وفاة مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا أخبار السعودية
وكان السياسي الشرس لوبان قد مزج بين الشعبوية والبلاغة والكاريزما، وساعد في إعادة كتابة معالم السياسة الفرنسية عبر مسيرة امتدت 40 عاماً، ومهدت بشكل ما لصعود تجارب مماثلة مثل دونالد ترمب، من خلال تسخير استياء الناخبين بشأن الهجرة والأمن الوظيفي.
وقضى جان ماري لوبان حياته وهو يقاتل، سواءً كجندي في الحروب الاستعمارية الفرنسية، أو كمؤسس لحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، الذي خاض معه خمسة انتخابات رئاسية، أو في نزاعات قضائية مع بناته وزوجته السابقة، التي غالباً ما كانت تتسم بالعنف.
وهز لوبان المؤسسة السياسية الفرنسية عندما وصل بشكل غير متوقع إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية ضد جاك شيراك في 2002، وكان قومياً إلى حد بعيد، ومناهضاً للاتحاد الأوروبي الذي اعتبره مشروعاً فوق وطني يقوم على حساب سلطات الدول القومية، مستغلاً الدوافع نفسها التي دفعت بريطانيا إلى التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وكانت الجبهة الوطنية ورئيسها لوبان قد واجها اتهامات بالعنصرية منذ تأسيس الحزب، لكنه ابنته مارين لوبان التي خلفته في رئاسة الحزب وترشحت منذ ذلك الحين للرئاسة ثلاث مرات، حولت الحزب الذي أصبح الآن يسمى التجمع الوطني، إلى واحدة من القوى السياسية الرئيسية في البلاد.
وجذبت الحياة العسكرية جان ماري لوبان منذ صغره، وحاول وهو في الـ16 من عمره، بحسب ليكسبريس، الالتحاق بقوات وزارة الداخلية الفرنسية آنذاك، دون أن ينجح في ذلك بسبب صغر سنه. وفي 1954 عندما كان عمره 26 عاماً شارك لوبان في حرب الهند الصينية كجندي مظلي.
وعندما وصل لوبان إلى أرض المعركة، كانت ديان بيان فو قد سقطت بالفعل، وانتهت الحرب بسرعة بعدها، وتمكنت فيتنام من الحصول على استقلالها، وبدا انسحاب القوات الفرنسية بمثابة إذلال للوبان، وعند عودته انخرط في السياسة ضمن حركة بيير بوجاد للدفاع عن التجار والحرفيين.
وأعطت الانتخابات التشريعية المبكرة 1956 الفرصة لهذه الحركة المناهضة للمؤسسات التجارية الكبرى للقيام بحملات انتخابية، وقرر لوبان في ذلك الوقت أن يطلق على نفسه اسم جان ماري، وبدأ بالقيام بجولات في مختلف أنحاء فرنسا، داعياً إلى طرد جميع القادة الفاسدين والعاجزين، وخلال الاقتراع فاز «البوجاديون» بأكثر من 11% من الأصوات، وحصلوا على 52 مقعداً في الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي)، بينهم لوبان.
وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، التي شاركت في تأليف كتاب «لوبان والتعذيب.. الجزائر 1957، قصة ضد النسيان»، لصاحبه فابريس رايسبوتي، أنه لا أحد يشك جدياً في ممارسة الملازم لوبان التعذيب خلال حرب الجزائر، كما أن جان ماري نفسه لم ينكر ذلك.