افرد ضهرك وعيش بصحة.. خطوات مهمة لاستقامة الجسم مع التقدم في العمر

مع مرور السنين، تتغير قدرات أجسامنا بشكل طبيعي، حيث تضعف العضلات وتتراجع مرونة المفاصل، وتبدأ العادات اليومية السيئة في إظهار أثرها على وضعية الجسم. ومن أبرز التحديات التي تواجهنا هو تراجع وضعية الجسم الصحيحة، إلا أن الخبر السار هو أن تحسينها ممكن في أي عمر.
أسباب تدهور وضعية الجسم مع التقدم في العمر
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى ضعف وضعية الجسم مع التقدم في السن، ومن أهمها ضعف العضلات خاصة في الظهر والبطن، حيث أن عضلات هذه المناطق ضرورية للحفاظ على التوازن الصحي. كما أن قلة الحركة المستمرة تجعل الجسم يتعرض لضعف التوازن، بالإضافة إلى فقدان الكتلة العظمية الذي قد يسبب تقوس الظهر أو آلام المفاصل. ويؤثر الإجهاد النفسي والتوتر على توزيع الوزن وحمل الجسم بشكل غير متوازن، مما يزيد من حدة المشكلة.
علامات تشير إلى تدهور وضعية جسمك
إذا شعرت بوجود ألم متكرر في الرقبة أو أسفل الظهر، أو معاناة من تعب عند الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، أو لاحظت انحناء الأكتاف للأمام، أو صعوبة في التنفس بشكل عميق، فهذه علامات على أن وضعيتك بحاجة إلى تصحيح. كلما لاحظت هذه الأعراض، كان ذلك دعوة للبدء في تحسين وضعيتك الحالية.
استراتيجيات فعالة لتحسين وضعية الجسم
ابدأ بتمارين تقوية عضلات الجذع، حيث تعتبر عضلات البطن والظهر العامل الرئيسي في الحفاظ على توازنك. مارس تمارين مثل رفع الحوض، التمدد الجانبي، أو البلانك لمدة دقيقتين يوميًا، فهي فتُحدث فارقًا كبيرًا. غير طريقة جلوسك بحيث تكون قدماك مستوية على الأرض وظهرك مستندًا بشكل صحيح، مع ضبط مكتبك ليكون مستوى عينيك، مع تجنب النظر للأسفل عند استخدام الهاتف لفترات طويلة. حافظ على الحركة كل نصف ساعة، فانهض أو مدّد ذراعيك وتحرك قليلًا لمنع تيبس العضلات وتحسين تدفق الدم في الجسم. لا تقتصر على ذلك، فجرب وضعيات اليوغا البسيطة مثل وضعية الجبل، الشجرة، أو الكلب المواجه للأسفل، فهي تقوي العضلات العميقة وتزيد من مرونة العمود الفقري. تناول الكالسيوم وفيتامين د بشكل منتظم من مصادر طبيعية أو مكملات، فالعظام القوية أساسية لوضعية مستقيمة، مع الحرص على تعلّم طريقة الرفع الصحيحة عند حمل أشياء ثقيلة بحيث تستخدم قوة ساقيك وتحمي ظهرك.
متى يلزم استشارة طبية
وفي حال استمرار الألم المزمن في الظهر أو الرقبة، أو ملاحظتك لتقوس واضح في العمود الفقري، لابد من مراجعة طبيب مختص في العلاج الطبيعي أو تقويم العظام لتلقي العلاج اللازم.
التحلي بالعادات الصحيحة يعيد التوازن للجسم
تحسين وضعية الجسم لا يتطلب تغييرًا جذريًا، بل هو نتيجة لمجموعة من العادات الصغيرة التي تتبعها يوميًا، مثل الجلوس بوضعية صحيحة، ممارسة التمارين الخفيفة، ورفع الرأس بدلاً من النظر للأسفل. فكل خطوة صغيرة تساهم في تدريب جسمك على التوازن بشكل تدريجي. تذكر أن استقامة الجسم لا تقتصر على المظهر الخارجي فحسب، بل تُحسن من عملية التنفس، وتحمي عمودك الفقري، وتمنحك ثقة أكبر في نفسك. لذا، ابدأ الآن في تطبيق هذه الطرق، واجعل التصحيح عادة يومية لحياة أكثر توازنًا وقوة.