أسرار عقولهم: لماذا يتخذ المراهقون قرارات متهورة؟ العلم يفسر

ما يجعل المراهقين يتخذون قرارات متهورة؟ فهم علم الدماغ
تُعد فترة المراهقة مرحلة فريدة من نوعها في حياة الإنسان، تتميز بتغيرات جسدية وعقلية ونفسية حادة. خلال هذه المرحلة، يميل الكثير من الشباب إلى اتخاذ قرارات قد تبدو للغرباء متهورة أو غير مدروسة. فما السبب العلمي وراء هذا السلوك؟
تطور الدماغ وتوازن الأجهزة العصبية
يختلف دماغ المراهق عن دماغ البالغين في طريقة نموه وتطوره. جهاز مكافأة الدماغ (الذي يرتبط بالشعور بالمتعة) يتطور بسرعة خلال هذه المرحلة، مما يجعل المراهقين أكثر حساسية للتحفيزات والمكافآت الفورية. على الجانب الآخر، المنطقة المسؤولة عن التحكم في النفس وتنظيم السلوك (القشرة أمام الجبهية) لم تكتمل بعد، مما يحد من قدرتهم على التفكير بعقلانية واتخاذ قرارات محسوبة.
- جهاز المكافأة النشط: يسعى المراهقون وراء التجارب المثيرة والمكافآت الاجتماعية، مما يدفعهم إلى المخاطرة لجذب الانتباه أو تجربة مغامرات جديدة.
- القشرة أمام الجبهية غير الناضجة: تقلل من قدرتهم على تقييم المخاطر أو التفكير الطويل الأمد، لذلك تكون قراراتهم أحيانًا انفعالية وغير محسوبة.
تأثير البيئة الاجتماعية والعاطفية
لا تقتصر أسباب اتخاذ المراهقين قرارات متهورة على العوامل البيولوجية فقط، بل تلعب البيئة والمحفزات الاجتماعية دورًا كبيرًا:
- الرغبة في الانتماء إلى المجموعة: المراهقون يسعون بشدة للقبول وسط أقرانهم، مما قد يدفعهم للقيام بسلوكيات مخاطرة لإثبات الذات.
- التغيرات الهرمونية: تؤثر على المزاج وتعزز من الاندفاعية، مما يزيد من احتمالية اتخاذ قرارات متسرعة.
- ضعف تجربة الحياة: قلة الخبرة تحد من قدرتهم على توقع العواقب طويلة الأمد لأفعالهم.
كيف يمكن للوالدين والمربين التعامل مع هذا السلوك؟
من المهم تفهم طبيعة العقل المراهق وعدم الاقتصار على اللوم عند اتخاذ قرارات خاطئة، بل ينبغي توفير الدعم والإرشاد المناسبين:
- التواصل المفتوح: الاستماع والحديث مع المراهقين حول مخاوفهم وتجاربهم يعزز من شعورهم بالأمان والثقة.
- تعليم مهارات التنظيم الذاتي: مساعدة المراهق لتعلم كيفية التحكم في الانفعالات واتخاذ قرارات مدروسة.
- تقديم بيئة محفزة إيجابية: توفير أنشطة آمنة وتحديات مناسبة لاستغلال طاقة المراهقين بشكل إيجابي.
الخلاصة
المراهقون لا يتصرفون بتهور عن جهل أو تجاهل للمخاطر، بل بسبب التغيرات العصبية والهرمونية التي تؤثر على كيفية تفكيرهم واتخاذهم للقرارات. فهم هذه الحقيقة يساعد على تقديم الدعم المناسب لهم ولتقليل السلوكيات الخطرة خلال هذه المرحلة الحساسة من حياتهم.