اعرف كل شيء عن اضطراب الاكتناز وكيفية التعامل معه

يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في التخلص من أغراضهم القديمة، خوفًا من الحاجة إليها مستقبلًا أو لأنها تحمل ذكريات عزيزة على قلوبهم، مما قد يؤدي إلى تراكم الممتلكات بشكل مفرط. هذا السلوك يُعزى أحيانًا إلى اضطراب نفسي يُعرف بـ”اضطراب الاكتناز”، الذي يتسم بتكديس مفرط للممتلكات وصعوبة في التخلص منها، ويمكن أن يرافقه حالات نفسية وعضوية أخرى مثل الالتهابات أو مشاكل في المفاصل أو أمراض مزمنة أخرى.
ما هو اضطراب الاكتناز؟
تم تصنيف منظمة الصحة العالمية اضطراب الاكتناز كحالة صحية نفسية في عام 2018، بعد أن أدرجته في الدليل التشخيصي للإضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسى. ويظهر هذا الاضطراب في تراكم غير منظم للممتلكات، مع صعوبة بالغة في التخلص منها، خاصة عندما يكون هذا التراكم مرتبطًا بحالة نفسية أو عاطفية خاصة.
تأثيرات اضطراب الاكتناز
يعاني نحو ثلثي المصابين من اضطرابات نفسية أخرى مثل القلق أو الاكتئاب، بجانب مشاكل صحية جسدية، مثل التهاب المفاصل أو السكري. وتسبب الحالة خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، حيث قد تتسبب في تدهور نظام المعيشة، وتلوث البيئة المحيطة، وتهدد السلامة العامة، خاصة عند تراكم الأغراض بشكل يعيق الحركة أو يعرقل إجراءات الطوارئ، فضلاً عن إمكانية اندلاع حرائق ناجمة عن الكتب والأوراق المكدسة.
أسباب التكديس
يعتبر جمع الأشياء جزءًا من طبيعتنا الإنسانية، ويعود إلى أصول ثقافية وبيولوجية، حيث كانت الممتلكات وسيلة للتعبير عن الذات والأمان. ومع ذلك، يُربط التكديس أحيانًا بصدمات نفسية في الطفولة، مثل الإيذاء أو الإهمال أو خلفيات عائلية فوضوية، أو بسبب غياب الدعم والتوجيه في مراحل النمو، مما يؤدي إلى اعتماد الشخص على الممتلكات كمصدر للطمأنينة أو كتعويض عن نقص الثقة أو الأمان.
طرق العلاج والتعامل مع اضطراب الاكتناز
صعوبة التخلص من الممتلكات يجعل التعامل مع هذا الاضطراب أمرًا معقدًا، ولهذا يُنصح بتطوير مهارات في التخلص من الأشياء، وتدريب المصابين على ذلك خطوة بخطوة. أطلقت برامج علاج جماعية تستغل تقنية الواقع الافتراضي، حيث يتم تصميم جلسات تدريبية لمدة 16 أسبوعًا يتم خلالها تزويد المشاركين ببيئة افتراضية تساعدهم على ممارسة مهارات التخلص من الممتلكات بشكل تدريجي، مع التعرف على المشاعر المرتبطة بها. يتعلم المشاركون عرض ممتلكاتهم الافتراضية وإدارتها بشكل رمزي قبل أن يطبقوا ذلك في منازلهم، مما يمنحهم فرصة للتغيير مع تقليل الصراعات النفسية التي يواجهونها أثناء ذلك.