ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب بدون جراحة أو أسلاك

يعمل الباحثون على تطوير جهاز تنظيم ضربات قلب أصغر وأكثر فعالية. يمكن حقنه مباشرة في القلب عبر الجلد دون الحاجة لعملية جراحية، ويتميز بعدم احتوائه على أقطاب كهربائية أو أسلاك، إذ يتحلل تدريجيًا لتكوين جسيمات صغيرة تُطرح خارج الجسم كفضلات، مما يقلل من مخاطر الالتهاب أو العدوى.
يُعد هذا الجهاز نتاج جهود علمية لتحسين مراقبة القلب لدى الأطفال بعد عمليات جراحية، إذ يولد أكثر من 6000 طفل سنويًا في المملكة المتحدة بعيوب قلب خلقية، وغالبًا ما يتطلب الأمر تركيب جهاز مؤقت لمراقبة الإيقاع أثناء فترة النقاهة قبل إزالته جراحيًا.
كيفية عمل الجهاز الجديد
يحتوي الجهاز على مولد نبضات مزود ببطارية ودائرة حاسوبية صغيرة، وسلك واحد أو أكثر يتصل بالقلب. عندما يكتشف أن نبض القلب غير منتظم أو بطيء جدًا، يرسل إشارات ثابتة لتعزيز إيقاع القلب، وإذا كان الإيقاع طبيعيًا، يمضي الجهاز في الصمت. يعمل بمواد قابلة للتحلل الحيوي تُذيب مع مرور الوقت، مما يُجنب الحاجة لعملية جراحية لإزالته.
يتضمن الجهاز قرصًا بلاستيكيًا صغيرًا يُثبت على الصدر، مزودًا بمستشعر يراقب انتظام ضربات القلب، وعندما يُكتشف اضطراب، يطلق نبضات عبر الجلد والعظام لتشغيل الجهاز، والذي يعيد القلب لمعدله الطبيعي، ثم يتوقف تلقائيًا.
ميزات جديدة وتقليل المخاطر
يُصنع الجهاز من مواد تتحلل بعد عدة أسابيع أو شهور، ويتم طرح نفاياته بشكل طبيعي، مما يقلل من احتمالات العدوى أو تليف الأنسجة بعد إزالته. ويتميز بحجمه الصغير الذي يجعله سهل الحقن، ويوجد داخله قطب كهربائي غير متصل ببطارية، وتعمل المعادن فيه على توليد الطاقة عبر تفاعل كيميائي مع سوائل الجسم، بدلاً من البطارية التقليدية.
توفر هذه الميزة أمانًا أكبر، خاصةً أنها تقلل من مخاطر المضاعفات مثل النزيف الداخلي أو انخفاض ضغط الدم التي قد تنتج عن وضع أجهزة مؤقتة قد تسببت في حالات وفاة سابقة، مثل حالة رائد الفضاء نيل أرمسترونج الذي توفي نتيجة مضاعفات بعد إزالة أسلاك جهاز مؤقت في عملية قلب.
فوائد وتطبيقات مستقبلية
يمكن لهذا الجهاز أن يقلل بشكل كبير من مخاطر المضاعفات ويُستخدم أيضًا لدى البالغين المتعافين من جراحة القلب أو المصابين بإبطاء في نبضات القلب. تَظهر الدراسات أن الجهاز نجح في تصحيح اضطرابات نظم القلب بسرعة عند الحيوانات، ويُتوقع أن يدخل مرحلة التجارب السريرية خلال عامين إلى ثلاثة أعوام.
يفكر الباحثون في حقن عدة أجهزة صغيرة في مناطق مختلفة من القلب بدلًا من استهداف نقطة واحدة، لزيادة دقة المراقبة، وتوفير علاج أكثر فاعلية لمشاكل اضطراب ضربات القلب المزمنة التي يعاني منها المرضى على المدى الطويل.