وعلى الرغم من استمرار الأحداث الرياضية العالمية في مختلف أرجاء العالم، وإقامة بطولات كبرى هنا وهناك، إلا أن المملكة استطاعت أن تتبوأ مكانة كبيرة بين أقرانها، وخطفت الأنظار بتنوع الفعاليات التي تمت استضافتها في مدة وجيزة وفي مختلف المدن، بتنظيم وإشراف من وزارة الرياضة.
رالي داكار يقص شريط البطولات
البداية كانت مع محبي رياضات المحركات، حيث انطلقت سلسلة الأحداث الرياضية، بإقامة النسخة الـ46 من رالي داكار العالمي، «الخامسة من رالي داكار السعودية 2024»، والتي حظيت بالعديد من الامتيازات الجديدة، ومنها زيادة نسبة المسارات بنسبة بلغت 60%، لتشمل العديد من المناطق التي استمتع السائقون والمشاهدون في استكشافها في الطبيعة الخلابة، أو حول المناطق الأثرية التاريخية التي تزخر بها أرض المملكة.
نسخة رالي داكار السعودية 2024، شهدت مشاركة 778 سائقاً، يمثلون 72 دولة من مختلف أنحاء العالم، منهم 127 لاعباً عالمياً من أساطير البطولة التاريخية، فضلًا عن تواجد 135 مشاركاً للمرة الأولى في الرالي، دخلوا جميعهم في تنافس محموم ومثير طوال فترة البطولة بمراحلها الـ12، إضافة إلى المرحلة التمهيدية.
وشارك المتسابقون في الحدث الرياضي السنوي الكبير بـ(434) مركبة، ما بين سيارات ودراجات نارية وشاحنات، جابت جميعها العديد من المدن والمواقع بدايةً من العلا التاريخية، مروراً بالحناكية، والدوادمي، والسلامية، والهفوف، وشبيطة، إضافة إلى الرياض وحائل، وأخيراً ينبع، ليسدل الستار بتتويج الفائزين في ست فئات مختلفة.
السوبر الإسباني.. ثاني الأحداث
في خضم إقامة رالي داكار السعودية 2024، انطلق حدث آخر في العاصمة الرياض، جذب أنظار محبي كرة القدم الإسبانية على وجه الخصوص، والعالم بأسره، حين استضافت المملكة بطولة كأس السوبر الإسباني للمرة الرابعة، بتنظيم من وزارة الرياضة، وبمشاركة أربعة فرق بنجومها العالميين، وهي (ريال مدريد– برشلونة أتلتيكو مدريد أتلتيكو أوساسونا).
ووسط منافسات مثيرة وتغطية إعلامية عالمية موسعة، وحضور جماهيري طاغٍ على ملعب الأول بارك بجامعة الملك سعود في العاصمة الرياض، انطلقت المنافسات بإقامة مواجهتي نصف النهائي، والتي تأهل منها الغريمان التقليديان؛ ريال مدريد وبرشلونة، ليكتبا معاً ليلة كروية ممتعة بنكهة إسبانية خالصة للكلاسيكو التاريخي، تمكّن فيها ريال مدريد من التتويج باللقب للمرة الثالثة على الأراضي السعودية، بعد فوزه بنتيجة (41)، وسط أجواء احتفالية ومتابعة عالمية متميزة.
السوبر الإيطالي للمرة الرابعة في المملكة
الأحداث الرياضية الكبرى تواصلت في شهر يناير، حيث حظي الشهر الأول من العام الميلادي 2024 ببطولة أخرى كبرى في المملكة، وتحديداً في الرياض، ألا وهي بطولة السوبر الإيطالي في نسخته الـ36 تاريخياً، والرابعة على الأراضي السعودية، ووسط مشاركة أربعة فرق هي (إنتر ميلان– لاتسيو– فيورنتينا نابولي).
وتمكن فريق إنتر ميلان من المحافظة على لقبه الذي حققه في النسخة الماضية من البطولة في المملكة، حين كسب نظيره نابولي في اللقاء الختامي بنتيجة (10)، حيث توّج نائب وزير الرياضة بدر بن عبدالرحمن القاضي الفريق البطل، في حفل ختامي رائع زيّن الحدث وجسّد الاستضافة المتميزة له.
فورمولا إي يجذب الأنظار في الدرعية
رابع البطولات الرياضية الكبرى التي حطّت رحالها في المملكة مجدداً، كانت منافسات بطولة العالم (إي بي بي) للفورمولا إي 2024 في موسمها العاشر، حيث جذبت الدرعية التاريخية أنظار العالم باستضافة الحدث للمرة السادسة على التوالي، من خلال إقامة الجولتين الثانية والثالثة للموسم الحالي.
ووسط مشاركة 22 من نخبة السائقين، الذين يمثلون 11 فريقاً عالمياً، عكس الحضور الإعلامي المتميز الذي تخطى الـ300 إعلامي وإعلامية، من مختلف دول العالم، التنافس المحموم والكبير في جولتي السباق الذي تم نقله على شاشات أكثر من (45) قناة في (16) دولة.
وفي ختام الحدث المتميز، توّج وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، النيوزيلندي نِك كاسيدي سائق فريق (جاغوار تي سي إس) بالمركز الأول، في الجولة الثالثة من السباق، فيما كانت صدارة الجولة الثانية قد ذهبت للبريطاني جيك دينيس سائق فريق أندريتي غلوبال، والذي توّج من قبل رئيس الاتحاد السعودي للسيارت والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية الأمير خالد بن سلطان الفيصل.
ختام الشهر.. طواف العلا
يناير الحافل بالمناسبات الرياضية العالمية، أبى أن يسدل ستار أحداثه دون إكمال النجاحات ببطولة خامسة، جددت الإثارة، وأثرت ملف الاستضافات الرياضية الكبرى في المملكة، حيث انطلق سباق «طواف العلا 2024» في نسخته الرابعة، ضمن سباقات الدراجات الهوائية، بتنظيم من وزارة الرياضة والهيئة الملكية لمحافظة العلا، وبالتنسيق مع الاتحادين السعودي والدولي للدراجات UCI.
خمسة أحداث رياضية كبرى سطّرت نجاحات أخرى للمملكة، وكتبت بداية مثالية متميزة في العام الميلادي الجديد 2024، نحو المضي قدماً لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 ومستهدفاتها، بأن تكون المملكة دائماً وأبداً موطناً مثالياً محبباً للرياضات والأبطال في مختلف الألعاب والمنافسات العالمية.