اختفاء سرطان الدماغ من والد بريطاني في تجربة دواء جديدة.. دراسة توضح

بدأ الأطباء في بريطانيا تجارب علاج جديدة لمرضى الورم الأرومي الدبقي، وهو أحد أخطر أنواع سرطان الدماغ، حيث أظهرت نتائج مشجعة مع حالات اختفت فيها الأعراض بشكل تام. يُعتبر هذا العلاج، الذي يعتمد على تنشيط جهاز المناعة قبل العلاج التقليدي، خطوة مهمة في مجال العلاج المناعي للسرطان.
تفاصيل التجربة والأبحاث
أجريت الدراسة في المستشفى الوطني لطب وجراحة الأعصاب في لندن، واستهدفت 16 مريضًا اختبروا الدواء الجديد خلال مدة 18 شهرًا. أحد المرضى، بن تروتمان، الذي كان يبلغ من العمر 40 عامًا عند تشخيص إصابته، لم تظهر عليه علامات الورم بعد مرور أكثر من عامين منذ تلقيه الدواء، وهو حالة نادرة للغاية، إذ إن معظم مرضى الورم الأرومي الدبقي عادةً يموتون خلال 12 إلى 18 شهرًا.
تلقى بن تروتمان، وهو أب لبريطانية، الدواء المعروف باسم “إيبيليموماب” قبل العلاج الإشعاعي والكيميائي، بهدف تعزيز مناعة الجسم لمواجهة الورم. وبعد مرور عامين وثمانية أشهر على العلاج، أظهرت الفحوصات أن الورم تلاشى تمامًا، ولم تظهر أي علامات على وجوده.
نتائج ملحوظة وواعدة
قال الدكتور بول مولولاند، المستشار في الأورام الطبية والذي قاد التجربة، إن النتائج غير معتادة إذ أن الورم كان واضحًا في البداية ومع ذلك تلاشى بشكل كامل بدون جراحة لاحقة، وهو أمر غير مألوف في علاج هذا النوع من السرطان. مع استمرار المرضى في تلقي العلاج الإشعاعي والكيميائي، تُجرى فحوصات دورية وتُظهر نتائج إيجابية، مما يدل على نجاح العلاج المناعي حتى الآن.
تزوج السيد تروتمان من زوجته إيميلي بعد شهرين من بدء العلاج المناعي، وولدت ابنتهما مابل في أبريل، معبرين عن فرحتهما بالنتائج الممتازة التي أتت بعد معاناة طويلة مع التشخيص. ويظل بن تروتمان يتلقى العلاج المعتاد ويُتابع حالته الصحية بشكل منتظم، وهو لا يزال في حالة جيدة حتى الآن.
أهمية العلاج المناعي ودوره في المستقبل
العنصر الأساسي في العلاج الجديد هو أن الدواء يعزز قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الورم قبل خضوع المريض لعلاجات أخرى، مما يمنح فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة وتحقيق نتائج طويلة الأمد. ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه النتائج في تطوير طرق علاجية أكثر فعالية لسرطان الدماغ الخطير، خاصةً إذا استمرت النتائج المشجعة في الظهور مع المزيد من الدراسات.