. قلتم خذوها من الحجاج وافرضوها عليهم؟!
قلت في معرض ردي على مزاعم الحوثي: كيف لك أن تتحدث عن الحصة، وصعدة نفسها ستكذب دعواك لأننا في هذا العام اعتمدنا لها وكالات جديدة وزدنا لها في حصتها، ولا غرابة فهي أرضنا ونحن أبناؤها. وصنعاء أيضاً سترد على تلك المزاعم الحوثية، لأن أغلب الوكالات من ذوات الحصص الكبيرة تتبع صنعاء وضواحيها!
قلت أيضاً في ردي: أما تكلفة وسعر رحلة الحاج اليمني فهي الأقل من بين دول العالم، ولولا عراقيلكم في النقل والطرقات والنقاط وفرض الإتاوات لكانت أقل مما هي عليه الآن.
وفي هذا العام، شهدت تأشيرات العمرة التي منحتها المملكة لليمنيين أعلى نسبة منحت لليمن على الإطلاق. أضف إلى ذلك، أن أكثر من 3 ملايين يمني يعيشون في المملكة، حتى أصبحت الجالية اليمنية ثالث أكبر جالية في السعودية وفقاً للإحصائيات الأخيرة، بينما في عهد الحوثي الأسود تم تهجير أكثر من 5 ملايين يمني! وبدون خجل أو حياء يتحدث الحوثي عن اليمنيين في السعودية! وهو لا يمثل إلا قبح جماعته، حيث من المعروف أن مكة يتدفق إليها الملايين من كل فج عميق وتهوي إليها أفئدة العرب والعجم من كل مكان، فيحظون بضيافة كريمة وينعمون بخدمات جليلة تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة، شهد لها القاصي والداني، فهل يحتاج النهار إلى دليل، وهل هذه الجماعة التي عرف اليمنيون كذبها ستكون قادرة على حجب الشمس؟! بالتأكيد لا ومستحيل، إذ كيف لمليشيات إرهابية قتلت اليمنيين وأفقرتهم وهجرت الآلاف منهم وفجرت حتى المساجد كيف لها أن تتباكى على الشعب اليمني وهي السبب وراء كل مآسيه؟!
• كيف تصفون أيضاً تلك المزاعم التي تطلقها قيادات حوثية للتشكيك بمعايير اعتماد الحجاج وغيرها من المزاعم الكثيرة التي يرددونها ؟
•• نحن نتعامل مع مواطنينا في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية، بما فيها المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة المليشيات الحوثية على حدٍ سواء، فمعظم المنشآت المعتمدة لتفويج الحجاج من ذوات الحصة الأكبر من صنعاء وما جاورها، ثم إننا حرصنا على تحقيق العدل بين عموم المحافظات دون تفريق انطلاقاً من مسؤولياتنا، فمنحنا تلك المحافظات التي لم تكن مخصصة، إذ منحنا هذا العام محافظة المهرة الحصة التي تستحقها وكذلك الأمر في محافظات (صعدة، حجة، البيضاء، سقطرى) وجميع المحافظات أخذت حصتها من أعداد الحجاج، فلذلك حجاج اليمن هذا العام من كل حدبٍ وصوبٍ يمني.
• باعتقادك ما رسالة المملكة التي تصل للحجاج الذين يودون أداء مناسك الحج، وكيف يجدون تعامل المملكة معهم ؟
•• إذا كنت تقصد بسؤالك الرسالة العامة للمملكة، فقد لخصها شعار وزارة الحج والعمرة بالمملكة، وهو «بسلامٍ آمنين». وهي رسالتنا جميعاً لحجاج بيت الله الحرام، في أن تفرغوا لأداء مناسك الحج فقط ونحن نتشرف بتقديم الخدمات وتوفير البيئة المناسبة لأداء الفريضة بأمن وسلام، مع سائر شعوب العالم.
نشاط وزارة الأوقاف اليمنية
• نود أن تعود بنا إلى الأمام، وأن تطلعونا على أنشطة ومهمات وزارة الأوقاف في ما يتعلق بقطاع الحج ؟
•• نشاط الحج والعمرة بوزارة الأوقاف والإرشاد نشاط دائم لا يتوقف، فمنذ اليوم الأول لتدشين موسم العمرة في غرة شهر محرم من هذا العام ١٤٤٤هـ وحتى هذه اللحظة، وقطاع الحج والعمرة في غرفة عمليات مستمرة مع كل القطاعات الرسمية والخاصة المعنية بتقديم الخدمات لمعتمري وحجاج بيت الله الحرام، وهو الأمر الذي أثمر عن أكبر عملية تفويج للمعتمرين شهدتها الوزارة في ظل تحديات كبيرة.فالوزارة ممثلة بقطاع الحج والعمرة تضع الضوابط والمعايير المحددة والتعليمات المنظمة لأعمال الحج ثم تضع ذلك أمام المنشآت الراغبة في المنافسة لخدمة ضيوف الرحمن، ثم تشرف وتراقب أداء تلك المنشآت وتصحح اعوجاجها حتى ينعم الحاج اليمني بخدمات تليق به كضيف للرحمن.
