الأمم المتحدة تدعو إلى الضغط «بكل الوسائل» لحل الأزمة السودانية

ت + ت الحجم الطبيعي
حثت الأمم المتحدة الدول ذات النفوذ في أفريقيا على المساعدة في إنهاء الصراع في السودان بـ«كل الوسائل»، وسط ورود أنباء حول إحراز تقدم في «محادثات جدة» بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن إعلان هدنة «قريبة»، فيما يشهد الميدان هدوءاً حذراً في الخرطوم، مع تراجع حدّة الاشتباكات الميدانية.
وتفصيلاً، شجب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، «العنف غير المبرر» في السودان، وأدان بشدة انتهاك الطرفين «القانون الإنساني الدولي، لاسيما مبادئ التمييز، والتناسب، والحيطة».
جلسة أممية طارئة
وقال تورك، خلال افتتاح الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة في جنيف، حول الوضع في السودان، أمس الخميس، إن القتال أوقع البلاد في «كارثة». وتابع «أغتنم هذه الفرصة لأحث كل الدول ذات النفوذ في المنطقة على الدفع لحل الأزمة، بكل الوسائل الممكنة».
وحظيت الجلسة الطارئة، التي عقدت بطلب مشترك من المملكة المتحدة، والنرويج، والولايات المتحدة، وألمانيا، بتأييد عشرات الدول، لاسيما بعدما نددت الدول الغربية بانتهاكات طرفي الصراع، ودعوتها إلى توثيق التقارير بشأنها، مع تكثيف مراقبة الأوضاع في السودان.
وأضاف تورك أن الجيش السوداني شن هجمات وغارات جوية على مناطق مدنية مكتظة، وزاد «الأسبوع الماضي، أصابت غارة جوية محيط مستشفى بمنطقة شرقي النيل في الخرطوم، ما أسفر عن مقتل مدنيين».
وتابع «قوات الدعم السريع استولت على مبانٍ عديدة في الخرطوم، لاستخدامها كقواعد للعمليات، وطردت السكان وشنت هجمات، انطلاقاً من مناطق سكنية مكتظة».
وخاطب وزير الدولة البريطاني للتنمية وشؤون أفريقيا، آندرو ميتشل، المجلس «يتعين أن تكون هناك محاسبة على الأحداث المروعة التي تقع».
بينما قالت السفيرة الأمريكية، ميشيل تايلور «هذه هي اللحظة المناسبة لنبعث رسالة واضحة لطرفي النزاع بأن العالم يراقبهما ويتوقع منهما الالتزام بالمبادئ من أجل الشعب السوداني».
من ناحيته، رفض سفير السودان لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، اقتراحات التدخل الخارجي، ووصف الصراع بأنه شأن داخلي، داعياً إلى «حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية»، وسخر حسن حامد حسن من الاجتماع برمته. وتساءل «لماذا تتسرعون في عقد جلسة خاصة كهذه في هذا التوقيت، خاصة أنها لم تحظَ بتأييد أي دولة أفريقية أو عربية؟».
محادثات
في الأثناء، قال المتحدث باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر، إن طرفي الصراع «اقتربا من الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار»، خلال المحادثات الجارية حالياً بمدينة جدة في السعودية.
وصرح عمر لـ«سكاي نيوز عربية»: «ملايين السودانيين يتطلعون لمحادثات جدة، خاصة أنها تقترب من أولى خطواتها، وهي التوصل إلى اتفاق على قضايا إنسانية وحامية للمدنيين. السودانيون يتطلعون إلى أن تقف الحرب، وأن تُحل بالحوار وليس بالبنادق».
وأضاف: «ما يجري في جدة خطوة في الاتجاه الصحيح، ونتطلع لسماع أخبار جيدة في أقرب وقت».
خطوة أولى
واعتبر عمر أن «المباحثات حول القضايا الإنسانية، وحماية المدنيين، وتوصيل المساعدات، وتوفير الخدمات، جميعها ضمن خطوة أولى، للتعامل مع الوضع الفوضوي» في السودان، وقال: «يجب أن تبدأ الجهود بوقف هذا التدهور أولاً، ثم الذهاب لخطوة ثانية».
وفيما يتعلق بالخطوات المقبلة، أضاف عمر: «الاتفاق حول القضايا الإنسانية، وحماية المدنيين، يشكل فاتحة لخطوات أخرى، مثل وقف إطلاق نار دائم، ثم الحل السياسي الشامل».
وحول «ضمانات» استمرار وقف إطلاق النار، قال إنها «خليط من عدد من الأشياء. أولاً وجود الرغبة لإيجاد حل سلمي، وأرى أن خوض مباحثات جدة دليل على ذلك».
وأكمل «الرغبة الشعبية الواسعة في إيقاف هذه الحرب. وهناك دور دولي كبير لإيجاد ضمانات رقابة، لإنجاح العملية». وتوقع أن «15 أبريل (بدء الاشتباكات) يترك أثره على مستقبل الحل السياسي في السودان».
وميدانياً، هزت الاشتباكات منطقة الحلفايا، أحد مداخل العاصمة، في ساعة مبكرة من صباح الأمس، إذ سمع السكان طائرات حربية تحلق فوق الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، وإن بدا القتال أهدأ مما كان عليه أول من أمس الأربعاء، في هدوء وصفه محللون بـ«الحذر»، يترقب خلاله الطرفان ما سوف تؤول إليه «مباحثات جدة» من جهة، وما سوف يفرزه الميدان من مستجدات من جهة أخرى.
تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز