اختبار التنفس للكشف عن سرطان الدم يحقق نتائج واعدة في أول دراسة بشرية

لا تزال السرطانات تتصدر أسباب الوفاة في جميع أنحاء العالم، ويُعد سرطان الرئة والثدي والقولون والمستقيم والبروستاتة والمعدة من بين أكثر الأنواع انتشارًا. وعلى الرغم من خطورته، فإن الكشف المبكر عن السرطان يساهم بشكل كبير في تقليل احتمالية الوفاة ويزيد من فرص الشفاء، إذ يمكنه أن يمنع تطور المرض إلى مراحل خطيرة مميتة.
تطوير اختبار تنفسي لكشف سرطان الدم
في سياق البحث العلمي، أعلن فريق من العلماء عن تطوير اختبار جديد يعتمد على تحليل أنفاس المريض للكشف عن سرطان الدم، وهو غير جراحي ورخيص ومحمول، ويمكن تنفيذه بسرعة دون الحاجة لإجراءات معقدة أو تدخلات جراحية. هذا الاختبار يفتح آفاقًا جديدة في تشخيص سرطان الدم المبكر والمراقبة المستمرة للاستجابة للعلاج.
طريقة عمل اختبار التنفس
عند التنفس، ينتقل من الرئتين إلى الهواء الخارج مركبات عضوية متطايرة، وهي جسيمات صغيرة تنشأ عن عمليات الأيض داخل الجسم وأحيانًا من مصادر خارجية. يهدف الباحثون إلى تحديد هذه المركبات وارتباطها بوجود سرطان الدم. إذ ثبت أن المرضى المصابين بسرطان الدم، خاصة اللمفوما واللوكيميا، يظهرون نمطًا مميزًا من المركبات العضوية المتطايرة في أنفاسهم، على عكس الأفراد الأصحاء. فقد لوحظ أن عمليات الأكسدة التي تضر بمكونات الخلية تساهم في تطور السرطان، وعند تحلل الدهون في خلايا الجسم، تُطلق مركبات يمكن اكتشافها عن طريق الزفير، مما يجعل تحليل التنفس وسيلة فعالة للكشف المبكر.
الدراسات والنتائج الحالية
أظهرت الدراسات أن اختبار التنفس فعال بالفعل في تشخيص سرطان الرئة، وأثبتت أن مرضى اللمفوما عالي الدرجة يرتبطون بمستويات أعلى من المركبات المتعلقة بعملية الأكسدة. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة لمزيد من البحث لتطوير اختبار موثوق لسرطان الدم يدوم لفترة زمنية قصيرة ويعتمد على نمط جزيئي يمكن الاعتماد عليه في التشخيص المبكر وعملية المراقبة للمرض، بالإضافة إلى تحديد الأنواع الأكثر استجابة لأسلوب الكشف هذا. ويُعول على أن تقنيات تحليل الجزيئات المحمولة جوًا ستساهم في تطوير أدوات تشخيص أدق وأسرع، مع تقليل زمن جمع العينة إلى ثوان فحسب.