معايير قوائم الحجاج
• ما المعايير المتبعة لديكم في اعتماد قوائم الحجاج ؟
•• تقوم الوزارة بعملية تقييم شاملة لمستوى إقبال الحجاج على المنشآت المعتمدة للتسجيل، فإذا كان الإقبال كبيراً وكثيفاً وضعت الوزارة معايير تتيح الفرصة من خلالها أمام من لم يسبق له الحج وغيرها من الإجراءات، ولكن بالنسبة لهذا العام وجدنا الإقبال متناسباً ومقبولاً، وإزاء ذلك فقد تم فتح باب الحج للجميع وفي كل محافظات الجمهورية.
المزيد من الفرص
• هل تخضع تلك القوائم لنسب محددة تتعلق بكل محافظة.. وكيف توزع على محافظات اليمن عموماً ؟
•• في الأعوام الماضية كانت تعاني بعض المحافظات من عدم وجود منشآت معتمدة لتفويج الحجاج فيها، وكان الحاج من محافظة سقطرى على سبيل المثال يكابد عناء السفر ليصل إلى أقرب محافظة يسجل فيها، وفي هذا العام حققنا الإنصاف لجميع محافظات الجمهورية، ومنحناها أعداداً تتوافق مع نسبة الكثافة السكانية لكل محافظة.
الجودة في الأداء
• ماذا عن التسهيلات التي تقدمونها للحجاج وطبيعة الخدمات والرعاية التي يحظون بها ؟
•• نحن في وزارة الأوقاف والإرشاد نتبع سياسة الجودة في العمل، ونحرص على الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدم للحجاج، إذ لا نقف عند حد توفير المساكن بل والتنافس على أفضل المعايير مقارنة بالقدرة المالية لقيمة برامج خدمات الحج.
وهذا العام وقعنا عقوداً مع شركات نقل وفق أحدث المواصفات سيكون حجاجنا أول من يسافر عبرها، وفي ما يتعلق بالمساكن فقد وضعت الوزارة معايير وضوابط دقيقة تهدف للارتقاء بمستوى الخدمة التي تليق بحجاج بلادنا من خلال تشجيع عملية التنافس، وذلك أثمر في تحقيق نتائج جيدة واستئجار أبراج فخمة ومهيأة بكل الإمكانيات لاستقبال الأفواج القادمة من الحجاج.
عراقيل حوثية مستمرة
• هل يعني ذلك أن قوائم الحجاج تشمل عموم المحافظات بما في ذلك المحافظات غير المحررة، وهل تواجهون عراقيل في مناطق سيطرة الحوثي، وما هي أنشطة الوزارة في تلك المناطق ؟
•• الحج شعيرة مقدسة، وليست محل سجال سياسي كما تستخدمه المليشيات الحوثية الإرهابية، وحجاج بلادنا من كل المحافظات بما فيها صعدة التي أضفنا لها اعتماد وكالتين بدل أن كانت معظم الوكالات مركزة في صنعاء.
ونتعامل مع الحاج كضيف للرحمن دون النظر إلى خلفيته السياسية أو الفكرية أو المذهبية، ونحن ملتزمون بتوفير كل الخدمات لهم منذ لحظة سفرهم حتى عودتهم إلى أهاليهم فائزين غانمين بإذن الله، انطلاقاً من مسؤوليتنا. أما عن العراقيل التي يواجهها الحجاج والمعتمرون في مناطق سيطرة المليشيات الإرهابية فهي كثيرة، أبرزها إغلاق الطرقات ووضع الحواجز بين المدن، ومشقة المسافات، حتى أن سفر الحاج الذي كان يفترض أن يستغرق 3 ساعات أصبح يحتاج في ظل حكم المليشيات إلى ٣ أيام. وعلى سبيل المثال، الحاج من منطقة الحوبان بمحافظة تعز يحتاج حتى يصل إلى الحوبان نفسها إلى 8 ساعات، بينما المسافة الحقيقية جدار عازل وضعته المليشيات لو هدته لكانت الساعات الثماني تختصر في 8 ثوان فقط. ومن بين تلك العوائق أيضاً إقدام المليشيات على فرض الإتاوات على وكالات الحجاج والمعتمرين بملايين الريالات وأخذ أرباحها وبعض رأسمالها بالقوة والإكراه. وأود التنويه إلى أن الوزارة تركز في نشاطها الموجه للمناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية الإرهابية على الجانب الإعلامي عبر المؤسسات الإعلامية الرسمية، بعد أن احتلت المليشيات الحوثية مباني ومقار وزارة الأوقاف ومكاتبها بقوة السلاح.