اخبار السعودية

محمد المغيص.. صانع لحن العيد الذي اخترق سيطرة «من العايدين» أخبار السعودية

كلما جاء العيد تسللت إلى الأذن نغمة مألوفة تشبه الضحكة الأولى في صباحه، «كل عام وأنتم بخير.. ضحكة فرح من كل قلب في أحلى عيد». تلك الأغنية التي أضحت لازمة العيد في البيوت السعودية، لم تكن مجرد عمل موسمي، بل لحظة تلحينية خالدة جسّدها بإتقان الملحن السعودي محمد المغيص، ليصبح اسمه، رغم تواريه عن الأضواء، مرتبطاً بأحد أبرز الألحان السعودية حضوراً بعد «من العايدين» لمحمد عبده.

أن تزاحم أغنيةً لمحمد عبده، وبالذات «من العايدين»، فذلك ليس أمراً عادياً، بل اختراق نادر لمساحة وجدانية شديدة الخصوصية، شكّلتها عقود من التراكم الفني والرمزي. لكن «كل عام وأنتم بخير» فعلتها، لا لأنها فقط جميلة، بل لأنها صادقة، وتحمل خفّة العيد وبساطته، وتُغنّى بلا تصنّع. تسلّلت إلى القلوب وأصبحت وجهاً لحنياً آخر للعيد، ونجحت في بناء حالة وجدانية موازية.

ويُحسب للمغيص أنه لم يحاول تقليد ما هو قائم، بل صنع نغمة تحمل بصمته، فكان اللحن عذباً، والنص قريباً، والصوت خالداً. جاءت الأغنية أشبه ببطاقة تهنئة غنّاها طلال مداح لكل بيت سعودي، فارتبطت بصوته وبروح المناسبة، حتى أصبحت جزءاً من طقوس الفرح المتكررة.

وبينما طُبعت «من العايدين» بطابع احتفالي رسمي، جاءت أغنية المغيص أكثر تلقائية وإنسانية، وكأنها رسالة تهنئة من جارٍ إلى جار، أو من قلب محب إلى آخر. وهكذا، دون صخب، أصبحت هذه الأغنية ثاني أشهر نشيد للعيد في السعودية، تثبت في كل عام أن العيد لا يكتمل دون صوت طلال، ولحن المغيص، وكلمات تحاكي الفرح بعذوبة لا تُنسى.

أخبار ذات صلة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى